في السنوات الأخيرة، شهد العالم ظهور العديد من الفيروسات والأوبئة التي تهدد الصحة العامة العالمية. من بين هذه الفيروسات، برز جدري القرود، وفيروس أوروبوش، وفيروسات الإنفلونزا أ، بالإضافة إلى المتحور الجديد لفيروس كورونا، "فليرت". هذه الفيروسات، باختلاف خصائصها وخطورتها، تثير قلقًا عالميًا وتدفع العلماء والباحثين إلى بذل جهود مضاعفة لفهم طبيعتها وتطوير استراتيجيات للتصدي لها.
جدري القرود
جدري القرود هو مرض معدٍ ناجم عن فيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات نفسها التي تسبب الجدري. على الرغم من أن هذا المرض كان يقتصر في السابق على المناطق الاستوائية في أفريقيا، إلا أنه انتشر في السنوات الأخيرة إلى العديد من البلدان حول العالم، مما أثار قلقًا صحيًا عالميًا.
تم اكتشاف جدري القرود لأول مرة في عام 1958 في مستعمرات قرود الماكاك المستخدمة في الأبحاث العلمية. ومنذ ذلك الحين، تم تسجيل حالات إصابة بالمرض في العديد من الدول الأفريقية. ومع ذلك، شهد عام 2022 تفشيًا واسعًا للمرض خارج القارة الأفريقية، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عالمية.
ويمثل جدري القرود، تهديدًا للصحة العامة العالمية، ولكنه يمكن الوقاية منه من خلال اتباع الإجراءات الاحترازية اللازمة. من الضروري الاستمرار في البحث والتطوير لتطوير علاجات أكثر فعالية والحد من انتشار هذا المرض.
وتنتشر الآن سلالة أكثر خطورة من الفيروس في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مسببةً في مقتل ما لا يقل عن 450 شخصًا، وفي منتصف أغسطس، قامت منظمة الصحة العالمية بتصنيف تفشي مرض جدري القرود كحالة طوارئ صحية عالمية تثير القلق.
وتبدأ الأعراض في الظهور بعد الإصابة بالمرض من 5 إلى 21 يومًا، وتستمر الأعراض حتى 4 أسابيع تقريبًا.
فيروس أوروبوش
فيروس أوروبوش، هو فيروس حموي ينتقل عن طريق لدغات الحشرات، خاصة البعوض، ويتسبب في مرض حموي يمكن أن يسبب أعراضًا مثل الحمى والصداع وآلام العضلات والطفح الجلدي. على الرغم من أنه كان محدودًا في السابق ببعض المناطق الاستوائية، إلا أن هناك زيادة ملحوظة في حالات الإصابة به في السنوات الأخيرة، مما يجعله مصدر قلق صحي عالمي.
وينتشر بين البشر عن طريق لدغات الهاموش والبعوض المصاب، ويمكن أن يتسبب هذا المرض في وفاة صاحبه، وأصاب الأمريكيين خلال الأسابيع السابقة.
وحذر الخبراء من انتشار المرض، وقالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض إنه جرى إحصاء 8 آلاف إصابة بمرض الأوروبوش، وتشمل أعراضه الصداع، الحمى، آلام العضلات، ما يؤدي إلى التهاب السحايا. وحتى الآن لا توجد أي علاجات أو لقاحات متاحة لهذا الفيروس.
فيروسات الإنفلونزا أ
فيروسات الإنفلونزا أ، هي أحد أنواع الفيروسات التي تسبب مرض الإنفلونزا الموسمية، والتي تُعرف أيضًا بالزكام. هذه الفيروسات تشكل تهديدًا صحيًا عالميًا سنويًا، خاصة خلال فصل الشتاء والخريف.
وتشمل فيروس H1N1، الذي تسبب في انتشار وباء إنفلونزا الخنازير في عام 2009، وفيروس H5، وهو إنفلونزا الطيور الذي انتشر بين الأبقار وعمال الألبان في الولايات المتحدة هذا العام.
وحذر الخبراء من انتشار وباء جديد من المرجع أن ينشأ عن فيروس الإنفلونزا، وهو مصطلح افتراضي يعرف ب «مرض إكس»، وقامت منظمة الصحة العالمية بإصدار بيان في عام 2022 جاء فيه: «يُستخدم المرض X للإشارة إلى عامل ممرض غير معروف يمكن أن يسبب وباءً دوليًا خطيرًا».
وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أدهانوم جيبريسوس، عن ارتفاع مخيف في حالات الإصابة بفيروس كورونا، حيث جرى الإبلاغ عن وفاة ما يقرب من 10 آلاف شخص خلال الشهر الماضي، بينما سجلت خمسون دولة حول العالم زيادة بنسبة 42% في حالات دخول المستشفيات.
متحور كورونا الجديد فليرت «FLIRT» وإل بي.1 « LB.1»
حذر الخبراء من انتشار متحوري كورونا على نطاق واسع خلاص هذا الصيف، وأوصوا بأخذ الاحتياطات الضرورية عند السفر، أو التواجد بأماكن مزدحمة حتى لا ينتشر الفيروس بسهولة وسرعة أكبر.
فيروسات حمى الضنك
حمى الضنك هي مرض استوائي حاد يُنقل عن طريق لدغة بعوضة مصابة بفيروس الضنك. ينتمي فيروس الضنك إلى جنس الفيروسات الدنجية، وهو ينقسم إلى أربعة أنواع مختلفة (DEN-1، DEN-2، DEN-3، DEN-4). كل نوع من هذه الأنواع يمكن أن يسبب المرض، وقد يحدث الإصابة بأكثر من نوع واحد خلال الحياة.
وهي مرض خطير يمكن الوقاية منه من خلال اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحة البعوض. يجب على الجميع الوعي بهذا المرض واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية أنفسهم وعائلاتهم.
وينتقل حمى الضنك وهو مرض فيروسي عن طريق البعوض، ورغم أنه من الممكن عدم ظهور أي أعراض إلا أنه مرض شديد يؤدي إلى دخول المستشفى أو قد يؤدي إلى الوفاة، وينتشر بشكل أكبر في جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ بسبب تعرضهم للمناخ الاستوائي، ولكنها منتشرة في جميع أنحاء العالم.
تجاوزت الإصابات بحمى الضنك نحو 6,5 مليون حالة، وأُبلغ عن أكثر من 7300 وفاة بسبب الفيروس.
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
