تَحتفلُ مصر بذكري اليوم العالمي للعمل الإنساني مُستَلهمةً بكل إجلالِ وتقديرِ تضحيات رُموزِها في المجال الإنساني؛ والذين تَميزوا بكل تفانِ وشجاعةِ، ووهبُوا حياتَهم لمساعدةِ ضحايا الحروب، والفقر، والنزوح، والأوبئة، والكوارث. وكان من أبرزِهم السيدة "نادية يونس" التي قَدمَت رُوحَها، مع زملائِها، خلال عملها النَبيل في العراق الشقيق في مثل هذا اليوم سنة 2003؛ مما دعا معه الجمعية العامة للأمم المتحدة لاعتبار 19 أغسطس "اليوم العالمي للعمل الإنساني" بموجب قرارها رقم 139 المؤرخ 11 ديسمبر 2008 أثناء دورتها الثالثة والستين تَكريماً وتَذكرِةً دائمة بهذه القَامَات الإنسانية.
إن مَن يُضَحون لإنقاذ أرواح البشر في كافة أنحاء العالم هم الأبطال الحقيقيون الذين يستحقون منا كل شكر ودعم؛ بل ويصبحُ ذلك أَوجبُ في عام 2020 بمناسبةِ مرورِ خمسةِ وسبعيِن عاماً علي إنشاء منظمة الأمم المتحدة؛ والتي أصبحت الإطار الدولي الجَامِع الذي تتشاور فيه كل الدول الأعضاء، والمنظمات والوكالات المعنيةِ بالعملِ الإنساني.
ويأتي احتفالُ مصر بهذا اليوم متزامناً مع معاناة العالم من أزمة إنسانية غير مسبوقة؛ مُمَثلةً في استمرار تفشي فيروس كورونا؛ مما يدعونا جميعاً لضرورة التمسك بالعمل متعدد الأطراف عبر المزيد من التكاتف والتعاون الدولي لمكافحة هذا الوباء القاتل. كما تُؤكِد مصر دعمها الكامل للمنظومة الأُمَمية ولجهود الأمم المتحدة الإنسانية لمواجهة الفيروس، وتبقي مستعدةً لتقديم كافة أشكال المساندة اللازمة لتعظيم دور منظمتنا الدولية لمجابهة هذا التحدي الإنساني الخطير.
تُذَكِر مصر كذلك في هذا اليوم بالتزامها الراسخ بمبادئ تقديم المساعدة الإنسانية؛ وعلى رأسها الحياد، والإنسانية، والنزاهة، والاستقلال، وتجنب التسييس، باعتبارها ضمانات لازمَة لنُبل العمل الإنساني، وكامل تجرده، وتواضع القائمين عليه. لَقد ظلت مصر وَفيةً لهذه المبادئ طوال تقديمها للعون الإنساني لأشقائها في المنطقة علي مدار عقودِ طويلةِ ماضيةِ، وسوف تستمرٌ القاهرة في ممارسةِ هذا الدور الإنساني لفائدةِ شعوبِنا العربيةِ والأفريقيةِ.