أكد هاني الخفيلي، رئيس مجلس إدارة مركز الاقتصاد الرقمي، أن المملكة العربية السعودية تسير بخطى متسارعة في تحقيق إنجازات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يعزز مكانتها كمركز إقليمي وعالمي لهذا القطاع الحيوي.
وأشار الخفيلي، خلال مداخلة عبر زووم، مع قناة الشرق بلومبرج، إلى أن السعودية أبرمت اتفاقيات واستثمارات ضخمة في هذا المجال، متوقعًا أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنسبة تتجاوز 12% من الناتج المحلي بحلول عام 2030، وهو ما يعادل نحو 100 إلى 130 مليار دولار. وأضاف أن المملكة حققت أرقامًا مميزة وفق تقرير منظمة اليونسكو لعام 2024، حيث تحتل المركز الأول في هذا المجال.
وأكد أن المشاريع الكبرى التي تنفذها المملكة، مثل العيادات الطبية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الصحة وغيرها من الجهات لتحقيق التحول الرقمي. كما لفت إلى أن المملكة تستهدف التحول إلى مركز عالمي للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
حول إدارة البنية التحتية، أوضح الخفيلي أن المملكة تتمتع بإمكانات جيدة من حيث البنية التحتية والكفاءات التقنية، ولكن النجاح الحقيقي يعتمد على التمكين القيادي ودعم المشاريع الحيوية، مشيرًا إلى صفقات هامة مثل التعاون مع شركة "إنفيديا" التي زودت المملكة بوحدات معالجة متطورة، إضافة إلى استثمارات ضخمة مع "أمازون" بقيمة خمسة مليارات دولار لإنشاء مدينة للذكاء الاصطناعي في السعودية.
وبخصوص التحديات التي تواجه تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي العربية، أشار الخفيلي إلى مخاوف السيادة الرقمية والأمن المعلوماتي، وخاصةً فيما يتعلق بالاعتماد المفرط على شركات أجنبية، بالإضافة إلى التحديات في التعامل مع اللغة العربية والبيانات الحساسة.
وأبرز أن المملكة عملت على تأسيس مراكز متخصصة للذكاء الاصطناعي وتوظيف كفاءات مميزة، حيث تحتل السعودية المرتبة الثالثة عالميًا في نمو الوظائف في هذا القطاع.
وحول استراتيجيات تأهيل الكفاءات السعودية، قال الخفيلي إن هناك ثلاثة محاور رئيسية: التدريب على الأجهزة التقنية العالمية، التطبيق العملي في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم، وتمكين الكفاءات عبر المبادرات التعليمية والبحثية في جامعات مثل "كاوست".
وعن مخاطر الاعتماد على الشركات الأجنبية، حذر الخفيلي من استغلال البيانات المخزنة في الخوادم الأجنبية بطريقة غير ملائمة، مشددًا على أهمية تخزين البيانات ومعالجتها محليًا داخل المملكة.
وختم الخفيلي حديثه بالتأكيد على أن الاستثمارات الضخمة والبيئة المحفزة التي توفرها المملكة، بالإضافة إلى التشريعات الداعمة، ستجعل السعودية مركزًا إقليميًا لتصدير خدمات الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن ذلك يتماشى مع رؤية المملكة 2030 التي تضع الذكاء الاصطناعي ضمن أولويات التنمية الاقتصادية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض
