يشهد سوق السيارات المصري فترة صعبة وحرجة للغاية نتيجة توقف نافذة التسجيل الخاصة باستيراد السيارات "ACID Number" لفترة تجاوزت ثلاثة أسابيع، حيث يعرف نظام "ACID Number" بأنه جزء أساسي من نظام الإفراج الجمركي عن السيارات الجديد من المؤاني المصرية، وتوقف هذه النافذة لوقت أكبر من ذلك يعني أنه قد يؤثر بشكل كبير على العرض والطلب في السوق المصري الفترة القادمة.
وقال منتصر زيتون عضو الشعبة العامة للسيارات، في تصريحات خاصة لموقع "العقارية"، إن 90% من الموديلات متوفرة في المعارض رغم توقف العمليات الاستيرادية وساعد في ذلك قلة الطلب الناتج عن حالة الركود التضخمي التي ضربت السوق رغم تراجع الأسعار بعد تراجع الدولاروأضاف عضو شعبة السيارات، أنه بعد انتعاش الطلب علي بعض الأنواع بدأ الأوفر برايس يعود بنسب ضعيفه علي بعض السيارات، كأنواع " إم جي واكسنت" حيث بلغت قيمة الأوفر لتصل لـ 200 الف علي القشقاي الجديدة موديل 25.
أفضل موعد لشراء سيارة
وأشار عضو شعبة السيارات إلى أن الوقت الحالي أفضل وقت للشراء نظرا لكثرة المعروض وتراجع الأسعار بسبب خروج المخزون من المستهلكين التجار بعد عرض سيارتهم باسعار اقل من سعر تجاري الوكلاء وبمجرد نفاذ المعروض من سياراتهم سيعود السوق للتوازن والارتفاعات.
واضاف عضو الشعبة العامة للسيارات، انه من المتوقع ارتفاع أسعار الطرازات الجديدة والمستعملة بنسب تتراوح بين 10 إلى 15% خلال الأسابيع المقبلة، على خلفية الصعوبات الاستيرادية التى واجهت الشركات والتجار، جراء تعطل إجراءات التسجيل المسبق للشحنات على النافذة الجمركية الموحدة «ACI».
لافتا أن هذه الإجراءات تسببت فى عدم قدرة شركات السيارات والمستوردين على التعاقد على جلب أى شحنات جديدة منذ ما يقرب من شهرين.
وأشار إلى أن هناك طرازات تباع حاليًا بمبالغ مالية إضافية على السعر الرسمى «أوفر برايس»، خاصة مع نقص الكميات الموردة من قبل الوكلاء المحليين.
وأوضح أن العديد من شركات التوزيع المعتمدة (الموزعين) والتجار اتجهوا لتقيلص قيمة التخفيضات السعرية التى يقدمونها على بعض الطرازات، وذلك فى ظل حالة التخبط التى تشهدها سوق السيارات، مع استمرار تعطل إجراءات النافذة الجمركية، وتوقف الاستيراد، مما تسبب فى نفاد المخزون ونقص المعروض محليًا.
ومن جانبه، قال أسامة أبوالمجد رئيس رابطة تجار السيارات ونائب رئيس شعبة السيارات، إن توقف نافذة التسجيل الخاصة باستيراد السيارات "ACID Number" من الممكن أن تؤدي إلى ارتفاع بأسعار السيارات بقيمة تصل إلى 10% و25%، الفترة المقبلة.
وأضاف "أبو المجد" أن أزمة توقف الإستيراد وتعليق دخول السيارات الجديدة عبر الجمارك، ستتسبب في نقص حاد بالمعروض وزيادة الطلب فضلًا عن توحش ظاهرة الأوفر برايس مرة أخرى.
احتياج السوق المصري من السيارات
بالإضافة إلى أن فترة شحن ووصول السيارات من الدول المختلفة تتراوح ما بين شهر إلى ثلاث أشهر على حسب الدولة التى ستشحن منها السيارة، كما أن السوق المحلي المصري للسيارات يحتاج من 10 الاف الى 12 الف مركبة شهريا حتى يلبى أحتياجات المستهلك المصري .
وطالب أبوالمجد السماح بالاستمرار فى فتح الأسيد نامبر "ACID Number" حتى لا تكون هناك فجوة فى الكميات الشهرية التى تستهلكها مصر ، وبالتالي تنخفض إعداد السيارات مرة اخري داخل السوق المحلي وترتفع اسعارها .
وكان قد أكد المرصد الإعلامي الجمركي، انته تم الافراج عن أكثر من 39 ألف سيارة مستوردة بنحو 364 مليون دولار .
واضاف المرصد أنه تابع بمزيد من الاهتمام ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من شائعات حول توقف منظومة التسجيل المسبق للشحنات «ACI» بما يُخالف الحقيقة والواقع جملةً وتفصيلاً.. مشددًا على أن منظومة التسجيل المسبق للشحنات «ACI» مستقره وأنه تم إصدار أكثر من 98 ألف رقم تعريفي مبدئي للشحنات «ACID» منذ الأول من مايو الماضى وحتى الآن، بما يعكس استقرار حركة الاستيراد عبر هذا النظام، لافتًا إلى أن هناك بضائع بـ 13.7 مليار دولار وصلت الموانئ خلال هذه الفترة، وبلغ إجمالي قيمة المفرج عنه منها 12 مليار دولار بما فيها سلع استراتيجية بـ 3.4 مليار دولار، ومستلزمات إنتاج وخامات بـ 5.4 مليار دولار.
ومن جانبه، قال أمير هلالي رئيس لجنة المستوردين بشعبة السيارات، إنه خلال الفترة الحالية افرجت مصلحة الجمارك عن عدد من السيارات المحتجزة وذلك مقابل 10 آلاف جنيه غرامة لكل سيارة، مشيرا إلى أن عدد سيارات الركوب العادية ولذوي الاحتياجات الخاصة، بلغ لـ 18 ألف سيارة محتجزة منذ منتصف مايو الماضي.
مؤكدا على ضرورة فتح منظومة "ACID Number" التي لا تزال متوقفه، ولا تقبل التسجيل، بالإضافة أنه لا يتم الرد خلال 48 ساعة من وقت التسجيل؛ سواء الموافقة أو الرفض كما كان يحدث سابقا، ما دفع البعض للاستيراد على بند مخالف.
ويذكر أن مصلحة الجمارك، في بيان سابق، أعلنت أن هناك بعض وقائع التحايل بالعملية الاستيرادية، حيث يُسجل البعض فى بيانات الرقم التعريفي المبدئي للشحنات «ACID» أنه يريد استيراد قطع غيار وعربات سكة حديد، بينما فى الواقع تكون شحناته المستوردة سيارات ملاكي، وأنه يطلب تعديل البيانات الجمركية بالواردات بعد وصولها لإتمام عملية الإفراج عن هذه السيارات.
نظام التسجيل المسبق للشحنات
وأقرت مصر تطبيق نظام التسجيل المسبق للشحنات سنة 2020، وبدأ التشغيل الإلزامي لهذا النظام في أكتوبر من العام التالي. ويعتمد هذا النظام على إتاحة بيانات ومستندات الشحنة قبل الشحن بـ48 ساعة على الأقل، ما يتيح للمستورد الحصول على رقم تعريفي للشحنة "بند جمركي" (ACID)، وذلك من خلال منصة "نافذة" الحكومية.