ايسترن كومباني، أعلنت شركة فيليب موريس إنترناشيونال اليوم استحواذها على حصة أقلية غير مباشرة 14.7% في الشركة الشرقية إيسترن كومباني الكائنة في مصر، وتعد أكبر شركة لتصنيع السجائر في مصر، وتقوم أيضًا بتقديم منتجات أخرى من ضمنها السيجار وتبغ الغليون.
شركة فيليب موريس إنترناشيونال
وفي إطار هذا الاستحواذ، تسعى شركة فيليب موريس إنترناشيونال والشركة الشرقية إلى بحث، على أساس غير حصري، المجالات الإستراتيجية المحتملة للتعاون المتبادل طويل الأمد، وذلك في مجالات التكنولوجيا والتصنيع والابتكار، ومن ضمنها منتجات التبغ المسخن، بحسب بيان صحفي.
بيع 30% من أسهم الشرقية للدخان بـ 625 مليون دولار
ولم تكن هذه الصفقة هي الأولي، حيث أعلنت وزارة قطاع الأعمال العام عن بيع نسبة 30% من الأسهم المملوكة للشركة القابضة للصناعات الكيماوية بالشركة الشرقية "إيسترن كومباني لصالح شركة غلوبل القابضة للاستثمارات المحدودة.
وأوضحت الوزارة في بيان لها أنه تنفيذاً لبرنامج الطروحات الحكومية في البورصة لشركات قطاع الأعمال العام وذلك بهدف تنشيط البورصة وتوفير السيولة المطلوبة للشركات لتعزيز فرص الاستثمار والاستفادة من عوائد طرح الأسهم في عمليات التطوير والتحديث وإعادة الهيكلة بالإضافة إلى تحسين المركز المالي للشركات إلى جانب توسيع قاعدة الملكية وتحقيق أكبر قدر من الحوكمة.
تاريخ إنشاء شركة الدخان في مصر
تأسست في مصر بمرسوم من السلطان أحمد فؤاد في 12 يوليو 1920، برأس مال قدره 25 ألف جنيه مصري، وعُدل النظام الأساسي للشركة وفقاً لأحكام قانون شركات قطاع الأعمال العام رقم 203 لسنة 1991 ولائحته التنفيذية كان الغرض منها أنذاك، محاربة الإنتاج الأجنبي للسجائر، وبصعود ونجاح الشركة الشابة استسلمت لها شركات السجائر الأرمينية في مصر للدخان اندمجت بداية شركة دخان ماتوسيان المساهمة مع الشركة الشرقية.
وبذلت الأخيرة كل وسيلة لاحتواء صناعة الدخان المصرية حتي استسلمت لها عام 1927 مؤسسات: ميلكونيان وجامسراجان وإيبيكيان من الأرمن، وصوصة وماخريديس وباباثوليوجو من اليونانيين، فضلا عن مؤسستي ماسبيرو الإنجليزية وشركة الدخان الإنجليزية الأمريكية، فقد دفعت الشركة لكل مؤسسة قيمة أصولها الثابتة والمنقولة وحافظت علي اسم المؤسسة والماركات التي تنتجها، وعينت صاحب المؤسسة في وظيفة مدير" مدي الحياة"، واشترطت الشركة عليهم ألا يمارسوا أية نشاطات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة تتعلق بالدخان تصنيعا وبيعا، ليس في مصر فقط، إنما في السودان وفلسطين وسورية أيضا لمدة خمس سنوات.
منافسة سوق الشركة الشرقية
وبعض الارمن قد أسسوا عدة مصانع صغيرة بين عامي 1927-1930 لمنافسة سوق الشركة الشرقية، وبعد التأميم، اندمجت “ماتوسيان” صاحبة سجائر “كليوباترا”، تحت لواء “الشرقية للدخان”، لتصبح حينها الشركة الرائدة للسجائر في مصر، وهي تُنتج حاليًا 13 نوعًا من السجائر، أشهرها «كليوباترا»، «كليوباترا بوكس»، و«سوبر ستار». لكن عندها حق تصنيع مع العملاق العالمي فيليب موريس لتصنيع ماركات مثل مارلبورو وكينت وغيرها من الماركات المشهورة لفليب موريس.
أكثر من 100 عام على إنشاء الشركة
وفي 2021، انتهت مائة سنة من احتكار الشركة الشرقية للدخان المملوكة للدولة المصرية، لصناعة السجائر في مصر. بعدها بعام، سُمح لشركة "خاصة" بتصنيع منتجات التبغ بالمثل، وهي شركة المتحدة للتبغ- موريس، وفي المقابل تحصل الشركة الشرقية على 24% من أسهم "المتحدة".
خطوط صناعة السجائر والدخان
وأصبح الشركة المتحدة، حق مشاركة احتكار خطوط صناعة السجائر والدخان، باسمها من منتجات فيليب موريس، فبعد أن كان يُكتب على علب سجائر مارلبورو وميريت و L&M المنتجة محليا "صُنع في مصر بواسطة الشركة الشرقية إيسترن كومباني" أصبح بعد دخول الشريك المصري غير المعلنة هويته "صُنع في مصر بواسطة الشركة المتحدة للتبغ"!
وتبقى في السوق المصرية مع الشرقية وشريكتها "المتحدة-موريس"، ثلاث شركات أجنبية صغيرة الإنتاج محليًا وهي المتصور الدولية، وبريتش باكو ، وجي تي آي اليابانية، وكلها تستخدم مصانع الشرقية.
المصريون يستهلكون أربعة مليارات علبة سجائر في السنة
كما تحوز الشركة الشرقية على نسبة 70% من مبيعات السوق المصرية من منتجات التبغ والسجائر. حيث يستهلك المصريون نحو أربعة مليارات علبة سجائر في السنة، أي 80 مليار سيجارة سنويًا. أما عن إيرادات الشركة العريقة فوصلت مبيعاتها في العام المالي المنصرم حوالي 66 مليار جنيه، بأرباح بلغت 7.7 مليار جنيه.
إذا أضفنا إلى هذه الأرباح عوائد الضرائب التي يدفعها المستهلك على كل علبة سجائر، بما لا يقل عن ثلاثة جنيهات، سنصل إلى نحو 12 مليار جنيه حصيلة ضرائب، عن السجائر فقط، دون حساب التوباكو أو المعسل بمبيعاتهما الضخمة، وكذلك الضريبة الإضافية المتصاعدة بربع جنيه سنويًا على كل علبة سجائر لتمويل مشروع التأمين الصحي الشامل، المزمع!
ورغم أن الشرقية للدخان شركة مساهمة، فإن الأغلبية في التصويت كانت للحكومة المصرية من خلال الشركة القابضة الكيماوية، التي تمتلك 50.5% من الأسهم بجانب نسبة 5% من أسهم الشركة الشرقية لصندوق اتحاد عمالها، في حين يمتلك القطاع الخاص 43.5% من الأسهم.
بيع 30% من أسهم الشرقية
لكن سيطرة مصر على شركتها انتهت، باحتفال مهيب حضره رئيس الوزراء، أعلن فيه بيع مصر 30% من أسهم الشرقية إلى الإمارات ممثلة في شركة جلوبال، مقابل 625 مليون دولار، بجانب ضخ مبلغ 150 مليون دولار مقدمًا لشراء مستلزمات الإنتاج، الذي كاد أن يتوقف ما نتج عنه أزمة في السوق المصرية، لعدم توفر عملة صعبة لشراء التبغ والورق وكل مستلزمات الإنتاج التي تعتمد بنسبة 100% على الاستيراد.