سجّلت دولة الإمارات العربية المتحدة، اليوم السبت، درجة حرارة غير مسبوقة لشهر مايو بلغت 51.6 مئوية، في منطقة سويحان بمدينة العين، لتكون بذلك الأعلى لهذا الشهر منذ بدء تسجيل البيانات المناخية في البلاد عام 2003، وفق ما أعلنه المركز الوطني للأرصاد الجوية.
وذكر المركز، في منشور رسمي على منصة "إكس"، أن درجة الحرارة القياسية رُصدت عند الساعة 13:45 بالتوقيت المحلي، في تطور مناخي يثير القلق، خاصة وأنه يأتي قبل بداية فصل الصيف رسميًا.
وتقترب هذه الدرجة من الرقم الأعلى المُسجل على الإطلاق في تاريخ الدولة، والذي بلغ 52 درجة مئوية في جزيرة الياسات، التابعة لإمارة أبوظبي، وذلك في صيف عام 2010.
موجة حر مبكرة ومقلقة
وكان المركز قد أعلن، في اليوم السابق، عن تسجيل درجة حرارة بلغت 50.4 مئوية، لتتجاوز بذلك الرقم القياسي السابق المسجل في مايو 2009، والذي بلغ آنذاك 50.2 درجة مئوية، ما يشير إلى تصاعد غير معتاد في درجات الحرارة خلال أشهر الربيع.
وقد عبّر المواطنون والمقيمون في مختلف أنحاء الدولة، وخاصة في دبي، عن صدمتهم من هذا الارتفاع الحاد والمبكر في الحرارة، حيث أبلغ عدد من السائقين عن ضعف أداء مكيفات السيارات، مؤكدين أن الحرارة تجاوزت قدرات التبريد في بعض الأحيان، ما جعل التنقل صعبًا وغير مريح.
الإمارات.. من استضافة "كوب28" إلى مواجهة مباشرة لتداعيات التغير المناخي
المفارقة اللافتة أن هذا التصعيد في درجات الحرارة يأتي بعد أشهر قليلة من استضافة الإمارات لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب28" في عام 2023، حيث شددت الدولة خلاله على أهمية التحول إلى طاقة نظيفة ومكافحة تغير المناخ. لكن، وعلى ما يبدو، فإن الآثار المناخية السلبية بدأت تضرب مبكرًا قلب المنطقة.
وقد شهدت الإمارات في أبريل الماضي أيضًا متوسط حرارة هو الأعلى في تاريخها خلال هذا الشهر، حيث بلغ 42.6 درجة مئوية، ما يعزز المخاوف من أن تكون البلاد على أعتاب سلسلة من التغيرات المناخية الحادة والمستمرة.
عمال في العراء ومخاطر صحية تتفاقم
ولا يقتصر تأثير هذا الارتفاع الحراري على نمط الحياة فقط، بل يمتد إلى القطاع العمالي في الهواء الطلق، حيث يتعرض العمال في المنطقة الخليجية لمعدلات من الإجهاد الحراري تُعد من الأعلى عالميًا. ووفق تقرير صادر عام 2024 عن منظمة العمل الدولية، فإن نحو 83.6% من العاملين في الهواء الطلق في الدول العربية يتعرضون لمستويات خطرة من الحرارة خلال عملهم اليومي.
وتتجلى هذه المخاطر بوضوح في فاجعة يونيو 2023، حين توفي أكثر من 1300 حاج في مكة المكرمة بالسعودية بسبب تعرضهم الطويل لأشعة الشمس، ما يبرز خطورة درجات الحرارة العالية على صحة الإنسان، خاصة في غياب وسائل الحماية الكافية.
الشرق الأوسط يشتعل حرًا.. المنطقة تسجل معدلات احترار مضاعفة
وبحسب تقرير لمنظمة "جرينبيس" في عام 2022، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تسجل معدلات احترار تتجاوز ضعف المعدل العالمي، مما يعرضها لمخاطر متزايدة تتعلق بالأمن المائي والغذائي، إلى جانب موجات الحر والفيضانات.
ووفق التقرير، فإن مئات الملايين من السكان في دول الخليج والمشرق العربي، والتي تضم أبرز مُصدّري النفط والغاز، معرضون لخطر تصاعد تأثيرات التغير المناخي، وهو ما يتطلب سياسات استباقية للتكيف والتخفيف.