سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا ملحوظًا، اليوم الثلاثاء، مدعومة ببيانات تضخم أمريكية جاءت دون التوقعات، إلى جانب توجه المستثمرين نحو اقتناص الفرص بعد موجة بيع حادة شهدها السوق في الجلسة السابقة.
أسعار الذهب العالمية
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.3% ليصل إلى 3243.99 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 11:20 صباحًا بالتوقيت الشرقي للولايات المتحدة (15:20 بتوقيت جرينتش)، وذلك بعد أن كان قد تراجع إلى 3207.30 دولارًا يوم الاثنين، كما صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 0.7% لتسجل 3249.50 دولارًا للأوقية.
وقال بارت ميليك، رئيس استراتيجيات السلع الأساسية لدى "تي دي سيكيوريتيز"، إن السوق شهد يوم أمس الإثنين تصحيحًا كبيرًا للذهب نتيجة الأنباء حول توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق تجاري مؤقت، مضيفًا: "لكن الرسوم الجمركية لا تزال قائمة عند مستويات مرتفعة تصل إلى 30%، وهذا لا يزال تأثيره سلبيًا للغاية على الاقتصاد العالمي".
تهدئة مؤقتة في الحرب التجارية
كانت الولايات المتحدة والصين قد أعلنتا، يوم أمس الإثنين، عن اتفاق لوقف الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا، وذلك في أعقاب محادثات جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع في جنيف.
وبموجب الاتفاق، ستخفض الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على الواردات الصينية من 145% إلى 30%، بينما تعهدت الصين بخفض رسومها على الواردات الأمريكية إلى 10% بدلًا من 125%، في خطوة تهدف إلى تخفيف حدة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
الذهب يتلقى دعمًا من ظروف السوق العالمية
يُشار إلى أن أسعار الذهب كانت قد حققت مستويات قياسية عدة خلال عام 2025، مدفوعة بمخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي، لا سيما بعد فرض إدارة الرئيس دونالد ترامب لرسوم جمركية شاملة، بالإضافة إلى مشتريات قوية من البنوك المركزية حول العالم، والتوترات الجيوسياسية، وزيادة التدفقات نحو صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب.
بيانات التضخم الأمريكية تدفع المعادن للصعود
وفي تطور داعم إضافي للذهب، أفاد مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأميركية، يوم الثلاثاء، أن مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 0.2% فقط خلال الشهر الماضي، وهو أقل من توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت "رويترز" آراءهم والذين رجحوا ارتفاعًا بنسبة 0.3%.
وفي تعليق على هذه البيانات، كتب جيم ويكوف، المحلل البارز في شركة "كيتكو ميتالز"، في مذكرة تحليلية: "تُعد البيانات ودّية إلى حد ما لأسواق المعادن الثمينة، كونها لا تمثل تهديدًا تضخميًا كبيرًا قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تأجيل سياسة خفض أسعار الفائدة".
وتتوقع الأسواق المالية أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في استئناف دورة خفض أسعار الفائدة خلال شهر سبتمبر المقبل، ويُعزز انخفاض أسعار الفائدة من جاذبية الذهب كأصل غير منتج للعوائد، لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازته.
أسعار المعادن الثمينة
امتد الارتفاع إلى باقي المعادن النفيسة، حيث ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 1% لتسجل 32.90 دولارًا للأوقية، كما صعد البلاتين بنسبة 1.2% إلى 986.75 دولارًا، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.5% ليصل إلى 950.17 دولارًا للأوقية.