قال محمد العمران، خبير أسواق المال، إن سوق الأسهم السعودي يشهد حالة من خيبة الأمل والضغوط البيعية نتيجة عدة عوامل متداخلة، أبرزها تصاعد التوترات التجارية العالمية وارتفاع عوائد أدوات الدين المحلية، والتي باتت أكثر جاذبية للمستثمرين مقارنة بعوائد الأسهم.
وأوضح العمران، مع قناة العربية، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن فرض رسوم جمركية على شركات الهواتف المصنّعة خارج الولايات المتحدة أعادت القلق إلى الأسواق، في وقت كانت التوقعات تشير إلى انفراجة في الحرب التجارية بين الاقتصادات الكبرى.
وأشار إلى أن البنوك السعودية أصدرت مؤخرًا أدوات دين بعوائد تجاوزت 6%، بعضها مقوّم بالدولار، ما يجعلها أكثر جذبًا للمستثمرين الباحثين عن عائد مرتفع بمخاطر أقل، مقارنة بعائد سوق الأسهم الذي لا يتجاوز 4.5% في المتوسط.
وأضاف أن هذا الوضع تسبب في سحب السيولة من سوق الأسهم، وأدى إلى تراجع متوسط التداولات اليومية إلى أقل من 4 مليارات ريال، وهو ما يعكس ضعف شهية المخاطرة لدى المستثمرين.
وفي ما يخص نتائج أعمال الشركات، اعتبر العمران أن نتائج الربع الأول رغم كونها إيجابية، إلا أنها غير كافية للحكم على أداء السوق، نظراً لأن المتغيرات العالمية، خصوصاً الحرب التجارية، لم تُحتسب بعد بشكل كامل. وتوقع أن يكون الربع الثاني أكثر دقة في إظهار التقييمات الحقيقية للشركات المدرجة.
وحذر العمران من كسر المؤشر العام للسوق لمستوى 11,900 نقطة، مؤكداً أن هذا المستوى يمثل آخر نقاط الدعم القوية، وفي حال كسره، قد يشهد السوق موجة هبوط طويلة الأمد.