إدراج 5 مدن سعودية ضمن مؤشر "IMD" للمدن الذكية لعام 2024


الخميس 25 يوليو 2024 | 03:44 مساءً
الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا
الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي سدايا
العقارية

سعت المملكة العربية السعودية إلى مواكبة التغيرات الحضرية الحاصلة في المدن والعمل على تحويلها إلى مدن ذكية عبر تسخير الجهود والمبادرات لدعم التحول الرقمي وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتسهيل حياة الأفراد، إلى جانب تمكين الجهات الحكومية من إدارة المدن الذكية والاستفادة من الخدمات السحابية والبيانات الوطنية في دعم اتخاذ القرار.

وبحسب تقرير حديث للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" تحت عنوان: (نحو بناء مدن ذكية آمنة)، فإنه نتيجة للجهود المملكة ظهرت 5 مدن سعودية ضمن مؤشر (IMD) للمدن الذكية لسنة 2024م، وهو مؤشر عالمي يقيس مستوى التطور الفعلي للمدن الذكية في جميع أنحاء العالم، فقد جاءت مدينة الرياض في المرتبة (3) عربياً و(25) عالميا، وتلتها مكة المكرمة بالمرتبة (5) عربياً و(52) عالميا، وبعدها مدينة جدة بالمرتبة (6) عربياً و(55) عالميا، وجاءت المدينة المنورة بالمرتبة (7) عربياً و(74) عالميا، وأما مدينة الخبر فكانت بالمرتبة (99) عالميا، من إجمالي (142) مدينة من حول العالم شملها المؤشر.

اعتمدت المدن الذكية في المملكة على الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في تعزيز جودة الحياة، ومن أبرز الأمثلة:

- تطوير عدادات كهربائية ذكية، وإنشاء تطبيقات مخصصة لخدمة القطاع الصحي كتطبيقي صحة وطمني، وتوظيف الأساور الذكية لخدمة المعتمرين والحجاج، وإطلاق منصة ناجز لتكون منصة موحدة للخدمات العدلية الإلكترونية، وإنشاء منصة مدرستي التعليمية لتكوين منظومة تعليم موحدة.

ووفقا للتقرير، فقد ازداد إنفاق دول العالم على تقنيات المدن الذكية، وشمل ذلك الاستثمار في التقنيات والبنية التحتية لهذه المدن مثل: إنترنت الأشياء (IOT)، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وتعمل المدن الذكية على خلق مجتمعات أكثر أماناً وكفاءة وقدرة على الاستمرارية عن طريق الابتكار التقني وتمكين صنع القرارات القائمة على البيانات؛ وتمثل هذه المدن الجيل القادم من البنية التحتية الحيوية التي تدعم جميع جوانب الحياة اليومية للإنسان.

وعدّ خبراء التخطيط العمراني (المدن الذكية) واحدة من الحلول العصرية التي تواجه موضوع الزيادة السريعة في عدد السكان نتيجة للهجرة الحضرية إلى المدن، حيث توقع تقرير الهجرة الحضرية في العالم الصادر عن الأمم المتحدة أن يصل عدد سكان المناطق الحضرية في العالم إلى 68% بحلول عام 2050م، مما يلقي بظلاله على زيادة الإنفاق العالمي على تقنيات المدن الذكية والاستثمار في التقنيات والبنية التحتية للمدن الذكية.

واستعرض التقرير مفهوم المدن الذكية التي عرّفتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) بأنها المبادرات التي تستفيد بشكل فاعل من التقنيات الرقمية لتعزيز رفاهية المواطنين وتقديم خدمات حضرية وبيئات أكثر كفاءة واستدامة، وتطرق التقرير إلى الأمن السيبراني وأهميته في ظل اعتماد المدن الذكية على التقنيات الرقمية واحتمالية تعرضها بشكل واسع إلى نمو في التهديدات السيبرانية.

وأبرز التقرير الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة لمواكبة التغيرات الحضرية للمدن والسعي إلى تحويلها إلى مدن ذكية عبر تسخير الجهود والمبادرة لدعم التحول الرقمي وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي.

كما أبرز التقرير الجهود التي تبذلها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) لتمكين المدن الذكية ودعم الجهود الحكومية نحو التحول الرقمي ومن ذلك: المنصة الوطنية للمدن الذكية (Smart C)، والسحابة الحكومية (ديم)، وبنك البيانات الوطني، ومنصة استشراف، ومنصة سواهر، وتطبيق توكلنا، والمنصة الوطنية للعمل الخيري (إحسان)، ونفاذ.

ومع الأهمية الكبيرة للمدن الذكية في معالجة عدد من التحديات التنموية مثل: الزيادة السكانية، والازدحام المروري، وسرعة الإنترنت، إلا أنها تواجه تحديات جمّة في مقدمتها تحدي الأمن السيبراني الذي تزداد مخاطره مع زيادة ارتباط مكونات المدن الذكية في شبكة معقدة من الأنظمة المترابطة التي تعد ضرورية لعمل الخدمات الذكية، وتشهد حالياً طفرة في استغلال الثغرات الأمنية في عمليات الخدمات الذكية في المدن على نطاق عالمي.

وتوسع التقرير في توضيح أهمية الأمن السيبراني في المدن الذكية حيث تعتمد بشكل واسع على البنية التحتية الرقمية المترابطة، مما يجعلها عرضة للهجمات السيبرانية بشكل كبير، ويؤكد هذه الأهمية النمو السريع للمدن الذكية ومخاطر سلاسل توريد تقنية المعلومات والاتصالات، وزيادة أتمتة عمليات البنية التحتية، وحماية البيانات والخصوصية، ونقاط الضعف في البنية التحتية، كما أوضح التقرير أثر التهديدات السيبرانية في المدن الذكية وأبرز المخاوف من الهجمات السيبرانية وهي اختراق البيانات وأنظمة البنية التحتية، وتكمن آثارها السلبية في: انتهاك الخصوصية، وإتلاف البيانات أو التلاعب بها، وسرقة البيانات، وابتزاز الأفراد والشركات، وتعطيل أنظمة البنية التحتية.

وعرّج التقرير على أفضل الممارسات في الأمن السيبراني للمدن الذكية، ودور أطر العمل في تحقيق الأمن السيبراني في المدن الذكية من خلال تطوير سياسات وإجراءات للتعامل مع الهجمات السيبرانية وتحليل التهديدات وتنفيذ التدابير الوقائية، كما تناول ظهور مجموعة من الممارسات الأمنية لتقليل المخاطر المحتملة وتجنب التهديدات السيبرانية وتحقيق التوازن بين الكفاءة والابتكار والأمن السيبراني وحماية الخصوصية.