تدخّلات ترامب تهز ثقة الدولار وتفتح أبواب الانسحاب


الاثنين 21 ابريل 2025 | 05:13 مساءً
الدولار الأمريكي
الدولار الأمريكي
ميسون أبو الحسن

هوى مؤشر الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات، مسجلًا تراجعًا حادًا في ثقة المستثمرين بالاقتصاد الأمريكي.

ويعزى هذا الانخفاض بشكل كبير إلى الخطط التي يتبناها الرئيس دونالد ترامب لإعادة هيكلة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهي الخطوة التي تثير شكوكًا عميقة حول استقلالية البنك المركزي، وذلك بالتزامن مع الحرب التجارية الشرسة التي يخوضها ضد شركائه التجاريين حول العالم.

أدنى مستوى لمؤشر الدولار الأمريكي منذ 2022

وقد انخفض مؤشّر الدولار الأمريكي ICE بشكل ملحوظ، ليلامس مستوى 97.92 يوم الإثنين، وهو أدنى مستوى له منذ مارس 2022.

وفي الآونة الأخيرة، صعّد الرئيس الأمريكي من هجومه العلني على رئيس الاحتياطي الفيدرالي، في الوقت الذي تنظر فيه المحكمة العليا في قضية قانونية قد تسهل على الرئيس إمكانية إقالة رئيس البنك المركزي من منصبه.

وقد بدأ بالفعل أصحاب الأعمال وكبار المديرين التنفيذيين في الشركات بتخزين كميات كبيرة من البضائع، تحسبًا لتداعيات الحرب التجارية والرسوم الجمركية المحتملة.

كما لجأ بعض المتسوقين الأمريكيين إلى شراء سلع باهظة الثمن بدافع الذعر والقلق من ارتفاع الأسعار مستقبلًا.

حملة "ترامب" ضد سياسة البنك المركزي

وعقب حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكثّفة ضد السياسة النقدية التي يتبعها البنك المركزي، أعرب رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، يوم الأحد، عن أمله العميق في ألا تتجه الولايات المتحدة نحو بيئة اقتصادية يشكك فيها المستثمرون في قدرة مجلس الاحتياطي الفيدرالي على تحديد السياسة النقدية بشكل مستقل عن أي ضغوط سياسية.

سحب الاستثمارات الأجنبية

وفي هذا السياق، صرّح كريشنا جوها، نائب رئيس مجلس إدارة شركة إيفركور آي إس آي، يوم الإثنين لشبكة CNBC، بأن التصريحات والتحرّكات الأخيرة للرئيس ترامب، قد تعزز بشكل كبير اتجاه المستثمرين الأجانب، نحو سحب استثماراتهم ورؤوس أموالهم من الولايات المتحدة.

وقال جوها: "نشهد إشارة واضحة من السوق بأنها لا ترحب حتى بفكرة أن الرئيس قد يحاول إقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي. لقد شهدنا بعض فقدان الثقة في عملية صنع السياسة الاقتصادية الأمريكية في الأسابيع الأخيرة، وقد رأينا ذلك في هذا المزيج الغريب من الضغوط الصعودية أحيانًا على عوائد السندات طويلة الأجل، إلى جانب ضعف قيمة الدولار، وهذا يشير بوضوح إلى أن المستثمرين العالميين يسحبون رؤوس أموالهم من الولايات المتحدة خوفًا من تدهور الأوضاع الاقتصادية وتأثير التدخلات السياسية"ز