في لحظة مأساوية خطفت فيها الحياة زهرة من زهرات المستقبل، رحلت الطالبة سما عادل، إحدى طالبات الفرقة النهائية بكلية طب الأسنان، ضحية حادث مأساوي وقع نتيجة انفجار خط غاز على طريق الواحات.
وكانت سما نموذجًا يحتذى به في الاجتهاد والخلق والطيبة، تحمل بين جنباتها حلمًا كبيرًا بأن تصبح طبيبة تزرع الأمل وتخفف الألم عن الآخرين، وجاء رحيلها صادمًا لكل من عرفها، ولزملائها الذين شاركوها مقاعد الدراسة وأحلام التخرج القريب، ولأسرتها التي كانت تترقب بفخر لحظة تخرجها.
وبعد 14 ليلة، كانت آخر ليالي حياة سما عادل، التي ظلّت خلالها في المستشفى على سريرها محاطة بالأجهزة الطبية وأصوات صافرات الإنذار التي لا تتوقف، تعاني من آلام جروحها الناتجة عن حادث حريق خط الغاز في طريق الواحات قرب غرب سوميد.
حريق خط غاز طريق الواحات
تكثفت التحقيقات التي باشرتها النيابة العامة في الجيزة، حيث تم التحقيق مع المهندس التنفيذي المسؤول عن خط الغاز، الذي تسببت حادثته في وفاة ستة مواطنين وإصابة تسعة آخرين نتيجة الحريق الذي اندلع إثر الانفجار.
وألقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة القبض على المهندس المسؤول عن الشركة المشغلة للخط، وذلك بعد وقوع الانفجار الذي أسفر عن مقتل وإصابة 15 شخصًا، ولا تزال النيابة العامة في أكتوبر تواصل تحقيقاتها في هذا الحادث المأساوي، حيث أسفر انفجار خط الغاز عن العديد من الضحايا وتفحم عدد كبير من السيارات.
وأصدرت النيابة العامة قرارًا بدفن جثامين الطالبتين منة أيمن وسما عادل بعد وفاتهما متأثرتين بالحروق التي تعرضتا لها، مما رفع عدد الوفيات إلى 8 أشخاص حتى الآن.
التحقيقات الأولية لحريق خط غاز طريق الواحات
تكشف التحقيقات الأولية أن النيران الناجمة عن الانفجار التهمت 13 سيارة ودراجة نارية كانت متوقفة بالقرب من الموقع، ما أدى إلى تفحمها بالكامل. كما تم استدعاء سائق لودر للاستماع إلى أقواله حول مسؤوليته في كسر خط الغاز، بالإضافة إلى التحقيق مع مقاول كان يتولى أعمالًا إنشائية في المنطقة دون التنسيق مع شركة الغاز المختصة.
وأجرى خبراء المعمل الجنائي فحصًا دقيقًا لموقع الانفجار لتحديد أسباب الحريق وتحديد ما إذا كان هناك شبهة جنائية، كما تم استدعاء شهود عيان وتفريغ كاميرات المراقبة في المنطقة.
أسباب حريق خط غاز طريق الواحات
من جانبها، أعلنت نقابة المهندسين الفرعية بالجيزة أنها قامت بدور استشاري بموجب قانون النقابة رقم 66 لسنة 1974، حيث شكلت لجنة ميدانية برئاسة الدكتور محمد مصطفى الفحام وعضوية عدد من المهندسين والمتخصصين، قامت بزيارة موقع الحادث يوم الأربعاء 7 مايو 2025.
وذكرت النقابة أن المعاينة وشهادات الشهود أظهرت أن أحد المقاولين قد تسبب في كسر خط الغاز أثناء أعمال الحفر باستخدام لودر، دون إخطار الجهات المعنية، مما أدى إلى تسرب كثيف للغاز، وأنه في اليوم التالي، وأثناء تنفيذ أعمال أخرى، تم رصد رائحة غاز قوية دون أي تحرك من المسؤولين للإبلاغ عن الخطر، ما أدى إلى تشبع الهواء بالغاز وارتفاع درجات الحرارة وكثافة المرور، مما تسبب في اشتعال النيران ووقوع الحريق المأساوي.
كما كشفت اللجنة عن غياب تام لأي لوحات تحذيرية أو إشارات تشير إلى وجود خط الغاز أو طبيعة الأعمال الجارية في الموقع، وفي ضوء هذه المخالفات، أكدت نقابة المهندسين أنها ستعد تقريرًا فنيًا شاملاً حول الزيارة وما تم رصده من مخالفات، وسيتم رفعه إلى الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية والفنية اللازمة لمحاكمة المسؤولين ومنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.

