عمر الطيبى: تسليم أولى مراحل «أرمونيا» فى 2023.. و10% ارتفاعًا متوقعًا فى أسعار العقارات بنهاية العام الجارى


الاربعاء 04 نوفمبر 2020 | 02:00 صباحاً
صفـــــاء لــويس

يؤمن أن رجل الأعمال هو صاحب المسئولية.. ولديه رؤية وخطة يسعى للوصول إليها ولا يساعده فى تحقيقها إلا الجيل الثانى والثالث من الأبناء.. هذه النظرية التى ورثها عن والده الذى كان يرافقه فى كل أماكن العمل التى يذهب إليها لاكتساب الخبرات وتعلم كل ما هو جديد فى عالم البزنس.

 المهندس عمر الطيبى، مدير قطاع  تطوير الأعمال بـ«The Land Developers»، بدأ العمل فى عمر الـ16 عامًا.. تخرج فى جامعة كاليفورنيا بأمريكا.. إلا أنه عاد إلى القاهرة لتحقيق المشروعات التى كان يحلم بها فى مصر. 

«الطيبى» فى حديثه عن «ذا لاند» أكد أن شركته بدأت فى الأعمال التنفيذية والإنشائية بمشروع «أرمونيا» العاصمة، لتسير وفقًا للمواعيد المتفق عليها مع العملاء ليكون تسليم المرحلة الأولى منه 2023.

وفى حواره لـ«العقارية»، قال إن الشركة تدرس حاليًا عددًا من الفرص المميزة بالعلمين الجديدة والساحل الشمالى والعين السخنة، للاستفادة من هذه المواقع المتميزة.

وأشار إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة هى مستقبل الشرق الأوسط عامة، بداية من البنية التحتية والتخطيط العمرانى غير المسبوق القائم على أحدث النظم، وغيرها من المقومات التى تشجع على الاستثمار والعمل فيها. 

وتوقع «مدير قطاع  تطوير الأعمال»، أن يشهد الربع الأخير من 2020 عملية تصحيح المسار بعد عودة الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها، ومن المتوقع أن تشهد أسعار الوحدات زيادة بنسبة 10% قبل نهاية العام. 

وأعلن «الطيبى» توقعاته لأسعار الوحدات فى العاصمة قبل نهاية العام الجارى.. وكشف عن آليات تحديد التسعير.. واستثمارات الشركة ومستهدفاتها خلال الفترة المقبلة.. والعديد من الأسئلة التى أجاب عليها فى الحوار التالى..

**فى البداية.. ما قراءتك للسوق العقارى خلال الربع الأخير من هذا العام.. وهل سيشهد ارتفاعًا فى الأسعار؟

• أعتقد أن الربع الأخير من 2020 سيشهد عملية تصحيح المسار بعد عودة الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها، ومن المتوقع أن تشهد أسعار الوحدات زيادة بنسبة 10% قبل نهاية العام.

**نجحت «ذا لاند» من خلال «أرمونيا» فى تقديم منتج عقارى مختلف يحظى بإعجاب الجميع.. متى سيتم البدء فى تنفيذ المشروع؟

* وضعت الشركة جدولًا لتنفيذ الأعمال بالمشروع بما يتماشى مع موعد التسليمات، حيث بدأت الشركة بالفعل فى تنفيذ الأعمال بالمشروع؛ ليكون بداية تسليم أولى مراحله يونيو 2023.

** أعدت الشركة دراسة جدوى لتحديد السعر المناسب لمشروعها بما يتماشى مع المشروعات المجاورة.. ما أبزر مؤشراتها؟

* عند العمل على دراسة الجدوى فى العاصمة الإدارية الجديدة، اتضح لنا أن هناك طلبًا مرتفعًا على جميع الوحدات، والتى تضاعف سعر المتر بها فى المشروع الواحد، وتعتبر هذه النقطة من أفضل ما يميز العاصمة، خاصة أن جميع المشترين يعلمون جيدًا أنه قريبًا سيتم نقل جميع معالم الدولة من بنوك ووزارات وسفارات وغيرها للعاصمة، وهو ما يمنح الطمأنينة لدى المشترى؛ لتحقيق المكاسب المرجوة.

ومن ناحية أخرى، العاصمة لديها ميزة تتعلق بالتوجه الجديد والسوق الناشئ ووجود طلب مرتفع على جميع المنتجات الموجودة بها، وبالتالى لم يكن هناك تخوف إطلاقًا.

** وما هى استراتيجية الشركة.. وكيف حققت سياساتها التسعيرية بالعاصمة.. وعلى أى أسس اعتمدتم فى تسعير الوحدات؟

*استراتيجية الشركة تتضمن البحث عن الفرص الواعدة مع كل ظرف يمر به السوق العقارى، أما فيما يتعلق بالسياسة التسعيرية لمشروع «أرمونيا» بالعاصمة الإدارية فتعتمد على عدة أسس أبرزها، النظر إلى الالتزامات المالية الخاصة بالشركة، ثم أسعار المشروعات المجاورة وطرق السداد، إضافة إلى المقارنة بين الوحدات التى تقدمها الشركات الأخرى، ونوع المنتجات التى نقدمها.

**وهل يتم وضع السياسة التسعيرية وفقًا لمكونات التكلفة وهامش الربح أم إنها تترك حسب دخل العملاء.. وما هى الاستراتيجية التى تتبعها الشركة؟

* الشركة تعتمد فى عملية التسعير على التكلفة وهامش الربح من ناحية، وإعداد إحصائية عن السوق كل 3 أشهر من جهة أخرى، والتى أظهرت ضرورة تقديم منتج مختلف عن المشروعات المجاورة من ناحية المخطط العام والوحدات المنفذة، وهو ما كان سببًا فى تقديم وحدات مميزة بمشروعنا مقارنة بغيرنا، حيث عملنا بشكل وبفكر جديد وقدمنا خدمات إضافية بمواصفات مبتكرة فى الحدائق والمساحات الخضراء وحمامات السباحة، إضافة إلى ذلك فكل عمارة لها خصوصيتها ومصممة بحيث تطل جميع الوحدات بها على المساحات الخضراء، وكل هذه المميزات تساعد الشركة فى وضع السعر المناسب للمتر وطرق السداد والعملاء المستهدفين.

**وماذا عن مرتكزات الشركة لجذب العملاء لمشروعها الجديد بالعاصمة؟

• مشروع العاصمة الإدارية الجديدة خطوة جيدة لكنها تأخرت بعض الوقت، فى ظل الزيادة السكانية التى تشهدها القاهرة، حيث كان من الطبيعى أن يحدث نقلة اجتماعية للمواطنين، عن طريق إنشاء مدن جديدة مثل العاصمة الإدارية، والتى تعتبر امتدادًا طبيعيًا للقاهرة الجديدة، وتتضمن جميع المقومات التى تؤكد أنها مستقبل الاستثمار العقارى.

ومن هذا المنطلق بدأنا العمل فى دراسة الجدوى للعاصمة الإدارية 

وجاءت نتائجها مبشرة، وأخذنا القرار الذى كان يحتاج إلى الجرأة، وبدأنا العمل من خلال مشروع «أرمونيا».

وتستهدف الشركة من خلال «أرمونيا» شريحتى B+ وB وهما أكثر الطبقات التى تتوافر لديها السيولة المالية والأكثر طلبًا على شراء الوحدات متوسطة المساحات واللذان يمثلان 50% من الشعب المصرى. 

**الاشتراطات التى وضعتها شركة العاصمة عند طرح الأراضى الاستثمارية كانت صارمة لطرق سداد الأقساط وفترة التنفيذ.. هل أثرت على منهج عمل «ذا لاند»؟

* الاشتراطات التى أقرتها شركة العاصمة الإدارية طبيعية وتتماشى مع المستثمرين، وإذا ما تحدثنا على مستوى الشركة نجد أنها تمتلك الملاءة المالية التى تؤهلها لتنفيذ «أرمونيا»، فضلًا عن امتلاكها ذراع مقاولات تعمل فى السوق العقارى منذ عام 2006، كما تمتلك أيضًا محفظة عملاء جيدة اكتسبتهم من خلال مشروعات الشركات الأخرى التابعة لنا، وكما أشرت سابقًا فالعاصمة بمثابة سوق ناشئ ويحظى بطلب حقيقى.

**وهل مشروعات العاصمة سحبت البساط من شرق وغرب القاهرة.. أم أنها ساعدت على خلق أعمال جديدة لكبار المطورين؟

*بالفعل.. عند طرح مشروعات العاصمة جذبت عملاءً جددًا من الشرق والغرب، وإذا تحدثنا عن متطلبات العملاء لدى الشركة نجد أنها كما هى ولا أستطيع التحدث عن باقى المطورين؛ لأن كل مطور عقارى لديه رؤيته، ولكن بوجه عام سمات العملاء لجميع شرائح الشعب هو الشراء بغرض الاستثمار؛ لأننا نؤمن بالاستثمار فى العقار لفوائد عديدة.

**وما هى مميزات أراضى العاصمة التى دفعتكم للاستثمار بها؟

*تفضيلنا الاستثمار والعمل بالعاصمة الإدارية الجديدة جاء نتيجة اهتمام الدولة بهذا المشروع القومى العملاق، كما أن هذه المنطقة الواعدة تتمتع بطلب قوى وحقيقى خاصة فى ظل التوسع العمرانى الذى تشهده مصر مؤخرًا والتوجه بقوة نحو شرق القاهرة.  

**  هل قرب العاصمة من العين السخنة يجعلكم تفكرون فى إنشاء مشروعات «سكند هوم» فى المدن القريبة؟

*ندرس حاليًا عددًا من الفرص بالعلمين الجديدة والساحل الشمالى والعين السخنة، للاستفادة من هذه المواقع المتميزة، إضافة إلى توفير فرص لشراء العميل فى مشروعات جديدة للشركة بمواقع مختلفة، كما ندرس الحصول على قطعة أرض أخرى بالعاصمة الإدارية.

** الشركات الملتزمة بمثابة سفراء للعاصمة نفسها.. لو قدر لك كمطور عقارى أن تتحدث عنها للترويج بهدف تشجيع وتحفيز مطورين آخرين.. ماذا تقول؟

*العاصمة الإدارية ليست مستقبل مصر فقط ولكن مستقبل الشرق الأوسط عامة، بداية من البنية التحتية والتخطيط العمرانى غير المسبوق القائم على أحدث النظم، فلم نشهد على مر العصور الماضية وجود مدينة فى مصر بها مثل هذا الكم من الأحياء والمناطق المتنوعة، وغيرها من المقومات التى تشجع على الاستثمار والعمل فيها.

**وإذا تحدثنا بشكل خاص عن بداية مشواركم فى عالم البيزنس.. كيف كان تأثير الاستثمار العائلى؟

*النظرية الخاصة بالجيلين الثانى والثالث هى حقيقة على أرض الواقع، تطرق إليها الوالد فى إحدى المناقشات وأنا بعمر 14 عامًا، ووقتها أكد لى أن رجل الأعمال هو صاحب المسئولية ولديه رؤية وخطة يسعى للوصول إليها ولا يساعده فى تحقيقها إلا الجيل الثانى والثالث من الأبناء، ولكن فى بعض الأحيان نجد أن تزايد أعداد أفراد الأسر بالشركات العائلية سواء داخل مصر أو خارجها يتسبب فى بعض المشكلات، لاسيما أن كل فرد منهم لديه رؤية وطموح يسعى للوصول إليه، إضافة الى اختلاف الأفكار والرؤى فيما بينهم، وعلى صعيد آخر نجد العديد من الشركات العائلية لديها قيادة ويعملون على قلب رجل واحد، كل فى مجاله وتخصصه وبالتالى يحقق ذلك النجاح المتوقع له مستقبلًا.

وإذا تحدثنا بشكل خاص عن مسيرة العمل التى بدأتها من الصغر فالوالد كان يصطحبنى معه فى كل أماكن العمل التى يذهب إليها لاكتساب الخبرات وتعلم كل ما هو جديد فى عالم البزنس، كما كان يناقش معى الأفكار ويطرح الأسئلة وما سنفعله مستقبلًا، ومن هنا بدأنا وضع الأهداف.

وكنت أعمل فى الإجازات الصيفية وأنا بعمر 16 عامًا، فى مشروعات الوالد الخاصة ما بين التجزئة والتطوير العقارى، حيث كانت أولى مراحل تعلم المهنة عن طريق «إدارة التشغيل بقطاع التجزئة» كبداية لانطلاقة حقيقية وضعتها نصب عينى للوصول إلى هدفى وتعلم كل ما يخص البزنس والإلمام بجميع الأعمال التابعة لمشروعات الوالد، ثم تدرجت بعد ذلك فى المناصب.

ومن هنا بدأت المهمة تزداد يومًا بعد يوم، إيمانًا منى بمشاركة الوالد فى استكمال مسيرة النجاح والتوسع من خلال رؤيتى المستقبلية، وكنت أرى أن الجزء الأهم حب الشخص للعمل وهو ما حرصت عليه منذ البداية، حتى سافرت للدراسة فى جامعة كاليفورنيا بأمريكا والتحقت بقسم الاقتصاد التجارى، وعملت هناك لمدة عام فى مجال الاستثمار العقارى، بعدها عدت إلى القاهرة مرة  أخرى؛ لأن رغبتى وفكرى منذ البداية الرجوع إلى مصر وإقامة المشروعات التى كنت أحلم بها منذ صغرى.

**ما الأدوات التى شجعتكم للرجوع مرة أخرى لاستكمال مسيرة الوالد بمصر؟

* بدأت العمل عقب عودتى مباشرة من أمريكا وتحديدًا فى فبراير 2017، وكان هذا العام صعبًا للغاية، حيث صدر قرار تحرير سعر الصرف فى الربع الأخير من عام 2016 والذى أثر على أداء جميع القطاعات بشكل عام وعلى المطورين العقاريين بشكل خاص، وتحدث والدى معى خلال تلك الفترة عقب العودة مباشرة عن رؤية «ذا لاند ديفلوبرز» وأهدافها والعمل المتوقع إضافته لها، خاصة أن شركة الطيبى للاستثمار العقارى لها باع كبير فى مجال التطوير العقارى حتى قبل توجهها؛ لإقامة مشروعات بالعاصمة، حيث تأسست الشركة عام 2006، ونفذت العديد من المشروعات سواء فى المعادى عن طريق إنشاء عمارات سكنية وإعادة تأجيرها مرة أخرى للسفارات الأمريكية والاتحاد الأوروبى وشركات البترول أو فى كينج مريوط بمحافظة الإسكندرية وإقامة مشروع «جوار» على مساحة 33 فدانًا بسعة 220 فيلا، تم تسليمها بالكامل قبل مواعيد الاستلام المحددة، كما قامت بتنفيذ عدة مشروعات مينى كمبوند بمنطقة «غرب جولف» بالقاهرة الجديدة، ووصلت إجمالى استثمارات القطاع العقارى للشركة قبل عام 2018 إلى حوالى 1.5 مليار جنيه، وكونت خلال تلك الفترة محفظة عملاء جيدة.

**ختامًا.. ما الذى ينقص السوق العقارى ليصبح الأهم فى المنطقة؟ 

*ينقصه تنشيط عملية التمويل العقارى، وتنظيم الطرح للمشروعات التابعة لمطورى القطاع الخاص، وتنظيم عمل شركات التسويق العقارى، بالإضافة إلى التنظيم المعمارى وليس فقط التنظيم العمرانى، وهذه المشكلة الأخيرة فطنت إليها الدولة وبدأت فى حلها، فإذا ما نظرنا إلى شارع التسعين بالتجمع الخامس نجد اختلاف الألوان والتصميمات، بعكس العاصمة الإدارية، حيث تنص الشروط على ضرورة الحفاظ على المظهر العام والالتزام بألوان المشروعات لتكون متناسقة.