قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والري، إن إثيوبيا مليئة بالمشاكل وعلى رأسها المشاكل الاقتصادية، وسد النهضة يحتاج إلى تمويل ضخم كان مقررا له نحو 4,8 مليار دولار عندما تم وضع حجر الأساس في 2011.
سد النهضة أصبح بلا فائدة
وأضاف شراقي، خلال حواره لصدى البلد أنه كان من المتوقع أن هذا الرقم يتعدى 8 مليارات دولار وبالفعل هذا ما حدث، وكان من المفترض أن تنتهي عمليات بناء سد النهضة في 2017 والآن نحن في 2024.
وتابع شراقي، أن رئيس الوزراء له تصريح الشهير منذ عدة سنوات، قال فيه إن كل سنة تأخير في بناء سد النهضة تكلف إثيوبيا مليار دولار زيادة.
وأكد شراقي، أن سد النهضة من المشروعات التي زادت التكاليف الخاصة بها وبالتالي اقتصاديا لا يعد مشروع اقتصادي لأن إثيوبيا تعدت الـ 8 مليارات دولار، كما أن اثيوبيا تعثرت منذ عدة شهور في سداد نحو 30 مليون دولار وهذا رقم زهيد بالنسبة لدولة .
إثيوبيا بها 80 مجموعة عرقية متقاتلة
ونوه شراقي، إلى أن الظروف الداخلية صعبة في اثيوبيا فنرى الحرب الأهلية وشاهدنا حرب إقليم تيجراى مع الحكومة الفدرالية في إثيوبيا والتي استمرت أكثر من عام، وهناك أيضا حروب قبلية داخل إثيوبيا شديدة للغاية لأن بها 80 مجموعة عرقية متقاتلة ومختلفة في اللغة وفي الدين وفي العادات وبالتالي بينهم صراعات كبيرة جدا.
وأوضح شراقي، أن تشغيل توربينات سد النهضة يعني إمرار المياه ولكن الهدف الأساسي من سد النهضة كما تعلن دائما الحكومة الإثيوبية هو توليد الكهرباء ولكن هناك تعثر شديد فالآن إثيوبيا تدخل عامها الخامس لتصل للتخزين الخامس الذي سيكون في الصيف هذا العام ولكن الأربعة تخزينات السابقة تكفى لتوليد كهرباء وكان يمكنهم فعل ذلك منذ أربعة سنوات، لكن لم يتم تركيب التوربينات إلا منذ عامين وتشغيلهم ضعيف للغاية لدرجة إن إثيوبيا اضطرت أن تفتح بوابتين ليس بهم توربينات لتصريف المياه وتخفيض مياه بحيرة سد النهضة حتى يجف الممر الأوسط وهذا الإجراء معناه إن إثيوبيا تخسر كمية المياه التي قامت بتخزينها في الأربع سنوات الماضية بدون أي فائدة.
وأشار شراقي، إلى أن ذلك معناه أن التوربينات الموجودة لا تعمل بشكل جيد لكنها اضطرت لخفض منسوب البحيرة ليبدأ الأعمال الهندسية، ومنذ حوالي شهر فقط وجدنا أن البوابتين التي بها التوربينات تعمل، لأن الفترة الحالية هي فترة جفاف والمياه التي تأتي إلى سد النهضة محدودة للغاية، فالتوربينات تستطيع تمرير المياه وتعمل بكميات قليلة ساعتين أو ثلاثة في اليوم .
وأكد أستاذ الموارد المائية والري، أن إثيوبيا لديها مشكلة كبيرة وليس لديها شركة كهرباء قوية تنقل كهرباء سد النهضة لكي توزعها على الاثيوبيين في الداخل، وبالتالي إثيوبيا الآن تبحث عن دول مجاوره لكي تشتري هذه الكهرباء بدلاً من بناء شبكة داخلية تكلفتها مليارات ، لكن دول الجوار وضعها سيء للغاية فنرى السودان أوضاعه صعبة وجيبوتي وإريتريا والصومال لديها مشاكل كبيرة فأصبح سد النهضة بلا فائدة.