سعر الفائدة، بعد أن خفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الشهر الماضي، السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو، هل سيجرؤ "الفيدرالي" على تكرار الخفض بهذا الحجم مرة أخرى، خاصة مع استمرار قوة سوق العمل؟.
سعر الفائدة
وصف جيروم باول، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، في مؤتمره الصحافي عقب قرار الفائدة، هذه الخطوة بأنها تغيير جذري يهدف إلى التأكد من بقاء سوق العمل قوية بعد أن خفض المسؤولون سعر الإقراض بمقدار نصف نقطة مئوية إلى نطاق يتراوح بين 4.75% و5%.
وأفاد تقرير لوكالة "بلومبرغ" أن هذه الخطوة كسرت التدرج النموذجي لتغيرات أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي. ووصف بعض المسؤولين دعمهم لهذه الخطوة بأنه ناشئ عن بيانات التضخم الأخيرة التي أقنعتهم بأن معدل تغير الأسعار يتجه نحو مستهدفهم البالغ 2%.
بنك الاحتياطي الفيدرالي
ومع ذلك، أظهر محضر اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي تفضيل بعض المسؤولين لخفض أسعار الفائدة بوتيرة أكثر تدريجياً، ربما لأن الاقتصاد لا يزال مرناً بشكل ملحوظ حتى رغم ما أطلق عليه مسؤولي الفيدرالي "سياسة متشددة".
وأشار بعض المشاركين إلى أنهم كانوا يفضلون خفض النطاق المستهدف بمقدار 25 نقطة أساس في هذا الاجتماع، وأشار عدد قليل آخر إلى أنهم كان بإمكانهم دعم مثل هذا القرار، بحسب ما جاء في المحضر.
قرار رفع الفائدة
وأكد محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى أن "غالبية كبيرة" أيدت قرار رفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وهو تعبير وصفه ديريك تانغ، خبير اقتصادي لدى "إل إتش ميير مونيتري بوليسي أناليتيكس"، بـ "النادر"، مضيفاً أنه لا يمكنهم القول إن "الجميع تقريباً أيد القرار".
وألمح باول إلى أن اللجنة تفضل اتباع نهج تدريجي، وذلك خلال تصريحاته في اجتماع الرابطة الوطنية لاقتصاديات الأعمال في ناشفيل يوم الثلاثين من سبتمبر. وقال باول: "هذه لجنة لا تشعر بالحاجة للتعجل في خفض الفائدة بسرعة"، مؤكداً أنهم سيتبعون البيانات الاقتصادية القادمة.
أظهرت بيانات سوق العمل لشهر سبتمبر انتعاشاً كبيراً من تباطؤ التوظيف خلال الأشهر الثلاثة السابقة. إذ ارتفعت الوظائف بمقدار 254 ألف وظيفة وانخفض معدل البطالة إلى 4.1%.
وبحسب أداة تتبع الناتج المحلي الإجمالي التابعة لبنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا الآن أن الاقتصاد نما بمعدل سنوي بلغ 3.2% في الربع الثالث. ويشير بعض مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي بالفعل إلى أنهم يفضلون الآن التحرك بوتيرة أبطأ.
مسؤولو "الفيدرالي" ومستقبل مسار الفائدة
يرى رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، في سانت لويس، ألبرتو موساليم، أن تكاليف التيسير النقدي المفرط في وقت مبكر جداً أكبر من تكاليف التيسير الطفيف للغاية في وقت متأخر جداً، وذلك بالنظر إلى الوضع الحالي للاقتصاد.
سيكون موساليم عضواً مصوتاً في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في عام 2025.
وقالت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، التي تصوت على قرارات السياسة هذا العام، إن خفضين آخرين العام الجاري، أو خفض واحد آخر هذا العام، ضمن الاحتمالات القائمة بالنسبة لها، نظراً لتوقعاتها للاقتصاد.
بينما قالت رئيسة فيدرالي "دالاس"، لوري لوغان، إنه عقب خفض الفائدة الشهر الماضي بمقدار نصف نقطة مئوية الشهر الماضي، فمن المناسب حالياً تبني مسار تدريجي أكثر لإعادة السياسة النقدية إلى طبيعتها.
ويرجح نيل كاشكاري، رئيس فيدرالي مينابوليس، اتخاذ خطوات أصغر الفترة المقبلة ما لم تحدث تغيرات هائلة بالبيانات.