خبير اقتصادي يكشف أسباب تحويل البنوك المركزية حصيلتها الدولارية إلى غطاء ذهبي (خاص)

ارتفعت أرصدة الذهب لدى البنك المركزي المصري إلى 448.427 مليار جنيه بنهاية أبريل 2024، مقابل 424.466 مليار جنيه بنهاية مارس 2024، وفق القوائم المالية للمركزي المصري.

واحتل البنك المركزي المصري، المرتبة الثالثة في قائمة أكبر البنوك العربية والأفريقية حيازةً للذهب خلال العام الماضي 2023، رغم الأزمات الاقتصادية التي يعاني منها العالم والتي جاءت بظلالها على الاقتصاد المصري.

التخلي عن الحصيلة الدولارية

أجاب الدكتور أحمد سعيد، أستاذ القانون التجاري الدولي بالجامعة البريطانية على سؤال الجريدة «العقارية» حول سبب اتجاه البنك المركزي المصري، والبنوك المركزية في العالم إلى تعزيز أرصدتها من الذهب.

وأوضح أستاذ القانون التجاري الدولي، أن البنك المركزي المصري والبنوك المركزية العالمية تتجه نحو تحويل السيولة الدولارية إلى غطاء ذهبي تخوفًا من الأزمات العالمية المتتالية، وتراجع ثقة البنوك في الدولار بعد انضمام بعض الدول إلى مجموعة البريكس، واعتماد بعض الدول إلى التعامل بالعملات المحلية مثل الصين وروسيا والصين فيما بينهم.

وأرجع اتجاه البنوك المركزية إلى التخلي عن الحصيلة الدولارية إلى إفراط الولايات المتحدة الأمريكية في طباعة الدولار بعد ظهور فيروس كورونا خلال عام 2019، والعجز الدولاري الذي تعاني منه أمريكا والذي يُقدر بنحو 3 آلاف مليار دولار وتضطر إلى طباعتهم، وبالتالي التأثير على القوة الشرائية للدولار.

ونوه بأن الصين - صاحبة أكبر احتياطي دولاري في العالم بحوالي 3 تريليونات دولار أمريكي- بدأت في التخلي عن حصيلتها الدولارية وتحويلها إلى ذهب.

وتابع: وبسبب الحرب الروسية الأوكرانية فرضت الولايات المتحدة قيودًا على تداول الدولار لرجال الأعمال الروس وبعض رجال الأعمال الروسيين، تحوّل هؤلاء إلى استخدام الذهب والتخلي عن الدولار.

التوجه العالمي السائد

أشار إلى أن التوجه العالمي السائد الآن هو تحويل الاحتياطي الدولاري إلى كميات من الذهب، ليصبح الذهب هو المرجعية المستقبلية، لافتًا إلى أنه مع زيادة التوترات الاقتصادية العالمية كلما اتجهت دول العالم إلى التحوط من الدولار واعتماد العملات المحلية في التجارة الدولية، ونتيجة لكل هذا تُفضل البنوك المركزية استخدام الذهب وتجنب القيود المفروضة على الدولار في النظام السوقي.

هذا، وقادت البنوك المركزية في الأسواق الناشئة، الاندفاع الأخير نحو الذهب، حيث تمثل حيازات المعدن 6% فقط من احتياطياتها، ما دفعها إلى شراء المزيد من المعدن النفيس وزيادة الاحتياطي الأجنبي لديها، وفقًا لبنك «جولدمان ساكس».