كارثة خطيرة لمصر.. إثيوبيا تنبي قاعدة عسكرية داخل السودان «الأقمار الصناعية تكشف المستور»


الخميس 13 يونية 2024 | 08:50 مساءً
إثيوبيا
إثيوبيا
العقارية

مع استمرار القتال في السودان وتأثيره السلبي على الدول المجاورة، ما يشكل تحديًا لمصالح القوى الكبرى، خاصة وأن الحرب المستمرة في الساحة السودانية مرتبطة بشكل وثيق بالصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط والمنطقة الإفريقية بأسرها.

 

صراع القوى الكبرى على أرض السودان

ويرى الكثير من المحللين والخبراء أن الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تسعى إلى استخدام كل الوسائل المتاحة في السودان لمواجهة التأثير المتزايد للقوى الروسية والصينية في إفريقيا، حتى إن كان ذلك على حساب استقرار وسلامة الشعب السوداني.

وبدأت واشنطن بالتخطيط والتنفيذ لخطوات تهدف لتحقيق مصالحها، سواء من خلال التعامل مع شخصيات سياسية محددة، أو بإرسال مرتزقة، أو حتى بالتلاعب بمسار المنظمات الإنسانية واستغلالها في سياق أهدافها السياسية والاقتصادية.

قاعدة عسكرية إثيوبية على الحدود مع السودان

في سياق متصل، انتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر قاعدة عسكرية إثيوبية قيد الإنشاء، ويقع موقعها على بُعد لا يتجاوز الـ 30 كيلومترًا من الحدود مع السودان، تحديدًا بالقرب من مدينة الفشقة التي تشهد نزاعًا بين البلدين، والتي لاتزال تحت سيطرة الجيش السوداني.

وتظهر الصور التي نشرتها صحيفة الراكوبة السودانية أن القاعدة العسكرية موجودة بالقرب من مدرج للطيران وعدة مراكز طبية.

حقيقة إنشاء قاعدة عسكرية إثيوبية في السودان

وفي هذا السياق قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية السابق، إنه لا يستبعد قيام إثيوبيا بإنشاء قاعدة عسكرية بالقرب من حدود السودان

وأضاف صلاح حليمة أن ذلك يكشف أهداف إثيوبيا التوسعية على حساب دول الجوار، واطماعها في السيطرة علي الفشقة، وذلك مخالف لاتفاقية ١٩٠٢ التي تعترف بأن الفشقة أرض سودانية

وأوضح أن إثيوبيا تستغل الأزمة التي يعيشها السودان بسبب الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وكانت وسائل إعلام مختلفة قد نشرت في الأيام القليلة الماضية صورًا نقلًا عن الموقع المتخصص بمتابعة حركة الطيران "flightradar24" تظهر فيها عدة رحلات متوجهة من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الى عاصمة تشاد إنجامينا، حيث هبطت الرحلة الأخيرة في الرابع من الشهر الحالي ومن المخطط أن تتوجه رحلة جديدة في الأيام المقبلة.

ويتهم مراقبون؛ عبد الله حمدوك، بتمثيل المصالح الغربية والأمريكية في السودان، رغم إخفاقه عدة مرات في تحقيق تغيير سياسي يتلاءم مع أجندة واشنطن في البلاد.

إلى جانب ذلك، توجه الفريق العسكري السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان شرقًا لتعزيز التحالف مع روسيا، مما دفع الولايات المتحدة إلى وضع خطط بديلة لإزاحة البرهان عن السلطة واستبداله بشخصية أخرى تمثل مصالح واشنطن.

ووفقًا لتحليلاته، بدأت الولايات المتحدة في استخدام نفوذها على الجارة الإثيوبية، حيث قامت بإقناع رئيس البلاد، أبي أحمد، بإرسال قوات إثيوبية ومرتزقة لدعم قوات "الدعم السريع"، ودفعها نحو سحق الجيش السوداني، مما يؤدي في النهاية إلى إسقاط حكم البرهان بالقوة بعد فشل الخطط السياسية البديلة.

وتناولت تقارير إعلامية، اهتمام الولايات المتحدة بتوجيه إثيوبيا كوسيلة لمحاربة الجيش السوداني ودعم قوات الدعم السريع في تمردها على الحكومة السودانية الشرعية، وذلك في إطار التقارب الروسي السوداني الأخير واتفاق سري بين البيت الأبيض وأديس أبابا.

مساعي إثيوبيا للسيطرة على أرض الفشقة

وحسب هذه التقارير، استغل رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، هذه الفرصة لتحقيق أهدافه في السيطرة على مدينة الفشقة، مع التوجيه السياسي، حيث تسعى إثيوبيا إلى تحقيق انفصال لأرض الصومال، وذلك للحصول على إطلالة بحرية على خليج عدن بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي المقابل، تقدم إثيوبيا المرتزقة لقوات الدعم السريع للمساعدة في القضاء على حكومة البرهان والعمل كخط دفاع لهجمات الحوثي.

وبحسب مصادر محلية، بدأت قوات الدعم السريع في التقدم جنوبًا نحو ولاية الجزيرة، حيث استولت بالفعل على منطقة "ود مدني"، والتي تُعتبر الشريان الحيوي لولاية الجزيرة، مما أدى إلى فرض سيطرتها الكاملة عليها.

ووفقًا لتحليلاته، يسعى الدعم السريع إلى الاستيلاء على جنوب السودان بهدف شن هجوم مفاجئ على جيش البرهان باستخدام قوات مرتزقة إثيوبية نحو منطقة الفشقة. ويتضح من الاتفاقيات أن هذا الدعم يأتي على حساب الأراضي السودانية، حيث يتم تقديم المساعدة في مواجهة الجيش السوداني مقابل استيلاء على منطقة الفشقة، "الفشقة مقابل قهر الجيش السوداني".

وفقًا لتقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد أعد الجيش السوداني نفسه لمواجهة إمكانية دعم إثيوبيا لقوات الدعم السريع بوجود مقاتلين من إقليم تيجراي. ويمتلك الجيش السوداني معسكرًا يضم آلاف المقاتلين من التيغراي، حيث لجأ العديد من سكان إقليم التيجراي إلى السودان خلال فترة حرب تيجراي.