ليس للكيف فقط.. «الحشيش» مزاج جديد يقوي شعر النساء

أمام مئات من الشباب و«المعازيم» وقفت فتاة على المسرح في أحد الأفراح تقدم على ما يبدو فقرة رقص للعروسين لكن ما كان غريبًا أن الرقصة مشروطة بربط شعرها بقوة بحبل يتدلى من إحدى الرافعات لتصبح معلقة في الهواء ثم تبدأ في فقرتها دون أن تشعر بألم أو يتأثر شعرها.

للوهلة الأولى يبدو المشهد غير مألوف أو غير عادي، لكن الأكثر دهشة ما تحمله غرف الفتيات على موقع فيسبوك، والحديث عن أن السر وراء قوة شعر بعض الفتيات يعود إلى استخدامهم «مخدر الحشيش» لتطويل وتنعيم وتقوية شعرهن.

وحتى تكون المعلومة دقيقة فإن كثيرًا من الفتيات في مصر يقمن باللجوء لطريقة بدائية لاستخلاص قطرات زيتية من مخدر الحشيش ثم يقمن بوضعه على شعرهن، وبالمتابعة تبين أن عدداً كبيراً منهن انساقن وراء هذه الطريقة.

ما بين ضحكة متعالية أو صدمة تلزم اللسان الصمت، حاول عدد من الأطباء وخبراء الصحة الذين تحدثوا عن هذه الظاهرة بشكل علمي مفصل كان مجمله تحذير بيّن من هذا الاستخدام.

سُم قاتل

أخصائية علوم وتكنولوجيا الأغذية، رُقية حسن، أكدت أنه عند شراء الحشيش - وهو محرم تداوله قانونا وشرعا - تقوم النساء بخلطه بمذيبات لاستخلاص الزيت الموجود به، وذلك عن طريق الكحولات وهي أشهر طريقة يتم استخلاصه بها لدى المشتغلين بالعلوم الزراعية والأعشاب.

لكن «رُقية» تعود وتؤكد أن الأخطر من ذلك هو اعتماد طريقة استخلاص الزيت من مادة الحشيش المخدرة عبر خلطها بـ«البيوتان» المذيبة، وللأسف هذا المذيب مادة سامة تسبب السرطان عند تلامسه مع الجلد، كما أن الزيت في هذه الحالة يكون يحتوي على مواد كيميائية أخرى تم استخلاصها، وهنا أصبح زيت غير نقي وخطر.

ولا يمكن إغفال أن تلك الشوائب مواد خطرة على صحة الجلد والدماغ، وفي حالة استخدامه بصورة غير مستخلصة كخلط قطعة الحشيش مع وصفات أخرى وتغطيه الشعر بها ينتج نفس الضرر لكونها غير نقية، وإن تم التسليم بأن زيت الحشيش النقي نفسه يتمتع بمميزات فإن أضراره شديدة الخطورة على المدى البعيد، بحسب أخصائية علوم وتكنولوجيا الأغذية.

يكاد يكون الدكتور هاني الناظر، استشاري الأمراض الجلدية رئيس المركز القومي للبحوث سابقاً، أكثر المتخصصين متابعة للسوشيال ميديا ومحاولة تفنيد «تقاليع السوشيال» والتي لا تتوقف يوماً بعد الآخر؛ إذ يرى في مجملها وسائل تجارية هدفها استغلال اهتمام الفتيات والسيدات بمشاكل الشعر.

يقف «الناظر» بالمرصاد أمام كل الاستخدامات غير العلمية لأي عضو في جسد الإنسان، ففي النهاية أمور غير علمية وغير مؤثرة وليس لها فوائد طبية تماما، بالإضافة إلى أن زيت نبات الحشيش الذي تم التحدث عنه مؤخرا هو مجرم استعماله في الأساس.

ويرى استشاري الأمراض الجلدية أن مادة التخدير التي يحتويها الحشيش توجد في كل أجزاء النبات من الأوراق والساق، ما يعني أن هناك غموضًا وراء التركيز على فكرة الاستخلاص من المادة المخدرة، إضافة إلى أن الزيوت والتي إذا كانت حقيقة فعلا فأنه لا شك ستسبب خطورة ولها تأثير سام، وفي الغالب ما يتم الترويج له على السوشيال ميديا فهي أعشاب مغشوشة وغير حقيقة.

«الناظر» نصح الفتيات اللاتي يردن الاهتمام بصحة الشعر باللجوء للزيوت الطبيعية المفيدة بالفعل مثل: زيت اللوز الحلو، زيت حبة البركة، زيت الجزر، زيت الفول السوداني، والأفضل على الإطلاق هو زيت الزيتون.

احذروا الهلوسة

رغم تسليم الدكتورة رضوى حسن، الصيدلانية في تخصص الأعشاب الطبية، بأن هناك مادة فعالة في زيت الحشيش النقي تُسمى «delta-9-tetrahydrocannabinol»، تزيد من تدفق الدم للشعر ومن ثم تعمل على زيادة طوله، تنوه كذلك على أن الاستخدام يكون بضوابط محددة.

هنا تشدد الدكتورة رضوى حسن على أن استخدام زيت الحشيش لابد أن يكون بمعيار دقيق لا يتجاوز بعض المليمترات في خلطات زيوت طبية مستخلصة بعناية بواسطة شركات صيدلانية، لتحسب جرعة المادة الفعالة جيدا، ويكون الزيت خالي من الشوائب والمواد الكيميائية الضارة الأخرى.

ومع ذلك حذرت بشدة من شراء تركيبة زيت تحتوي على «الحشيش» من مصادر مجهولة، لأنه في حالة استخدام زيت الحشيش الصافي غير المدققة كمياته على الشعر يحدث بعض الأضرار الصحية، مثل التأثير على الحركة ووهن الأعصاب والتأثير على الإدراك، وقد يمتد التأثير السلبي إلى فقدان جزئي أو كلي للوعي، مع الإصابة ببعض الأمراض النفسية التي من أشهرها «الهلوسة» والتغيرات المزاجية.

بالعودة إلى بعض المصادر البحثية الموثقة على مواقع إلكترونية يؤكد أطباء نفسيون أن الأشخاص يتأثرون بما يدور حولهم، وهذا ما يسمى في الطب النفسي بضغط الأقران، وفي ظل الانتشار السريع للسوشيال ميديا فإنه مع نشر معلومة محددة دقيقة كانت أم لا فإن الرغبة في التقليد أو التجريب تتزايد.

بديل قوي

لا يخفي أخصائي الأمراض الجلدية والتجميل الدكتور أحمد زهدي، أن نبتة القنب أو الحشيش هي عادة ما تذكر في المواد المخدرة التي تستخلص منها، ولكن الغريب أن يتم استخلاص زيوت منها تفيد الجسم بشكل عام والشعر والبشرة بشكل خاص حيث أنها غنية بالأحماض الأمينية والأوميجا 3 و6، إضافة لمضادات الأكسدة، بشرط أن يكون نقيا بدون أي إضافات ضارة.

ومن الفوائد التي تم اكتشافها لزيت الحشيش للشعر أنه يعمل على تقوية بصيلات الشعر وإعطائه لمعان وكثافة جيدة بالإضافة للحماية من التقصف، وفقاً للدكتور زهدي.

أما بالنسبة للبشرة فهو مرطب جيد ويقلل من تأخر ظهور التجاعيد، وبالنسبة لاستخداماته الطبية الأخرى فيعتبر زيت الحشيش مهدئ ومسكن جيد ويساعد على علاج اضطرابات النوم، كما أنه يحتوي على كمية جيدة من مضادات الأكسدة التي تحمي القلب والأوعية الدموية من تصلب الشرايين.

وبعيدًا عن تلك الفوائد، ينصح الدكتور أحمد الغريب، الأستاذ المساعد بكلية الزراعة جامعة الازهر، الفتيات والسيدات اللاتي يرغبن في الحصول على شعر قوي وصحي بتجربة وصفة هندية مفيدة لتغذية الشعر، تتكون من الصبار وأوراق النيم وزيت جوز الهند.       

ويحتوي نبات الصبار على عصارة تستخدم للكثير من الأغراض الجمالية لغناها بالعديد من الفيتامينات (أ) و(ج) و(هـ) ومجموعة فيتامين (ب)، إضافة إلى احتوائه على الكالسيوم والماغنيسيوم والزنك والكروم والسيلينيوم والصوديوم والعديد من الأحماض الدهنية مثل الستيرولات واللينولينك واللينوليك والميريستيك المهمة لجمال البشرة والشعر.

وتعمل عصارة الصبار (الهلام المستخرج منه) على حماية الشعر من التساقط والصلع والتهابات فروة الرأس، وكذلك فإنه يحارب القشرة ويرطب الشعر بفضل احتوائه على العديد من المغذيات الحيوية الضرورية لنمو الشعر، كما يمكن صنع شامبو من الصبار واستخدامه للشعر للتخلص من مشاكله وذلك بإضافة ملعقتين من جيل الصبار إلى عبوة الشامبو.