بتكنولوجيا عالمية في الروبيكي .. تعرف على أضخم مشروع لإعادة القطن المصري لعرشه على مساحة 429 فدان


الثلاثاء 28 يوليو 2020 | 02:00 صباحاً
عبدالله محمود

أسس جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة، مشروعًا ضخمًا لصناعات الغزل والنسيج، بمنطقة الروبيكي الصناعية، في إطار توجهات الدولة المصرية لإحياء تلك الصناعات، وإعادة أمجاد صناعات القطن المصري على المستوى المحلي والعالمي، وتحقيق قيمة مضافة من القطن، بدلاً من تصديره كمادة خام، وإعادة استيراده مصنعا مرة أخرى.

ولأن القيادة السياسية وضعت قاعدة ألا تعلن عن أي مشروع إلا بعد الانتهاء من تشييده، ليكون الافتتاح إيذانًا بتشغيل وإنتاج فوري وليس حجر أساس وخطط مستقبلية، فاليوم نرى مشروعًا بدأ العمل فيه منذ قرابة ٣٠ شهرًا، وينفذ داخل المنطقة الصناعية بمدينة الروبيكي ، وعلى مساحة 4٢٩ فدانًا مخصصة لشركة الغزل النسيج في الروبيكي كمنطقة استثمارية خاصة، تم استغلال 5٠٪ منها فقط في صناعات الغزل والنسيج، وسيكون هناك مراحل أخرى سواء في الروبيكي ، أو في مدينة السادات.

وأكد اللواء مهندس كامل هلال، رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية، المنفذة لمشروع، إن مصر مُقبلة خلال الفترة المقبلة على "نهضة كبيرة وصحوة مهمة" في مجال من صناعات الغزل والنسيج تستعيد بها أمجاد الماضي، موضحًا أن هناك اهتماما كبيرا من الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بهذا الملف الهام.

وأضاف المهندس كامل هلال، خلال لقائه بالمحررين العسكريين قبيل الافتتاح الرسمي، أن المشروع في مراحله الأولى يوفر ١٣5٠ فرصة عمل كعمالة مباشرة، وقرابة ١٢ ألف فرصة عمل كعمالة مباشرة.

وأوضح رئيس «الوطنية للتطوير والتنمية الصناعية»، أن هناك دراسات جدوى واسعة أعدت للمشروع الضخم قبل تنفيذه، وانتهت لتنفيذ 6 مصانع، أحدها للغزل الرفيع، وآخر للسميك، ومصنع لتحضيرات النسيج، وآخر للنسيج المستطيل، ومصنع للنسيج الدائرية ومصبغة عالمية.

وأشار هلال، إلى أن المشروع يهدف لتحقيق قيمة مضافة للقطن المصري، بدلا من تصديره في شكل خام، موضحا أن الدراسات تلفت للقيمة المضافة الكبيرة للتصنيع بدلا من التصدير في شكل خام.

ولفت هلال، إلى أنه لو صنع القطن في شكل غزل، فإنك تحقق 5٠٪ قيمة مضافة له، ولو صنع كقماش «تريكو» تكون قيمته المضافة ١6٠٪، أما لو صنع في شكل منتج نهائي مثل «تي شرت»، فإن القيمة المضافة المحققة في تصنيع القطن تكون 47١٪.

وقال هلال، إن القطن المصري كان يصدر للخارج، ويعود لنا بعد تصنيعه بأضعاف سعره، موضحًا أن خطة الدولة لإحياء صناعات الغزل والنسيج سيحقق أقصى استفادة ممكنة من التصنيع المحلي للقطن، وسيجذب شركات عالمية للعمل في صناعات الغزل والنسيج بمصر.

وأوضح رئيس الشركة الوطنية للتطوير والتنمية الصناعية، أن المصانع الستة لها طاقات إنتاجية كبرى، ففي مثلا صناعات الغزل الرفيع تبلغ الطاقة الإنتاجية 4.5 طن في اليوم، والغزل السميك ٩ أطنان، مصنع تحضيرات النسيج تبلغ طاقته الإنتاجية 6٠ ألف متر طولي في اليوم، ومصنع للنسيج المستطيل طاقته ٣٠ ألف متر طولي في اليوم، والنسيج الدائري ١٠ أطنان، فيما أن المصبغة العالمية طاقتها المخططة ١٠٠ ألف متر، ولكن تم البدء بـ ٣٠ ألف متر باليوم، وكذلك إمكانيات الطباعة على ٣٠ ألف طن في اليوم.

وشدد على وجود تنسيق شامل وكامل بين القوات المسلحة ووزارة قطاع الأعمال العام، والشركة القابضة للغزل والنسيج، ووزارة التجارة والصناعة، وهيئة الاستثمار في كافة المجالات.

وأشار إلى أن تعاون شركته يمتد إلى وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، مشيرًا إلى أنه سيتم إبرام تعاقدات مع المزارعين لتوريد للقطن في الفترة المقبلة، موضحا أن الفترة الماضية شهدت تراجع في زراعة القطن من أكثر من ٢ مليون فدان، حتى ٢٢٨ ألف فدان قطن مزروع، والفترة المقبلة عقب مشروعات تصنيع القطن ستزداد تلك الكمية المزروعة تدريجيا.

وشدد على أن القوات المسلحة لا تهدف بتلك المشروعات منافسة القطاع العام أو الخاص، ولكن إحداث توازن في السوق المحلية، والمساهمة في خطة الدولة للنهوض بصناعات الغزل والنسيج، لافتًا إلى أن المدير التنفيذي للمشروع، وكافة العاملين من المدنيين وليس العسكريين.

وأوضح أن المشروع في مراحله الأولى يوفر ١٣5٠ فرصة عمل كعمالة مباشرة، وقرابة ١٢ ألف فرصة عمل كعمالة مباشرة، مشيرًا إلى أن المشروع يحقق أقصى استفادة ممكنة من كل عام، وتنفذ خطة حوكمة كاملة للمنتجات، لافتا إلى أن نسبة الاداريين بالمشروع أقل من 7٪ من العمالة.

من جهته أكد المهندس سعيد حماد المدير التنفيذي للشركة الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية أن إدارة المشروع حريصة تمامًا على تطبيق الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا المستجد «كوفيد ١٩».

وشدد على أنه تمت الاستعانة بأحدث المستويات التكنولوجية العالمية في مختلف مشروعات الغزل والنسيج، ومنها تكنولوجيات ألمانية، وسويسرية، وإيطالية، وإسبانية، مضيفًا: «وكل منها أعلى تكنولوجيا في تخصصه».

وأشار إلى أنه سيتم افتتاح مصانع أخرى بالمنطقة الاستثمارية في مدينة الروبيكي خلال شهر أكتوبر المقبل، منه مصنع المشغولات المعدنية، وآخر للخشبية، كما سيتم افتتاح مصنع للمعدات الواقية، مشيرا إلى أنه سيتم تصدير منتجات للخارج.

وشدد على أن هناك تعاونا مع خبرات عالمية ناجحة في مجال مشروعات الغزل والنسيج بهدف النهوض بتلك الصناعة، كما أن هناك تعاون مع جامعات مصرية في مجال أبحاث الغزل والنسيج، والتدريب.

وأوضح أن فرص العمل في المشروعات المختلفة التي يعمل عليها جهاز مشروعات الخدمة الوطنية تعلن بكل شفافية، لكن هناك اشتراطات في المقبولين للعمل، منها أن يتمتعوا بلياقة بدنية جيدة، ومؤهل، بالإضافة لاختبارات فنية ونفسية.