قال كيريل دميترييف، مدير صندوق الاستثمار المباشر الروسي، إن مصر أحد أهم شركاء روسيا الرئيسين في المنطقة، وهي في وضع قوي لتصبح مركزا هاما لإمداد القارة الأفريقية باللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19)، مؤكدًا أن مصر تمتلك قطاعا قويا للأدوية يستخدم على نطاق واسع لعلاج الحالات الخطيرة من فيروس كورونا في المستشفيات المصرية.
وأضاف دميترييف، في حوار خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء - "أننا نقوم حاليا بتقييم قدرة قطاع الأدوية الحيوية المحلي لنقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك للقاح (سبوتنيك في)"، مشيرًا إلى أن تسجيل وبدء إنتاج لقاح (سبوتنيك في) أول لقاح مضاد لفيروس (كوفيد- 19) في العالم، يعد علامة فارقة في الجهود الدولية لحماية الناس من فيروس كورونا المستجد الذي أودى بالفعل بحياة مئات الآلاف من البشر حول العالم وكان له تأثير مدمر على الاقتصاد العالمي.
وأوضح أن مصر واحدة من الدول التي عبرت عن اهتمامها باللقاح الروسي، حيث يتم التفاوض حاليا على توريد اللقاح مع السلطات المصرية والشركات، معربًا عن أمله في أن يتم الإعلان قريبا عن الاتفاق خاصة وأنه من المقرر أن تشارك مصر في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية مع دول أخرى مثل الإمارات والسعودية والفلبين والهند والبرازيل.
وأشار المسئول الروسي، إلى أن المجلة الطبية الرائدة "لانسيت" أعلنت عن سلامة وفعالية اللقاح الروسي، موضحًا أن التجارب ما قبل السريرية على الحيوانات مثل الهامستر والفئران المعدلة وراثيا أظهرت فعالية ووقائية اللقاح بنسبة 100 %، ومن المتوقع أن تنشر نتائج التجارب السريرية الجارية ما بعد التسجيل والتي تشمل 40 ألف متطوع خلال شهري أكتوبر ونوفمبر المقبلين.. مؤكدا أن التجارب السريرية للقاح أظهرت عدم وجود تأثيرات سلبية خطيرة.
وبين أن تكلفة اللقاح الروسي للأسواق الأخرى ستخضع للمفاوضات مع الشركاء الدوليين، مشددًا على أن اللقاح سيكون في متناول الجميع لأن بلاده تهدف لتقديم لقاح آمن وفعال للعالم لوقف الوباء المدمر الذي تسبب بالفعل في الموت والمعاناة في جميع دول العالم.
وقال مدير صندوق الاستثمار المباشر الروسي، إن بلاده حققت السبق في تطوير لقاح فيروس كورونا المتسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية الذي كان جاهزا بالفعل، في حين أن فيروس (كوفيد -19) يشبه بنسبة 80 % فيروس كورونا المتسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، موضحًا أن هذا اللقاح يعتمد على منصة نواقل الفيروسات الغذية البشرية، ويعد هذا أكثر آلية آمنة لإدخال الشفرة الوراثية للفيروس في جسم الإنسان وقد تمت دراسته ليس فقط في روسيا ولكن على المستوى الدولي.
وأضاف "أن الباحثين الروس ركزوا منذ بداية وباء ( كوفيد-19)على استخراج الجين المشفر من فيروس كورونا المستجد وزرعه في ناقل فيروس غذي مألوف لتسليمه إلى خلية بشرية واقترحوا نوعين مختفلين من نواقل الفيروسات الغذية للتطعيم الأول والثاني لتعزيز تأثير اللقاح".
وأكد دميترييف، أن المرحلة الأولى والثانية من التجارب السريرية لم تظهر أي تأثيرات ضارة بينما تراوحت التأثيرات الضارة الخطيرة على اللقاحات المرشحة الأخرى ما بين 1 إلى 25 %، مشيرًا إلى أن 100 % من المشاركين في التجارب السريرية على لقاح (سبوتنيك في) تولدت عندهم استجابة مناعية خلطية وخلوية مستقرة، حيث أن مستوى الأجسام المضادة لدى المتطوعين الذين حصلوا على لقاح (سبوتنيك في) كان أعلى بمقدار 4ر1 إلى 5ر1 مرة عن مستوى الأجسام المضادة للأشخاص الذين تعافوا من (كوفيد- 19 ).
وأوضح أن روسيا بدأت بالفعل في إنتاج اللقاح لتغطية الاحتياجات المحلية من أجل إطلاق الحملة الشاملة للتطعيم هذا الخريف التي ستكون مجانية وسيتم تغطية التكاليف المرتبطة من خلال برنامج التأمين الصحي الإلزامي الروسي، مشيرًا إلى أن بلاده تلقت طلبات تصل إلى مليار جرعة من اللقاح من 30 دولة.
وأكد المسئول الروسي، أن بلاده ستكون قادرة على استكمال نقل التكنولوجيا والبدء في توريد لقاح (سبوتنيك في) في أوائل نوفمبر، لافتا إلى أنهم حاليا في طور الشراكة مع العديد من الشركات الطبية والصيدلانية في الدول الأجنبية لإنتاج وتوزيع اللقاح يث أنهم على الاستعداد لتصنيع أكثر من 500 مليون جرعة سنويا من هذا اللقاح في 6 دول من بينها الهند وكوريا الجنوبية والبرازيل والسعودية ؛ ومن المخطط زيادة الطاقة الإنتاجية بشكل أكبر.
وأشار إلى إنه تم الإعلان مؤخرا عن اتفاقتين لتزويد المكسيك والبرازيل بأكثر من 80 مليون جرعة من اللقاح وهو ما يعد إنجازًا هامًا لأن دولا كثيرة تدرك أن اللقاحات القائمة على نواقل من الفيروسات الغذية هي الضرورة المطلقة لمحفظة الأدوية المحلية وهذه المنصة أثبتت أنها آمنة وفعالة على مدى عقود.
وعن توريد اللقاح إلى قارة أفريقيا، قال ديمترييف "إننا ندرس إمكانية توفير لقاح (سبوتنيك في) في أفريقيا وقد تلقينا طلبات من العديد من الدول الأفريقية لدعمها في مكافحة الوباء، وسنعلن عن أسماء هذه الدول وكميات اللقاحات التي سيتم توريدها فور التوصل إلى اتفاق مع شركائنا في أفريقيا"، معربًا عن اعتقاده بأنه يجب أن يتمتع الناس في جميع أنحاء العالم بفرص متساوية للحصول علي اللقاح بغض النظر عن وضعهم المالي أو دينهم أو مكان إقامتهم أو عوامل أخرى.
وطالب دميترييف مصنعي اللقاحات الآخرين بعدم التغاضي عن مسئوليتهم الاجتماعية في هذا الأمر، مشددًا على ضرورة حشد الجهود من أجل الخروج من هذه الأزمة، وأهمية البدء في الإنتاج الضخم في الخارج وهو الأمر الذي تركز روسيا عليه حاليًا.