أدلى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بتصريح لافت مساء السبت، أكد فيه أن المملكة المتحدة لن تنغلق على نفسها في مواجهة التقلبات العالمية، بل ستعزز تحالفاتها وتبرم اتفاقات تصب في مصلحة الشعب البريطاني.
ويأتي هذا التصريح في سياق تحركات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى إعادة تموضع بريطانيا على الساحة الدولية بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
في هذا الإطار، تستعد الحكومة البريطانية للإعلان عن اتفاق شامل مع الاتحاد الأوروبي خلال قمة مرتقبة في لندن، يهدف إلى تسهيل التجارة، خاصة في المنتجات الغذائية، وتخفيف القيود الحدودية.
ويتضمن الاتفاق المحتمل أيضًا التعاون في مجالات الدفاع والأمن، بالإضافة إلى تسهيلات في التنقل والسفر، مثل السماح للمواطنين البريطانيين باستخدام بوابات السفر الإلكترونية في دول الاتحاد الأوروبي، وتفعيل برامج تنقل شبابي بين الجانبين.
على الصعيد الدولي، وقعت بريطانيا اتفاقية "شراكة المائة عام" مع أوكرانيا، تهدف إلى تعزيز التعاون الأمني والعسكري، خاصة في مجالات الأمن البحري والتكنولوجيا. كما شملت الاتفاقية دعمًا اقتصاديًا ومشاريع مشتركة في مجالات الزراعة والتكنولوجيا الحيوية.
وفي الشرق الأوسط، أبرمت بريطانيا اتفاقيات استراتيجية مع العراق، تضمنت مشاريع بنية تحتية ضخمة بقيمة تصل إلى 12.3 مليار جنيه إسترليني، تشمل إزالة الألغام، وتحسين شبكات المياه والصرف الصحي، وربط شبكات الكهرباء بين العراق والسعودية.
تأتي هذه التحركات في إطار سياسة "إعادة الانفتاح" التي يتبناها ستارمر، والتي تهدف إلى تعزيز مكانة بريطانيا العالمية من خلال بناء شراكات استراتيجية، دون العودة إلى الاتحاد الجمركي أو السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي.
ورغم الانتقادات من بعض الأوساط السياسية التي ترى في هذه الخطوات تنازلاً عن مكاسب "بريكست"، يؤكد ستارمر أن هذه الاتفاقات تصب في مصلحة الاقتصاد البريطاني وتوفر فرص عمل جديدة، مع الحفاظ على السيادة الوطنية.
يُذكر أن هذه التحركات تأتي في وقت تواجه فيه بريطانيا تحديات اقتصادية، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن خروجها من الاتحاد الأوروبي أدى إلى خسارة نحو 4% من الناتج المحلي الإجمالي. ويأمل ستارمر أن تسهم هذه الاتفاقات في تعويض تلك الخسائر وتعزيز النمو الاقتصادي.
بهذه الخطوات، تسعى الحكومة البريطانية إلى إعادة بناء علاقاتها الدولية على أسس جديدة، تعزز من خلالها مكانتها الاقتصادية والسياسية، وتوفر فرصًا جديدة لمواطنيها في عالم يتسم بالتقلبات والتحديات المتزايدة.