الاتحاد الأوروبي يلوّح بفرض رسوم جمركية على واردات أمريكية بـ 100 مليار يورو


الثلاثاء 06 مايو 2025 | 03:55 مساءً
الرسوم الجمركية بين أمريكا وأوروبا
الرسوم الجمركية بين أمريكا وأوروبا
محمد عاشور

يخطط الاتحاد الأوروبي لفرض رسوم جمركية إضافية على سلع أمريكية تبلغ قيمتها نحو 100 مليار يورو (113.26 مليار دولار)، في حال فشلت محادثات التجارة الجارية مع الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق يُرضي الكتلة الأوروبية، حسبما ذكرت وكالة "بلومبرج نيوز".

رسوم أوروبية على السلع الأمريكية

نقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن الإجراءات الانتقامية المقترحة ستُعرض على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في وقت مبكر من يوم غد الأربعاء، على أن تستمر المشاورات بشأنها لمدة شهر قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن القائمة المستهدفة من السلع.

وفي هذا السياق، صرح المفوض التجاري الأوروبي ماروس سيفكوفيتش أن الاتحاد الأوروبي ليس تحت أي ضغط لقبول اتفاق تجاري غير عادل مع واشنطن، مؤكداً أن الكتلة المكونة من 27 دولة تتلقى اتصالات من عدة دول أخرى تسعى إلى توثيق علاقاتها التجارية مع الاتحاد.

الرسوم الأمريكية على أوروبا

يأتي هذا التوتر في ظل استمرار فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات القادمة من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب رسوم بنسبة 10% على معظم السلع الأخرى، وهي نسبة مرشحة للارتفاع إلى 20% بعد انتهاء مهلة التوقف المؤقت البالغة 90 يوماً، التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب في الثامن من يوليو/تموز.

وقال سيفكوفيتش أمام البرلمان الأوروبي إن فترة التوقف تُستخدم لتحضير تدابير إعادة التوازن المحتملة وضمان تكافؤ الفرص في حال فشلت المحادثات، مضيفًا: "كل الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة"، مشدداً على أن الاتحاد يفضل الوصول إلى حل تفاوضي مع واشنطن، لكن على الولايات المتحدة إظهار استعداد حقيقي للتوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن.

وأكد سيفكوفيتش أن الاتحاد لا يشعر بالضعف، ولا يتعرض لأي ضغط غير مبرر للقبول باتفاق غير منصف، لافتاً إلى أن الرسوم الجمركية الأميركية تطال حالياً نحو 70% من تجارة السلع بين الجانبين، وقد ترتفع هذه النسبة إلى 97% في حال توصلت واشنطن إلى قرارات إضافية بشأن قطاعات مثل الأدوية وأشباه الموصلات.

وفي موازاة التصعيد الأمريكي، أشار المفوض الأوروبي إلى أن الكتلة تركز أيضًا على تنمية علاقاتها التجارية مع دول أخرى تمثل 87% من التجارة العالمية خارج نطاق الولايات المتحدة، لافتًا إلى تقدم المفاوضات الجارية مع الهند، وإندونيسيا، والفلبين، وتايلاند، وماليزيا، مضيفًا: "هواتفنا لا تتوقف عن الرنين، فالجميع يريد تسريع وتيرة مفاوضات اتفاقيات التجارة الحرة معنا".

رد فعل من البيت الأبيض

قد أثارت هذه التصريحات رد فعل من البيت الأبيض، الذي أفاد بأنه تلقى موجة من الاتصالات من حكومات أجنبية تسعى لإبرام صفقات تقلل من تأثير الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، والتي تسببت في اضطراب الأسواق العالمية وأججت المخاوف من تباطؤ اقتصادي واسع النطاق.

ورغم تعليق الاتحاد الأوروبي للإجراءات المضادة على الرسوم الأميركية المفروضة على الصلب لإفساح المجال أمام التفاوض، فإن التقدم في المفاوضات لا يزال محدودًا.

وكشف سيفكوفيتش عن تحذيرات أوروبية من زيادات محتملة في الواردات نتيجة لتحويل مسارات التجارة بسبب ما وصفه بـ"جدار ترامب الجمركي"، مشيرًا إلى أن فريق العمل المعني برصد هذه التحولات سيصدر نتائجه الأولية منتصف مايو الجاري.