بدأت الولايات المتحدة والصين، السبت، جولة جديدة من المفاوضات التجارية في مدينة جنيف السويسرية، وسط توتر اقتصادي عالمي ناجم عن حرب الرسوم الجمركية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي طالت سلاسل الإمداد ورفعت تكاليف المعيشة عالميًا.
مفاوضات حساسة بين أمريكا والصين في جنيف
يشارك الوفد الأمريكي بقيادة وزير الخزانة سكوت بيسنت، ويضم الممثل التجاري جيميسون جرير، ويراس الوفد الصيني نائب رئيس مجلس الدولة خه لي فنج، ويشمل وزير الأمن العام وانغ شياوهونغ، في دلالة على اتساع نطاق القضايا المطروحة.
وتتمحور المفاوضات حول مستقبل الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي وصلت إلى 145%. وألمح ترامب مؤخراً إلى استعداده لخفضها إلى 80%، قائلاً إن "النسبة الحالية لا يمكن أن ترتفع أكثر"، وفق تصريحاته هذا الأسبوع. في المقابل، يرى وزير التجارة هاورد لوتنيك أن خفضاً إلى نحو 34% هو الخيار المرجح.
وتسعى واشنطن للحصول على تعهدات صينية صارمة بشأن وقف تهريب مادة الفنتانيل المخدرة إلى الولايات المتحدة، إلى جانب مطالبات بفتح الأسواق الصينية أمام المنتجات والشركات الأميركية، وتقليص الدعم الحكومي للقطاعات الصناعية في بكين.
من جهتها، تملك بكين أوراق ضغط قوية، أبرزها احتكارها العالمي للعناصر الأرضية النادرة، التي تُعد ضرورية للصناعات التكنولوجية والعسكرية. وتطالب بإزالة كافة الرسوم الأميركية، وتعرض في المقابل زيادة مشترياتها من المنتجات الأميركية وتعزيز استثماراتها في الاقتصاد الأميركي.
ورغم أن الآمال لا تزال محدودة بشأن تحقيق اختراق كبير في هذه الجولة، فإن مجرد استئناف المحادثات أعاد بعض التفاؤل إلى الأسواق، وسط تحذيرات من أن تصاعد الحرب التجارية قد يكلف الاقتصاد العالمي نحو 7% من ناتجه المحلي الإجمالي، وفق منظمة التجارة العالمية.
ومن المتوقع أن تُستكمل جولة ثانية من المفاوضات، اليوم الأحد، وسط رقابة دقيقة من قبل الأسواق العالمية والشركات التي ترقب مخرجات اللقاء وتداعياتها على التجارة الدولية.