«سوديك».. احترافــــــــية فى فن الإدارة


الاحد 05 مايو 2024 | 04:15 مساءً
أيمن عامر
أيمن عامر
العقارية

«سوديك».. احترافــــــــية فى فن الإدارة

أيمـن عامــر مدير عام شركة «سوديك»:

« رأس الحكمة » ستشعل المنافسة في الساحل وتدعم تصدير حقيقي للعقار المصري

«The Estate» ينتهي من تسويق 350 وحدة من إجمالي 450

الإمارات والسعودية ترفعان الطلب على وحدات سوديك واتفاقيات تسويق جديدة

مستهدفات الأراضى لا تقل عن ٤٠٠ فدان للقطعة.. والأقل يجب أن تكون نادرة التميز

تراكم الخبرات والقوة المالية والفنية شكلت كيانًا عملاقاً ضارباً بجذوره في عمق الإنجاز الذي تحقق في السوق العقاري، وكانت بمثابة الجسر الذي عبر بها إلى الشركاء الإماراتيين، وهو ما جعلها تكتسب ثقة دولية ناتجة عن التزامها ونجاحها السبّاق في التعاون مع أشهر الصناديق السيادية حول العالم حيث التفوق الكبير الذي أحرزته منذ اجتذابها لاستثمارات "الدار الإماراتية و والقابضة ADQ"، وقد أعقب ذلك مزيداً من الاستثمارات الإماراتية المباشرة على السوق العقاري المصري والتي كان أشهرها الشراكة الأكبر في التاريخ لتطوير "رأس الحكمة" بالساحل الشمالي.

إنها شركة "سوديك" التي تفضل دائماً العمل في صمت، ولا تتحدث إلا بلغة الأرقام، بل يغنيها عن الحديث تلك النتائج الملموسة والحقائق الفعلية على أرض الواقع في شرق وغرب القاهرة والساحل الشمالي، معها شراكات حكومية وعربية تضاف إلى تاريخ الشركة الممتد لنحو 27 عاماً من الثقة والاحترام والمصداقية، وهذا ما دفع 35% من عملائها لتكرار الشراء في مختلف مشروعات الشركة لتؤكد على الاستدامة المطلقة وتحقيق أفضل العوائد لعملائها وشركائها.

في حديثه مع "العقارية" أكد أيمن عامر مدير عام شركة سوديك، على أن الشركة تسير وفق رؤية وخطة طموحة تشمل استكمال مشروعاتها القائمة والبحث عن فرص استثمارية جديدة نظرًا لشهيتها المفتوحة في ظل الدعم الهائل من شركة "الدار" الإماراتية، التي وضعت بصمتها بقوة في السوق المصري، وصنعت لسوديك قاعدة قوية ومتنامية من العملاء في الخليج العربي، كما أتاحت لها شراكات جديدة، مثل "نوبو" للضيافة البدء في استثمارات جديدة بالقطاع السياحي.

وأضاف عامر أن سرعة التنفيذ والتحوط بنحو 2 مليار جنيه كان سبباً رئيسياً في اجتياز الشركة لمرحلة صعبة من التحديات الاقتصادية المحلية والعالمية، وقد نجحت في الالتزام بتسليم مشروعاتها قبل الموعد المحدد، فضلاً عن نجاح الشراكة مع الدولة وتنفيذ مختلف الالتزامات المطلوبة على جميع أراضي الشركة، حيث اعتمدت "سوديك" استراتيجية بيعية تناسب المرحلة الراهنة اعتمدت على طرح منتجات مناسبة وبقدر متوافق مع مستهدفات التسليم.

وكشف أن محفظة أراضي الشركة تتخطى 1700 فدان موزعة في شرق وغرب القاهرة والساحل الشمالي، مسلطًا الضوء على أبرز المشروعات منها "The Estates " وهو أول مشروع يطلق في الشيخ زايد الجديدة على مساحة 170 فداناً ويتكون من 4 مراحل، والمشروع الثاني هو "VYE" على مساحة 464 فداناً وهو أول أرض تم تخصيصها في مدينة الشيخ زايد الجديدة، ويضم المشروع أكثر من 5 آلاف وحدة ويتكون من 4 أحياء.

وقال إن مشروع "رأس الحكمة" سيأخذ مصر إلى صدارة المشهد العقاري الإقليمي والعالمي، بعد أن رفعها إلى صدارة مشهد الاستثمارات المباشرة في صفقة هي الأكبر على مر التاريخ، كما سيخلق حالة من المنافسة الشديدة بين الشركات العقارية للسباق القوي نحو العالمية، مؤكدًا أن هذه الصفقة ستنشط سوق تصدير العقاري المصري بشكل لافت في المرحلة المقبلة.

والمزيد من التفاصيل في الحوار التالي..

عند الحديث عن "سوديك" تجتمع في الأذهان عراقة "سوديك" وقوة "الدار الإماراتية"، مع ما يمكن تحقيقه من نجاحات وإنجازات فارقة، فما هي أبرز نقاط القوة من هذه الشراكة؟

قبل كل شيء يجب التوضيح أن كل شركة لها بصمتها المختلفة في أسواق التنمية العمرانية، ولكل شركة هويتها المنفردة التي يجب أن تختلف عن غيرها من الشركات، لذلك عندما استحوذت تحالف"الدار الإماراتية" والقابضة ADQ على "سوديك" ركزت وبشكل كبير على النقاط التي تحتاج إلى التنمية والتطوير في "سوديك"، وقدّمت لها الدعم الذي ينميها ويحقق لها التميز والتفرد.

فعلى سبيل المثال هناك حالة واضحة من التطور في منصات الاستدامة وقواعد الحوكمة المؤسسية والنظم التكنولوجية والذي مكن شركة "سوديك من ريادة سوق التطوير العقاري المصري. كما قمنا بالاستحواذ على180 فداناً امتداد لمشروع Caesar بالساحل الشمالي، وتم إطلاق المشروع خلال زمن قياسي لم يتخط 3 أشهر كما وقعنا عقد مشاركة لتطوير 440 فداناً في الساحل الشمالي، بل وندرس فرصاً استثمارية جديدة. ولم نكتفِ بذلك فحسب، بل حققنا مبيعات في 2021 بقيمة 11 مليار الى 30 مليار جنيه في 2023 ,والذي يمثل نمو في المبيعات ثلاثة أضعاف منذ الاستحواذ، بالإضافة إلى التوجه باستثمارات الشركة نحو قطاعات تكاملية جديدة، مثل مجال الفندقة والضيافة عبر العلامة التجارية "نوبو" وكل هذه النجاحات حققتها "سوديك" بعد استحواذ "الدار الإماراتية" التي قدمت من جانبها الكثير من الدعم والقيم المضافة للشركة.

وبعد هذه التجارب والخبرات الاستثمارية الكبيرة، والنجاح الملفت لشركة "سوديك" في تخطي الكثير من التحديات، ما هي معادلة النجاح المُثلى للشركات في السوق العقاري المصري حالياً؟

أرى أن الإسراع في وتيرة العملية الإنشائية هي الطريقة الأفضل للوصول إلى معادلة عقارية ناجحة، تفادياً لأي تغيرات مفاجئة في معدلات التضخم، وهذا ما تتبعه "سوديك" حالياً، كما أن العملاء عندما يرون أن معدل البناء في وحداتهم يسير بوتيرة أسرع من المعتاد، يمنحهم ذلك المزيد من الثقة ويضيف إلى المطور مزيداً من المصداقية بما يدعم قاعدة عملائه المستقبلية.

وهذه المنهجية اتبعتها "سوديك" ومن خلالها استطاعت تحقيق 162% زيادة في الأرباح خلال عام واحد فقط وذلك لأن الإيرادات يتم إثباتها وفقاً لعمليات التنفيذ والتسليم وليس المبيعات التعاقدية، كما نجحت تلك السياسة في خفض معدلات فسخ العقود إلى 4% بدلًا من 6%، وكذلك انخفضت نسبة تأخيرات السداد من 5% إلى 2%، وهذا يؤكد نجاح الشركة في البيع بسعر منضبط مع التنفيذ بأقصى سرعة، وهذه هي منهجية "سوديك" والطريق لأي مطوّر ناجح..كما يجب الإشارة في هذه المعادلة إلى ضرورة التحوط بكافة أشكاله، وبالنسبة لشركة "سوديك" فقد استخدمت السيولة في التحوط، حيث بلغت نسبة التحوط في مشروعاتنا 2 مليار جنيه، وتلك النسبة ساهمت في تغطية التكاليف خلال 2023 و2024، وإضافة إلى ذلك سوف نعاود فتح باب البيع خلال الفترة الحالية.

وبالنظر لأفضل مدة للتقسيط، أرى أن التقسيط يجب أن يتراوح بين 4 إلى 5 سنوات كي لا يتضرر المطور من نسب التضخم على المدى البعيد، بينما مع ارتفاع الأسعار حالياً فإن هذه المدة القصيرة قد لا تناسب الكثير من العملاء، لذلك رفعنا مدة التقسيط إلى 6 و7 سنوات، بينما الوحدات الجاهزة للتسليم يتم تقسيطها على 3 أو 4 أو 5 سنوات، وبشكل عام يجب على الشركات عدم الانسياق وراء مغريات البيع بزيادة سنوات التقسيط أكثر من ذلك.

"محفظة الأراضي" هي العنصر الرئيسي في العملية الإنشائية، وعلى أساسها يضع المطور خططه التوسعية لسنوات مقبلة، فما هي مستجدات أراضي "سوديك" ونسب تطويرها؟

نحرص على تنمية محفظة أراضي "سوديك" بشكل مستمر لأنها تمثل الأساس لاستمرار العملية التنموية للشركة في مختلف مناطق أعمالها، حيث أضفنا 180 فداناً لمشروع "Caesar" بالساحل الشمالي، كما اقتنصنا فرصة شراكة على 440 فداناً على بعد كيلو واحد فقط من مشروع "Caesar ".

وتتميز الشراكة الجديدة على 440 فداناً بوقوعها في منطقة رأس الحكمة التي تشتهر بشواطئها الرملية الصافية، وتعد واحدة من أسرع الوجهات الفاخرة نمواً في المنطقة وقد شهدت مؤخراً أكبر صفقة شراكة للاستثمار المباشر في تاريخ مصر مع الإمارات العربية الشقيقة.

وفضلاً عن ذلك تمتلك "سوديك" في الساحل الشمالي مشروع "June"، لتصبح بذلك إجمالي محفظة الأراضي التي تمتلكها الشركة في الساحل الشمالي حوالي 900 فدان منها 750 فداناً غير منمى.

أما في غرب القاهرة فلدينا 700 فدان، منها 375 فداناً غير منمى، ونتحرك بشكل جيد في عمليات التنمية الجارية على تلك الأراضي، وفي مقدمتها إنشاء مشروع "The Estates " المقام على 170 فداناً، حيث اقتربنا من إنجاز العملية الإنشائية للمرحلة الأولى من المشروع، وذلك بعد نجاحنا في بيع 350 وحدة من إجمالي 446 وحدة، ولا نزال نحتفظ بمخزون من وحدات رغم الاقتراب على الانتهاء بشكل عام.

وبالنسبة لمشروع "VYE" فقد نجحنا في تسويق 40% منه ومتبقي 60%، ، ونستهدف إضافة أراضي جديدة في هذه البقعة الواعدة حيث نبحث طوال الوقت عن الفرص المتميزة هناك، ، فإن لدينا في غرب القاهرة قاعدة عملاء لا يستهان بها، وبالتالي أي منتج نطرحه له عميله الذي يبحث عنه، ولن نكتفي بهذه المحفظة فقط بل ستستمر عمليات التوسع.

أما في شرق القاهرة فقد بلغت محفظة أراضينا هناك 655 فداناً منها 450 فداناً غير مُنمى، ، انتهينا من مشروعين هما "Eastown" و"Villette"، والمتبقي "Sodic East" الذي يمثل الجزء غير المطوّر البالغ مساحته 450 فداناً، ولا زلنا نبحث عن فرصٍ استثمارية جديدة في شرق القاهرة.

وفي بحثنا عن فرصٍ جديدة نحرص دائماً على استهداف مساحات أراضٍ تبدأ من 400 فدان فيما أكبر، ومن الممكن أن ندرس المساحات الأقل من ذلك بشرط انفرادها بموقع متميز، ومن بين محفظة أراضينا هناك قطع أراضٍ أمامها 10 سنوات كي يتم تنميتها طبقاً للاتفاق مع هيئة المجتمعات العمرانية، وهناك مساحات أخرى يستوجب علينا تطويرها في مدة أقل من تلك.

وفي ضوء كافة اشتراطات هيئة المجتمعات العمرانية، فإن "سوديك" لم تتجاوز المدة الزمنية المقررة لتنفيذ أي مشروع من مشروعاتها، بل ننجح دائماً في تسليم مشروعاتنا قبل الموعد المحدد، وليس لدينا أية مشكلات مع هيئة المجتمعات العمرانية فيما يخص المدد الزمنية للتنفيذ، واستراتيجيتنا البيعية قائمة على أسس متوازنة تراعي سرعة التنفيذ والتسليم أولاً.

وهنا يجب الإشارة إلى أن مجلس إدارة "سوديك" يدفعنا ويحفزنا دائماً على التوسع بشكل كبير في مختلف البقاع، وقد ظهر ذلك خلال 2023 في توسعات الشركة بالاستحواذ على أراضٍ جديدة ورفع المبيعات بنسبة 42 %، بالإضافة إلى زيادة أرباح الشركة بنسبة 162 %.

مشروعاتكم في غرب القاهرة لها طابعها الخاص، وتخدم الجانب الأكبر من عملائكم، لذلك نريد المزيد من التفاصيل عن مشروعي " The Estates" و"VYE"؟

أطلقنا مشروع " The Estates "في عام 2019، وهو أول مشروع يطلق في الشيخ زايد الجديدة وعلى مسافة خمس دقائق من "سوديك ويست"، ويتميز بـ 160 ألف متر من المساحات المفتوحة، كما يتكون من 4 مراحل، حيث إن المرحلة الأولى بدأ تنفيذها في 2020، وقد بدأ تسليمها بالفعل، أما المرحلة الثانية فبدأ تنفيذها في ديسمبر 2021، ليتم تسليمها في 2024، بينما المرحلة الثالثة بدأت في نوفمبر 2022 على أن يتم تسليمها في يونيو 2025.

وبالنسبة للمرحلة الرابعة فسوف يبدأ إنشاؤها في يونيو 2024، حيث من المستهدف تسليمها في عام 2027، وتبلغ عدد وحدات المشروع بالكامل 446 وحدة، وتصل المساحات الخضراء إلى نحو 286 ألف متر مربع، في حين تبلغ مساحة النادي الاجتماعي الرياضي 5 آلاف متر مربع، كما تصل المساحة البنائية للمناطق التجارية إلى 2751 مترًا مربعًا.

أما مشروع "VYE" فيقام على مساحة 464 فداناً بالشراكة مع هيئة المجتمعات العمرانية، على أول أرض تم تخصيصها في مدينة الشيخ زايد الجديدة، والتي تقع على مسافة 10 دقائق من مشروع "سوديك ويست"، ومن المستهدف لمشروع "VYE" أن يضم أكثر من 5 آلاف وحدة بعدد من الأحياء.

وأول هذه الأحياء هو "VYE" على مساحة 116.3 فدان، والحي الثاني هو "karmell" على 113.8 فدان، والثالث يقام على 153 فداناً، ويحتوي المشروع على نادٍ بمساحة 49.9 ألف متر مربع، وتقام المناطق التجارية على مساحة 150.8 ألف متر مربع، في حين تقام المناطق الخدمية على مساحة 81 فداناً.

ويجري العمل حالياً على تطوير 2139 وحدة من مشروع "VYE"، ويبدأ تسليم المراحل الأولى من المشروع خلال الربع الثاني من عام 2025، ويبلغ عدد الوحدات المخطط تسليمها بين عامي 2025 و2026، نحو 1991 وحدة.

ونتوجه هنا بجزيل الشكر والامتنان لجهود الدولة في تنمية غرب القاهرة، والتي كان أخرها تطوير مطار سفنكس الذي عظم من القيمة التنموية لغرب القاهرة وجعلها وجهة الكثير من العرب، وهذا ما سيرفع من معدل الإقبال على الوحدات السكنية والفنادق في هذه المنطقة.

جميع القطاعات اليوم تعمل على تعظيم مواردها من العملات الأجنبية، وكذلك "سوديك" اتجهت لتعظيم نشاطها السياحي، فما هي تفاصيل استثماراتكم في هذا القطاع الواعد؟

قطاع الضيافة والفندقة من القطاعات الهامة لتوفير النقد الأجنبي، وتعظيماً لمدخلات الشركة من العملات الأجنبية، فقد بدأت "سوديك" في الاهتمام بتطوير هذا القطاع، ولذلك اتجهنا لتوقيع الشراكة مع "نوبو" للضيافة، حيث يشمل إنشاء 4 فنادق فاخرة، منهما فندقان في الساحل الشمالي ومثلهما في غرب القاهرة، وتشمل جميعها 500 غرفة.

ويقع الفندق الأول في مشروع "June"، ويتكون من 180غرفة، بينما يقام الفندق الثاني في المشروع الجديد الواقع على 440 فداناً، وفي غرب القاهرة يقام أحد هذه الفنادق داخل مشروع سوديك ويست وقريباً سنكشف عن الشركة التي ستتولى إدارته ومشروع "The Estate Residence"، ويتكون من 169 غرفة، ويتيح الفندق للضيوف والمقيمين إمكانية الوصول بسهولة إلى المعالم السياحية والتراثية الشهيرة كالأهرامات.

ومن الممكن أن نستفيد من التسهيلات البنكية التي ستطرحها الدولة في المرحلة المقبلة لدعم القطاع السياحي، إذ نسعى بكل تأكيد لتحقيق أفضل القيم المضافة للقطاع السياحي في مصر، وبالتالي فالتسهيلات التي تطرحها الدولة مهمة للغاية، ومع دعمها للقطاع السياحي سوف تدعم أنشطة جميع الشركات العاملة في القطاع السياحي أيضاً.

لا شك أن ملف تصدير العقار من أهم القضايا المستهدفة لتوفير الموارد الدولارية، وبحكم تبعية الشركة إلى "الدار الإماراتية"، ما هي رؤيتكم وتحركاتكم في هذا الملف الحيوي المهم؟

نمتلك قاعدة ضخمة من العملاء في خارج مصر، وظهر ذلك جليًا خلال مشاركتنا في معرض "سيتي سكيب" بالمملكة العربية السعودية خلال 2023، حيث اتضح للجميع أننا لدينا قاعدة من العملاء ضخمة في السعودية، وبدأنا في التعاقد مع مسوقين عقاريين في المملكة لخدمة هذه الشريحة التي أظهرت إقبالاً كبيراً على مشروعات الشركة خلال المعرض..أما في الإمارات فلدينا ظهير قوي هناك بحكم أن 85.5% من الشركة مملوك لتحالف "الدار والقابضة ADQ" ، وبالتالي نمتلك قاعدة عملاء ضخمة في الإمارات ، إضافة إلى المصريين العاملين في الخارج، وبلغت نسبة مبيعات "سوديك" للمصريين العاملين في الخارج والأجانب نحو 15% من إجمالي مبيعات الشركة خلال 2023، ونستهدف زيادة هذه النسبة..والجدير بالذكر أن نسبة تكرار وتعدد اقتناء العملاء لوحدات "سوديك" بلغت 35% من إجمالي العملاء، حيث يفضلون شراء أكثر من وحدة في مختلف مشروعات الشركة، وهذه النسبة تؤكد على قوة العائد الرأسمالي والقيم المضافة التي تحققها وحدات "سوديك" لمالكيها على صعيد الاستخدام والاستثمار أيضاً.

مع هذا التفوق الكبير في السعودية والإمارات، كم تبلغ محفظة عملاء "سوديك" من العرب، ومع التعاقد مع مسوقين جدد في الخليج ما هي محفظة العملاء العرب المستهدفة لديكم؟

العميل العربي يبحث في المقام الأول عن المطور العقاري الذي يتملك المصداقية والثقة والتاريخ العريق، ونحن نتمتع بكل ذلك سواء من وجهة نظر المشترين الأفراد أو المؤسسات الاستثمارية في مختلف دول الخليج، وذلك بحكم تاريخنا الحافل بالإنجازات والمشروعات المتعددة منذ ما يقرب من 27 عاماً.

وحالياً تبلغ مبيعات "سوديك" إلى العملاء الأجانب والمقيمين بالخارج 15% من إجمالي مبيعاتها، ونهدف إلى زيادة هذه النسبة بشكل كبير خلال الفترة المقبلة وقد اتخذنا كافة الإجراءات والتحركات اللازمة لذلك، حيث نستعد لافتتاح فرع مبيعات للشركة في الإمارات خلال العام الحالي 2024.

لا شك أن التوسع خارج مصر وجذب الاستثمارات الأجنبية سواء لاقتناء العقار المصري أو لتنفيذ المشروعات بحاجة لمزيد من الحوافز، فما هي الحوافر الإضافية المطلوبة حالياً؟

وزارة الإسكان مشكورة استجابت للكثير من مطالبنا في الفترة الماضية، والتي كان أبرزها تثبيت سعر الفائدة على الأراضي عند 10% لمدة سنتين، وأيضًا مد الفترة الزمنية لمشروعات التطوير العقاري بنسبة 20%. . بينما المطلب الأبرز للمطورين حاليًا هو تذليل كافة العواقب للمساهمة في تصدير العقار، حيث نعمل دائماً على التنسيق مع الدولة في هذا الشأن عبر مجلس العقار المصري وغرفة التطوير العقاري ونأمل في تحقيق هذا المطلب في القريب العاجل.

وأرى أن مشروع رأس الحكمة سيكون الفرصة الأفضل لتحقيق مستهدف "تصدير العقار"، خاصة أن المشروع سيضم أسماء ضخمة لديها سيولة مالية كبيرة وقاعدة عملاء متنوعة وبالتالي فهذه الخطوة تساهم في جعل مصر على خارطة التطوير العالمي. ويجب الإشارة إلى أن جميع الدول التي حققت نتائج إيجابية في سوقها العقاري، استقدمت مستثمرين من الخارج، وأتوقع ارتفاع مبيعات السوق العقاري المصري في السنوات المقبلة مع إطلاق مشروع "رأس الحكمة"، لا سيما أن السوق يشهد إقبال الكثير من المستثمرين وبالتالي يتسع حجم السوق المصري بشكل واضح سواء على يد شركات مصرية أو أجنبية.

بالحديث عن ثبات سعر الفائدة على الأراضي، كيف تفكر "سوديك" في تعزيز مصادر تمويلها من مختلف الآليات التمويلية ولا سيما المصرفية، وما هي الآلية التي تفضلونها؟

التمويل من البنوك عنصر هام في العملية التمويلية لأي شركة عقارية، ولكن على مستوى "سوديك" لا نلجأ إليه إلا في حالة احتياجنا، واليوم في ظل امتلاكنا سيولة مالية كافية لتغطية مشروعاتنا فإننا لا نحتاج إلى التمويل المصرفي.

وقد تحوطنا جيداً وأسرعنا من وتيرة الإنشاءات في مختلف مشروعاتنا اعتماداً على السيولة المالية الناتجة عن مدفوعات العملاء، ورأس مال الشركة، والأصول التجارية التي تدر عوائد مستمرة للشركة، وهذا يغطي التكاليف المطلوبة حالياً.

ونحرص على اتباع مبدأ عدم اللجوء إلى التمويل المصرفي إلا مع الاحتياج فقط، والنموذج التمويلي الأفضل لدينا يعتمد على تمويل الوحدات المباعة بضمان شيكات العملاء، مع العلم أننا ندرس جميع الأدوات التمويلية المصرفية وغير المصرفية ونختار المناسب منها طبقاً للاحتياجات والظروف كل منها في حينه..وقد وقّعنا في نوفمبر الماضي عقد تسهيل ائتماني دوار مع البنك التجاري الدولي بقيمة 1.2 مليار جنيه، وتصل مدة التسهيل الائتماني إلى 7 سنوات مدعومة بمستحقات تمثل أقساطًا مستقبلية للوحدات التي تم تسليمها في مشروعات سوديك المختلفة، وهذا هو النموذج التمويلي المعتمد على شيكات العملاء الخاصة بالوحدات المباعة حيث تنخفض مخاطره وبالتالي تنخفض تكاليفه.

بما إن التدفقات المالية الواردة من العملاء هي الأهم في المعادلة المالية، فكم بلغت زيادة أسعار "سوديك" خلال 2023، وكيف كان الموقف العام لميزانية ونتائج أعمال الشركة؟

في ظل الظروف الاقتصادية الحالية أصبحت الزيادة السعرية أمراً لا بد منه لظروف خارجة عن إرادة المطور، وعلى مستوى "سوديك" لا توجد نسبة ثابتة للزيادة السعرية في مشروعاتنا، حيث إن كل مشروع يرتفع سعره بناء على التكلفة المطلوبة التي يحددها النسبة البنائية المحققة فعليًا في المشروع.

فعلى سبيل المثال فإن المشروع المنفّذ بنسبة 70%، يختلف تسعيره عن غيره من المشروعات ذات النسب التنفيذية الأقل لأنها بحاجة لشراء المزيد من مواد البناء بالأسعار الجديدة، وبناء على ذلك لدينا مشروعات ارتفعت أسعارها بنسبة 30% وأخرى بنسبة 50% وثالثة بنسبة 70% ورابعة بنسبة 100%، وذلك لأن التسعير يختلف باختلاف ظروف كل مشروع..نقطة هامة أخرى أود الإشارة إليها وهي أنه كلما كان السوق مستقر وسعر الدولار مستقر وحجم الطلب مرتفع كلما ارتفعت مبيعات الشركة، أما في حالة عدم استقرار السوق فهذا يدفعنا لاتباع سياسة تحفظية في البيع.

وحققنا خلال 8 أشهر فقط من 2023 مبيعات بلغت 30 مليار جنيه رغم قدرتنا على تحقيق مبيعات أكثر، لكنني لا نندفع وراء زيادة المبيعات دونما النظر لمختلف المعايير الأخرى حيث يجب الاهتمام أولاً بمستهدفات تسليم العميل في التوقيت المتفق عليه وبالجودة المطلوبة، وبالتالي فكل هذه العوامل لها تكاليف مختلفة. .وهكذا يجب أن تتناسب عقود التوريدات والمقاولات مع نسب المبيعات التعاقدية، ونستهدف توقيع عقود مقاولات تتخطى 10 مليارات جنيه خلال 2024 للإسراع في العملية التنفيذية بجميع مشروعاتنا، وذلك مقارنة بعقود مقاولات بلغت 6 مليارات جنيه في عام 2023.

وكشفت القوائم المالية المجمعة لشركة "سوديك" عن العام الماضي 2023، ارتفاع أرباح الشركة بنسبة 162.4% على أساس سنوي، حيث سجلت صافي ربح بقيمة 1.37 مليار جنيه خلال 2023، مقابل أرباح بلغت 525.15 مليون جنيه خلال 2022، وقد ارتفع إجمالي إيرادات الشركة إلى 10.32 مليار جنيه، مقابل 7.81 مليار جنيه خلال 2022.