الهند تدرس فرض رسوم جمركية انتقامية على منتجات أمريكية

في خطوة جديدة قد تعيد التوتر إلى العلاقات التجارية بين نيودلهي وواشنطن، أعلنت الهند نيتها فرض رسوم جمركية انتقامية على بعض المنتجات الأمريكية، كرد فعل على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على واردات الصلب والألومنيوم، ويأتي هذا التحرك جاء ضمن وثيقة رسمية قدمتها الهند إلى منظمة التجارة العالمية.

إجراء مضاد رداً على الرسوم الأمريكية الخاصة

في الوثيقة المقدمة للمنظمة، أشارت الهند إلى أن الخطوة الأمريكية بفرض رسوم على قطاعات محددة مثل الصلب والألومنيوم والسيارات تُعد من التدابير الوقائية، وهو ما يخولها قانونياً اتخاذ تدابير انتقامية مماثلة وفق قواعد منظمة التجارة العالمية. 

وأضافت نيودلهي أنها تقترح "تعليق بعض التنازلات أو الالتزامات التجارية" عبر فرض رسوم إضافية على مجموعة مختارة من السلع الأمريكية، من دون أن تحدد ماهية تلك المنتجات.

تأثر صادرات هندية بقيمة 7.6 مليار دولار

الهند، التي تُعد من بين أكبر منتجي الصلب الخام على مستوى العالم، أوضحت أن الإجراءات الأمريكية تطال صادرات هندية تقدر قيمتها بنحو 7.6 مليار دولار، ومن المتوقع أن تُنتج هذه الرسوم ما يعادل 1.91 مليار دولار من العائدات الجمركية الأمريكية. 

بناءً على ذلك، تعتزم نيودلهي فرض رسوم جمركية مقابلة بنفس القيمة على المنتجات الأمريكية الواردة إليها.

امتداد لتوترات سابقة بدأت عام 2018

التحرك الهندي يُعتبر امتدادًا لخلافات تجارية تعود إلى عام 2018، حين فرضت إدارة ترامب موجة من الرسوم الجمركية على عدد من الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بما في ذلك الصين، الاتحاد الأوروبي، وكندا، وتركيا، إلى جانب الهند. 

وقد دفعت تلك الإجراءات عدة دول إلى اتخاذ خطوات مماثلة، تحت مظلة منظمة التجارة العالمية، ما تسبب في تصعيد تجاري عالمي خلال تلك الفترة.

الخلاف القانوني في أروقة منظمة التجارة العالمية

في سياق متصل، كانت واشنطن قد رفضت سابقًا اعتبار رسومها "تدابير وقائية"، ورفعت عدة شكاوى إلى منظمة التجارة ضد الرسوم الانتقامية التي فرضتها دول متضررة، من بينها الهند. 

ورغم التوصل إلى تسوية بين الهند والولايات المتحدة عام 2023، ما تزال النزاعات مع دول أخرى مثل الصين وتركيا معلقة.

وقد أيدت لجان خبراء منظمة التجارة في بعض القضايا حجة الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن رسومها لم ترق إلى كونها "تدابير وقائية"، لكن هذه الأحكام تم استئنافها، غير أن النظام القضائي في المنظمة ما يزال مشلولًا منذ أواخر 2019، بعد أن منعت واشنطن تعيين قضاة جدد بمحكمة الاستئناف، مطالبةً بإجراء إصلاحات شاملة.

مشهد تجاري عالمي مضطرب مع غياب التحكيم النهائي

يؤجج غياب آلية الاستئناف الفعالة في منظمة التجارة العالمية التوترات التجارية، ويترك العديد من النزاعات دون حلول ملزمة، ما يفتح المجال أمام دول مثل الهند لاتخاذ إجراءات أحادية الجانب، في ظل غياب مرجعية قانونية نهائية. 

وتبقى الأنظار موجهة إلى تطورات الموقف الهندي خلال الفترة المقبلة، في ظل ترقب لرد فعل أميركي محتمل قد يعيد فتح ملفات النزاع التجاري بين البلدين.