بدأ العمال في أحد مصانع شركة رولز رويس في شمال إنجلترا إضرابا لمدة ثلاثة أسابيع احتجاجا على نقل جزء من نشاط المصنع إلى سنغافورة.
وأعلنت نقابة العمال في مصنع بارنولدسويك لتصنيع محركات الطائرات التابع لشركة رولز رويس تنظيم إضرابا لمدة ثلاثة أسابيع احتجاجا على نقل جزء من نشاط المصنع إلى سنغافورة.
من المقرر أن يستمر الإضراب حتى 27 نوفمبر في موقع بارنولدسويك في مقاطعة لانكشاير، حيث يتم إنتاج شفرات لمحركات الطائرات.
وأوضحت النقابة في بيان الخميس أنه سيتم تنظيم الإضراب مع الامتثال التام للتباعد الجسدي في خضم وباء كوفيد-19.
وقال المسئول النقابي المحلي روس كوين: "يعد مصنع بارنولدسويك هو مهد محرك الطائرة، ولن نسمح بتهديد وجود الموقع دون دفاع. يعد حل هذا النزاع بالكامل بيد رولز رويس".
وكانت نقابة "يونايت" أعلنت الشهر الماضي إن أعضاءها سينفذون إضرابًا لمدة ثلاثة أسابيع اعتبارًا من 6 نوفمبر، ولن يسمحوا للشركة "بتدمير إمكانية بقاء الموقع دون قتال ضخم".
أعلنت شركة رولز رويس في شهر أغسطس، نيتها نقل عملية تصنيع شفرات محرك الطائرة ترينت إلى سنغافورة.
أدت عملية الإغلاق إلى إلغاء 350 وظيفة ضمن أعمالها في إنجلترا.
اعتبرت النقابة هذا القرار تهديدًا وجوديا لهذا المصنع التاريخي الذي تملكه شركة رولز رويس منذ عام 1943 ويعمل فيه 550 شخصا.
أشارت النقابة إلى أنها منحت المجموعة الوقت لإيجاد حل، مثل إلغاء المشروع أو الاحتفاظ بالوظائف.
قررت النقابة تنفيذ هذا الإجراء الذي وافق عليه 94% من الأعضاء ردًا على عدم التزام الشركة فيما يتعلق بالوظائف.
كما استنكرت النقابة أن تقوم شركة رولز رويس في نفس الوقت بطلب مساعدة مالية قدرها مليار جنيه استرليني (1.31 مليار دولار) من الحكومة.
حثت شركة رولز رويس الموظفين في بيان على "إعادة النظر في الإضراب"، مؤكدة أنها لا تنوي إغلاق الموقع. وأضافت المجموعة: "نقترح بالتأكيد وقف جزء من النشاط في الموقع، لكننا نريد أن يؤدي بارنولدسويك دورا مهما في تطوير الشفرات للجيل القادم من محركات الطائرات".
سبق أن أعلنت شركة رولز رويس في مايو، إلغاء تسعة آلاف وظيفة على الأقل نظرا لتراجع حركة النقل الجوي بسبب فيروس كورونا.
تعد صناعة الطيران من أكثر القطاعات تضررا من تداعيات فيروس كورونا المستجد وتدابير الاحتواء والقيود المفروضة على الحركة المفروضة للحد من انتشاره.
من المنتظر أن يطال التخفيض هذه المرة العاملين في محركات الطيران المدني بشكل أساسي.
قلصت المجموعة خسائرها الصافية في 2019 بفضل أداء تجاري أفضل رغم المشاكل المكلفة التي واجهتها مع محركات طائرات "ترينت 1000" وأرهقت حساباتها لعدة أعوام، إلا أن الأزمة الصحية وجهت لها ضربة أخرى.
وافق مساهمو شركة رولز رويس على زيادة أسهم الشركة عبر إصدار حقوق لجمع ملياري جنيه استرليني (2.6 مليار دولار) الشهر الماضي.
في وقتٍ تستعد فيه الشركة إلى إغلاق مصانعها مؤقتًا وتقليل ساعات العمل وخفض مزايا الموظفين، في حين يستعد الموطفين إلى البدء بالإضراب.
أوضح رئيس مجلس إدارة رولز رويس إيان ديفيز، أن الموافقة حصلت في اجتماع عبر الإنترنت، مضيفًا: "جرى تمرير القرار الوحيد بأغلبية ساحقة".
كما أرسلت إدارة الشركة بريدًا إلكترونيًا إلى الموظفين قبل اجتماع مجلس الإدارة، حذرت فيه من استراتيجيتها الجديدة المتعلقة بخفض التكاليف من حيث الأجور والفوائد وإغلاق المصانع المحتمل، وذلك بعد انهيار الطلب على الطائرات نتيجة وباء كوفيد-19.
أوضح رئيس قسم الطيران المدني في الشركة كريس تشولرتون، إن أحد الأهداف هو خفض تكاليف الإدارة بمقدار الثلث.
قالت الشركة إنه لا توجد خطط لتخفيض مزيد من الموظفين (غير 9 آلاف موظف الذين سُرّحوا في وقت سابق من هذا العام).
من المتوقع أن يساهم زيادة أسهم الشركة في زيادة السيولة للنجاة من هذه المرحلة.