شهد سوق الذهب المصري في الآونة الأخيرة ظاهرة غريبة، إذ تستقر أسعاره محليًا رغم الارتفاعات العالمية المتسارعة، ما دفع الكثيرين إلى السؤال عن العوامل وراء هذا الاستقرار النسبي، وفي التقرير التالي يكشف الخبراء عن الأسباب الحقيقية وراء هذه التحركات، وتأثير العوامل الدولية والمحلية على هذا المعدن النفيس.
أسعار الذهب في مصر
في البداية، قال عمرو المغربي، عضو الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن توازن العرض والطلب، بالتزامن مع تراجع الدولار منذ تحرير سعر الصرف وهدوء الطلب الاستثماري، أدى إلى استقرار أسعار الذهب في مصر، رغم وصول المعدن الأصفر إلى مستويات قياسية في البورصة العالمية.
ارتفاع أسعار الذهب عالميًا
وأضاف المغربي في تصريحات لـ«العقارية» أن ارتفاع السعر العالمي يعود إلى التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تثبيت سعر الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي، وتوقعات بانخفاض الأسعار، وكذلك ارتفاع معدل التضخم في الولايات المتحدة، مما تسبب في تذبذب التداولات في البورصة العالمية، مشيرا إلى أن استقرار الطلب والعملة محليًا ساهم في تفادي ارتفاع أسعار الذهب عالميًا.
أسواق الذهب
وأكد المغربي أن الطلب على الذهب لتقديمه كمصوغات في الأفراح والمناسبات الاجتماعية لا يؤثر بشكل كبير على الأسعار، لأنه يكون طلبًا طفيفًا نظرًا لارتفاع الأسعار مقارنة بالأعوام السابقة، مضيفًا أن الطلب الاستثماري وأصحاب الفوائض المالية، الذين يدخرون أموالهم في الذهب من خارج القطاع، هم الأكثر تأثيرًا في السوق، فعلى سبيل المثال، شهدت أسواق الذهب خلال الآونة الأخيرة مستثمرين من تجار قطاع السيارات والعقارات وأصحاب الشهادات وغيرهم، الذين كانوا من بين أسباب ارتفاع أسعار الذهب في مصر، نتيجة لكثرة الطلب ونقص المعروض.
الطلب الاستثماري على الذهب
وتوقع المغربي عودة الطلب الاستثماري على الذهب مرة أخرى تزامنًا مع موعد صرف شهادات الـ27%، موضحا أن عودة المصريين العاملين في الخارج في موسم الإجازات ستخلق نوعًا من الطلب ورواجًا في أسواق الصاغة، ومن المتوقع أن تؤدي هذه العوامل إلى زيادة الأسعار.
تراجع أسعار الذهب في مصر
ومن جانبه فسر ناجي فرج، مستشار وزير التموين لشئون صناعة الذهب، تراجع أسعار الذهب في مصر لانخفاض سعر دولار في السوق الموازية منذ تحرير سعر الصرف، بالإضافة إلى اختفاء المضاربات على الأسعار، ومن هنا شهدت أسواق الذهب استقرارا على المستوى المحلي.
وأوضح أن الطلب على الذهب تراجع خاصة الطلب الاستثماري، الذي بدا واضحا في انخفاض الطلب على السبائك، والعملات الذهبية، ليصبح الطلب حاليًا على المشغولات الذهبية.
الطلب على المشغولات الذهبية
ونوه إلى أن الطلب على المشغولات الذهبية يشهد حالة من التذبذب بسبب طبيعته الموسمية ونتيجة لهذا فإن تباطؤ السوق المحلي دفع التجار إلى التركيز على عمليات التصدير في محاولة لتعويض ضعف المبيعات المحلية.
وقال فرج إن الصين تقوم بشراء كميات كبيرة من الذهب خلال الآونة الأخيرة مما دعم المعدن النفيس عالميًا للصعود بسبب كثرة الطلب وتقلص المعروض العالمي من الذهب.
وتوقع نجيب نادي، سكرتير عام شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية سابقًا، ارتفاع سعر المعدن الأصفر في مصر تزامنًا مع إجازة الصيف وتحرك السعر نتيجة لرواج الأسواق وكثرة الطلب للتهادي، وعودة المصريين من الخارج، منوهًا إلى انه سيكون هناك ارتفاع في الأسعار بنحو 20%.
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
