ختام الجولة الرابعة من المحادثات النووية بين واشنطن وطهران في عُمان


الاحد 11 مايو 2025 | 06:43 مساءً
أمريكا وإيران
أمريكا وإيران
حسين أنسي

تتجدد ملامح الحراك الدبلوماسي بين أمريكا وإيران مع ختام جولة رابعة من المفاوضات النووية التي احتضنتها سلطنة عُمان، في لحظة توصف بالحساسة إقليميًا ودوليًا، وسط سعي حثيث من الطرفين لإيجاد أرضية مشتركة تعيد الاتفاق النووي إلى مساره، وتمنع انزلاق التوتر إلى مواجهات مفتوحة.

جولة رابعة من المفاوضات "الصعبة لكن المفيدة"

اختتمت واشنطن وطهران، اليوم الأحد، جولة جديدة من المحادثات النووية التي وُصفت بأنها "مباشرة وغير مباشرة"، وجرت بإشراف عماني في العاصمة مسقط.

وركزت هذه الجولة على الجوانب الفنية من الاتفاق النووي المحتمل، في محاولة لتقليص الفجوات القائمة منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الأصلي عام 2018.

وكشف مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية، نقلًا عن وكالة "رويترز"، أن المبعوث الخاص ستيف ويتكوف أجرى مشاورات مع مسؤولين إيرانيين، نتج عنها اتفاق مبدئي على عقد اجتماع إضافي في المستقبل القريب، في وقت تواصل فيه سلطنة عمان تنسيق الجهود لعقد الجولة المقبلة.

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن الجولة كانت "صعبة لكن مفيدة"، وأكد أن طهران لن تتنازل عن "حقوقها المشروعة" في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، لكنها مستعدة لمواصلة التفاوض بما يعزز الثقة الدولية في برنامجها النووي.

تصريحات متضاربة لكن باب التفاوض مفتوح

قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن بلاده تأمل في أن تكون هذه الجولة خطوة نحو "مرحلة حاسمة" من المحادثات، مع التأكيد على أن جميع أنشطة إيران النووية "سلمية وتحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

ورغم تأكيد عراقجي على استعداد طهران لتقديم خطوات توضيحية لتعزيز الثقة، إلا أنه عبّر عن استياء من "تناقض مواقف الولايات المتحدة بين ما يُقال في الاجتماعات وما يُنشر في الإعلام".

ويتزامن هذا التحرك الدبلوماسي مع زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، تشمل السعودية وقطر والإمارات، حيث تلوّح واشنطن بخيارات عسكرية في حال فشلت القنوات الدبلوماسية.

خطوط حمراء إيرانية وشكوك في النوايا الأميركية

رغم تفضيل الطرفين للحل السلمي، لا تزال هناك خلافات جوهرية تعرقل الوصول إلى اتفاق شامل.

وتُصر إيران على عدم المساس بحقها في تخصيب اليورانيوم، وتعتبر ذلك "خطًا أحمر" لا يمكن تجاوزه، في حين تطالب الولايات المتحدة بتقييد هذا النشاط والحد من قدرات إيران على تطوير مواد قابلة للاستخدام العسكري.

كما رفضت طهران بشكل قاطع أي تفاوض بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية، وطالبت بضمانات بعدم تكرار انسحاب واشنطن من الاتفاق كما حدث عام 2018.

وأكد مسؤول إيراني كبير، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن مطالب واشنطن بتفكيك المواقع النووية ووقف التخصيب بالكامل غير واقعية، محذرًا من أن "ما يُقال في العلن يختلف كثيرًا عما يُطرح على طاولة التفاوض".

الإرث النووي والعودة إلى اتفاق 2015

الاتفاق النووي الأصلي، الذي تم توقيعه عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، انهار فعليًا بعد انسحاب ترامب منه وإعادة فرض العقوبات. ومنذ عام 2019، بدأت إيران بانتهاك تدريجي لبنود الاتفاق، ورفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60%، وهو مستوى قريب من 90% اللازم لصناعة سلاح نووي، بحسب تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ختام هذه الجولة لا يحمل اختراقًا واضحًا، لكنه يشير إلى رغبة الطرفين في إبقاء القنوات مفتوحة، ويؤكد أن الحل السياسي لا يزال ممكنًا، وإن تطلّب أشهرًا من الحوار المعقد لتجاوز المصالح المتضاربة والهواجس المتبادلة.