تمثلت الفكرة في إيذاء مارك زوكربيرغ وشركة فيسبوك في المكان الوحيد الذي يبدو مهما أي الحسابات المصرفية.
فقد قاطعت بضع مئات من الشركات، بما في ذلك بعض الشركات الكبرى مثل فايزر وليغو وDunkin Donuts، إعلانات فيسبوك في يوليو / تموز، كرد فعل على التصور القائل بأن زوكربيرغ لم يكن ملتزمًا بما يكفي لمكافحة خطاب الكراهية في وقت احتجاجات مقتل جورج فلويد.
إلا أن حملة المقاطعة لم تنجح على الإطلاق.
برهنت شركة فيسبوك عبثية هذا المسعى، حيث أعلنت عن عائدات أفضل من المتوقع للربع الثالث: 21.5 مليار دولار، بزيادة 22% عن العام السابق. كما ارتفعت أرباحها إلى 7.8 مليار دولار، بزيادة قدرها 28%.
توكد النتائج الحقيقة أنّ فيسبوك ببساطة أصبح منصة تسويق مهمة للغاية بالنسبة للشركات - من جميع المجالات والأحجام – للتوقف عن الإعلان هناك، خصوصا أثناء الوباء الذي هز وول ستريت والأسواق الفعلية على حد سواء. من الصعب ببساطة في هذه المرحلة أن نفهم أن أي حركة عدالة اجتماعية يمكن أن تدفع الشركات الأمريكية إلى تقليص إعلانات فيسبوك بما يكفي لإلحاق الضرر حقًا بالشركة التي تبلغ قيمتها السوقية 800 مليار دولار.
قادت مجموعة من منظمات الحقوق المدنية، مثل رابطة مكافحة التشهير و الجمعية الوطنية للنهوض بذوي البشرة السمراء، حملة #StopHateforProfits ضد فيسبوك. حظيت الحملة بدعم عددا من كبار الداعمين للشركات، لكن الاهتمام بمواصلة الاحتجاج تضاءل بعد يوليو / تموز.
أفادت التقارير أن زوكربيرغ تمسك بلهجة التحدي مع بدء المقاطعة، قائلاً للموظفين إن الشركة "لن تتغير". اتخذت شركة فيسبوك في الأشهر التي تلت ذلك، بعض التحركات لتحسين منصتها، وحظرت رسميًا الكلام الذي ينفي حدوث الهولوكوست، وأوقفت الإعلانات السياسية الجديدة قبل أسبوع من الانتخابات، ووزعت المعلومات المتعلقة بالتصويت.
لدى الشركة حماية جيدة حتى لو تمّ تحفيز حركة أخرى ضد شركة فيسبوك. حيث يتمتع عملاق التواصل الاجتماعي بموقع يحسد عليه مع قاعدة إعلانية متنوعة إلى حد كبير.
تمثل الشركات المائة الأكثر إنفاقًا على إعلانات فيسبوك 6% فقط من إيراداتها، مما يجعل الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم تشكل حجر الأساس لأرباحها، وهي شركات غير قادرة على تعريض نفسها للخطر من خلال عدم الإعلان على موقع فيسبوك.
ارتفعت أسهم شركة فيسبوك 5% تقريبًا في تداول ما بعد الجلسة لتصل إلى 280 دولارًا للسهم، لترفع ثروة زوكربيرغ معها، إلى 103 مليارات دولار.
لم يكن زوكربيرغ وشركته أكثر ازدهارًا مما هو عليه الآن بينما تتلاشى حملة المقاطعة.