صعد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من نبرته تجاه الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، ملوحًا بفرض رسوم جمركية على السيارات المستوردة، في خطوة تهدد بضرب تجارة تبلغ قيمتها 240 مليار دولار، وتشمل أكبر العلامات التجارية لصناعة السيارات في ألمانيا وكوريا الجنوبية.
نصف السوق الأمريكية يعتمد على السيارات المستوردة
وفقًا لبيانات حديثة صادرة عن شركة أبحاث السوق "جلوبال داتا"، ونقلتها وكالة "بلومبرج"، شكلت السيارات المستوردة نحو نصف السوق الأمريكية خلال عام 2024. فقد استوردت الولايات المتحدة نحو 8 ملايين سيارة ركاب وشاحنة بقيمة إجمالية تجاوزت 240 مليار دولار.
وتعتمد علامات تجارية كبرى على هذه الواردات بشكل كبير؛ حيث تمثل السيارات المستوردة نحو 80% من مبيعات شركة "فولكس فاجن" في السوق الأمريكية، بينما تشكل 65% و63% من الوحدات التي تسلمها كل من "هيونداي-كيا" و"مرسيدس-بنز" على التوالي.
تداعيات محتملة على الصناعة الأمريكية
من جانبه، حذر المدير التنفيذي لشركة "فورد موتور"، جيم فارلي، من أن فرض تعريفات جمركية على السيارات المستوردة قد يؤدي إلى إحداث فجوة غير مسبوقة في صناعة السيارات الأمريكية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الإجراءات ستزيد من تكاليف الإنتاج والأسعار، مما قد ينعكس سلبًا على المستهلكين.
سياسة المعاملة بالمثل.. استراتيجية ترامب التصعيدية
يأتي هذا التهديد الجمركي في إطار سياسة المعاملة بالمثل التي تبناها ترامب خلال فترة رئاسته، حيث أكد في عدة مناسبات على رغبته في فرض رسوم جمركية على منتجات مستوردة من شركاء تجاريين، من أجل تقليص العجز التجاري الأمريكي.
مستقبل مجهول لصناعة السيارات العالمية
ويثير هذا التصعيد قلقًا متزايدًا لدى المصنعين والمستثمرين، خاصة أن فرض هذه الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى تراجع الاستثمارات الأجنبية في قطاع السيارات الأمريكي، وتباطؤ حركة الإنتاج والتجارة العالمية في هذا المجال.