اختُتمت في العاصمة الإيطالية روما، اليوم الجمعة، الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، في ظل استمرار الخلافات الجوهرية حول برنامج طهران النووي، وعلى رأسها قضية تخصيب اليورانيوم، حسبما أفاد مصدر إيراني لوكالة رويترز.
وتمثل هذه الجولة امتدادًا لسلسلة محاولات دبلوماسية لكسر الجمود القائم منذ سنوات بين الجانبين، في ظل توتر سياسي متزايد وسياق إقليمي معقد.
المحادثات النووية بين واشنطن وطهران
سعت واشنطن، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، إلى تقييد قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي، لتفادي اندلاع سباق تسلح في الشرق الأوسط وضمان أمن حلفائها، لا سيما إسرائيل. في المقابل، تمسكت طهران بمطلب رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو أغراض سلمية بحتة.
وقاد الجولة كل من عباس عراقجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني، وستيف ويتكوف، مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، وبمشاركة وسطاء من سلطنة عمان. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الجولة الحالية "شديدة الحساسية"، مشيرًا إلى أن "المواقف ستُبنى بناءً على ما يطرحه الطرف الآخر".
وعلى الرغم من إعلان إيران أن المفاوضات "غير مباشرة"، فقد أكدت مصادر أميركية أن التواصل بين الطرفين شمل اتصالات مباشرة وغير مباشرة خلال هذه الجولة.
مستوى تخصيب اليورانيوم
أبرز نقاط الخلاف تركزت حول مستوى تخصيب اليورانيوم، وهو عنصر حاسم في إمكانية تطوير سلاح نووي، وقد عبّر عراقجي عن الموقف الإيراني بتغريدة قال فيها: "صفر أسلحة نووية = لدينا اتفاق. الإثراء الصفري = لا صفقة.. حان وقت القرار".
من جانبها، قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن ترامب "يعتقد أن المحادثات تسير في الاتجاه الصحيح"، فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن واشنطن تسعى إلى التوصل لاتفاق يمنح إيران برنامجًا سلميًا للطاقة النووية دون تخصيب، مع اعترافه بأن تحقيق ذلك "لن يكون سهلاً".
طهران ترفض التنازلات السيادية
في طهران، شدد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على رفض المطالب الأمريكية المتعلقة بوقف التخصيب، واعتبرها "مفرطة وشائنة"، محذرًا من أن استمرار هذه الشروط قد يؤدي إلى فشل المحادثات بالكامل.
وانتهت الجولة الخامسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة دون إعلان عن نتائج ملموسة، بينما يبقى الملف النووي الإيراني رهينة مواقف متشددة ومطالب متضادة، وبينما تسعى واشنطن للحد من التخصيب، تتمسك طهران بسيادتها على برنامجها النووي، ما يجعل فرص الوصول إلى اتفاق شامل لا تزال غير مؤكدة.


