تستعد القوات الجوية الأمريكية خلال الأيام المقبلة لبدء اختبارات على صاروخ جديد يحمل اسم SiAW (سلاح الهجوم البديل)، وذلك بعد تسلم أول نموذج تجريبي من هذا الصاروخ المتقدم، في خطوة جديدة نحو تعزيز قدرات الهجوم السريع ضد أهداف أرضية عالية الحساسية.
الصاروخ، الذي تطوّره شركة نورثروب غرومان كمقاول رئيسي، يُعد نسخة معدّلة من صاروخ AGM-88G، ويأتي ضمن خطة لتوفير سلاح قادر على تنفيذ ضربات دقيقة ضد الدفاعات الجوية المعادية والبنى التحتية الاستراتيجية.
خصائص تقنية تستهدف الأهداف الحساسة والدفاعات المتقدمة
تم تطوير SiAW لتوفير قدرة هجومية عالية ضد أهداف يصعب الوصول إليها أو تتطلب استجابة سريعة، مثل منصات إطلاق الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، أنظمة الحرب الإلكترونية، والأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية، وفقاً لتقرير نشره موقع The War Zone.
وتُعد هذه الفئة من الأهداف جوهرية في بيئة المعارك الحديثة، خاصةً مع انتشار أنظمة منع الوصول ومنع المنطقة (A2/AD)، التي تمثل تحدياً كبيراً أمام العمليات الجوية الأمريكية.
نورثروب غرومان تحصل على عقد بـ705 ملايين دولار لتطوير الصاروخ
في سبتمبر 2023، حصلت شركة نورثروب غرومان على عقد بقيمة تصل إلى 705 ملايين دولار لتطوير برنامج SiAW.
ويُعد هذا التطوير استكمالاً لجهود سابقة تقودها البحرية الأمريكية من خلال صاروخ AGM-88G المعروف باسم AARGM-ER، الذي خضع لأول تجربة إطلاق حي في عام 2021.
التنافس الصناعي: لوكهيد مارتن تنسحب من السباق
وفي إطار منافسة الشركات الأمريكية لتطوير هذا النوع من الأسلحة، كشفت شركة لوكهيد مارتن في وقت سابق من هذا العام عن صاروخ فرط صوتي يدعى Mako، صُمم لمنافسة SiAW، لكنها انسحبت لاحقاً من البرنامج إلى جانب شركة L3Harris، مما ترك المجال مفتوحاً أمام نورثروب غرومان لتولي المشروع.
حزمة توجيه متعددة تُعزز دقة الاستهداف
يعتمد صاروخ AARGM-ER، وهو الأساس التقني لصاروخ SiAW، على حزمة توجيه معقدة تشمل أنظمة GPS، الملاحة بالقصور الذاتي، ورادار موجات ملليمترية قادر على تحديد الأهداف حتى في حال عدم إصدار إشارات راديوية.
كما يدعم الصاروخ تبادل البيانات مع منصات خارجية، مما يسمح للطائرة المطلِقة بشن هجوم بناءً على معلومات استخباراتية دون الحاجة لرصد الهدف مباشرة، وهي ميزة حيوية في العمليات الشبكية الحديثة.
توسيع قدرات الضربات الدقيقة متعددة المهام
يمنح هذا النوع من الأسلحة القوات الجوية الأمريكية القدرة على استهداف السفن، مواقع الدفاع الساحلية، والأهداف الأرضية عالية القيمة.
وتكمن أهمية صاروخ SiAW في كونه مصمماً لمعالجة الأهداف سريعة الحركة أو القابلة لإعادة الانتشار.
وبحسب وثيقة طلب الميزانية للسنة المالية 2025، تشمل الأهداف المحتملة للصاروخ أنظمة الدفاع الجوي المتكاملة، أنظمة التشويش، الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية، وقاذفات صواريخ مسرحية.
التحدي الصيني في المقدمة.. وصواريخ SiAW جزء من الرد الأمريكي
تأتي هذه التطورات في وقت تُركز فيه واشنطن على التنافس الاستراتيجي مع الصين، التي ضخت استثمارات ضخمة في مجالات الدفاع الجوي، الحرب الإلكترونية، وأنظمة مكافحة الأقمار الاصطناعية.
وتسعى الولايات المتحدة إلى تطوير قدرات هجومية مرنة تسمح لها بالتصدي بسرعة لتهديدات متعددة، خاصةً في سياق عمليات واسعة قد تشمل منطقة المحيط الهادئ.
إدماج الصاروخ في ترسانة "طائرات المستقبل"
أعلنت القوات الجوية الأمريكية أن صاروخ SiAW سيصبح عنصراً أساسياً في ترسانة طائرات الجيل القادم، التي تشمل مقاتلات الجيل السادس ضمن مبادرة الهيمنة الجوية للجيل القادم (NGAD)، إلى جانب القاذفة الشبحية B-21 Raider والطائرات المسيرة المتقدمة.
وتُعد هذه المرونة في التوافق مع المنصات الجوية المختلفة عاملاً حاسماً في ضمان قدرة الصاروخ على دعم مختلف المهام العسكرية المستقبلية.
اختبار ميداني على مدى 4 مراحل وصولاً للتشغيل بحلول 2026
تشمل خطة اختبار الصاروخ أربع تجارب إطلاق حي، تُبنى على البيانات والتقنيات المطورة في برنامج AARGM-ER. وتهدف نورثروب غرومان إلى تسليم نماذج إضافية للقوات الجوية في إطار مرحلة الاختبارات التشغيلية.
وتسعى القوات الجوية الأمريكية للوصول إلى القدرة التشغيلية الأولية لصاروخ SiAW بحلول عام 2026، ليصبح أحد الأعمدة الرئيسية في استراتيجية الردع والهجوم المتطور.
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض
