بين أزقة منطقة وسط البلد الضيقة وأبنيتها التاريخية، يقبع مقر وزارة الداخلية السابق بلاظوغلى، مبنى عملاق يمتد تاريخ إنشائه لأكثر من 150 عاما، وذلك عندما أصدر والى مصر محمد سعيد باشا عام 1857 أمر برفع ثلاثة دواوين إلى مستوى النظارة وهى "الداخلية - والجهادية - والمالية" وعين ناظرا لكل منها، ليتم وقتها إنشاء المبنى فى منطقة لاظوغلى، قبل أن يتحول إلى "وزارة".
المبنى الضخم الذي يمثل حقبة تاريخية، ينتظر التحول إلى وجهة جديدة ومتطورة، وذلك عقب إعلان صندوق مصر السيادي عبر صندوقه الفرعي للاستثمار العقاري "صندوق مصر الفرعي للسياحة والاستثمار العقاري وتطوير الآثار" عن توقيع عقد تطوير المبنى مع الشركة اليونانية الفائزة بعد منافسة مع شركات إماراتية وسعودية، والتي تقوم بتحويل المقر إلى فرع لجامعة فرنسية وفندق 3 نجوم تديره أحد أشهر العلامات الفندقية في العالم وبتصميمات يعكف على تنفيذها مكتب بريطاني شهير، الأمر الذي يشير إلى بداية رحلة تحول تاريخية.
في قلب منطقة وسط البلد، التي تعد حجر الزاوية في الهوية المصرية، تنبعث طاقة الإبداع والتجديد، تم تصميم خطة تطوير المشروع بعناية فائقة، تهدف إلى تحويل هذا المقر التاريخي إلى منطقة متعددة الاستخدامات، تعكس روح الابتكار وريادة الأعمال وتلبي أفضل المعايير العالمية.
ومن خلال الشراكة الاستراتيجية مع شركة A Developments، الخبيرة في مجال التنمية الحضارية والاستخدام التطويري، تأتي الفرصة لتحقيق رؤية فريدة.
القلب النابض للمشروع يضم محلاتٍ تجارية، ومكاتب إدارية، وحتى فرعًا لجامعة ايباج الفرنسية المتخصصة في إدارة الأعمال، ويتضمن المشروع مركزًا عالميًا لخدمات التعهيد، فضلًا عن فندق يتمتع بتصنيف 3 نجوم وشقق فندقية يديرها أحد أبرز سلاسل الفنادق العالمية.
قبل بداية عملية طرح المشروع، أُعيدت صياغة رؤية وخطة التطوير باستناد إلى نتائج الدراسات المتأنية التي أجراها صندوق مصر السيادي، حيث يأتي المشروع ليضفي حياة جديدة على هذا المبنى التاريخي ويُضيء في الظلام الضيق لمنطقة وسط البلد.
وفي إطار الابتكار، يُسهم المشروع في خدمة رواد الأعمال والمبتكرين، مما يعزز قطاع الشركات الناشئة ويدعم قطاع السياحة، إذ يُقدم المشروع بالشراكة مع جامعة ايباج الفرنسية، خدمات تعليمية فريدة، مع تأكيد رؤية الدولة في إعادة إحياء وسط البلد وتحويلها إلى مركز حيوي يجذب الشباب والسياح.
وجاء توقيع العقد بفضل شركة A Developments، التي حققت فوزًا في عملية الطرح التنافسية التي أُطلقتها الصندوق في إبريل الماضي، إذ يأتي فوزها نتيجة خبرتها الفعّالة في مجال التنمية الحضارية والاستخدام التطويري، وهي الخبرة التي جعلتها الشريك المثالي لتحقيق هذا التحول التاريخي.
يظهر صندوق مصر السيادي من خلال هذا المشروع قوته في عقد الشراكات مع خبراء ومتخصصين عالميين، مما يسهم في نجاح عملية إعادة استخدام وتحويل المباني التاريخية، وإعادة استغلال هذه الأصول العقارية الحكومية وتحويلها إلى مشاريع متعدد الاستخدامات، تعكس رؤية مستقبلية لقلب منطقة وسط البلد.
وأكد مجدي قصبجي رئيس مجلس إدارة شركة A Developments، على أهمية دور صندوق مصر السيادي، حيث يسهم في إعادة استخدام الأصول الحكومية وتحقيق عوائد اقتصادية مستدامة، ويعتبر المشروع جزءًا من جهود الحفاظ على الأصول الوطنية وتحقيق التنمية بالتعاون مع القطاع الخاص.
من جانبه، أشار أيمن سليمان، الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي، إلى أهمية تحقيق رؤية الصندوق في إحياء وسط البلد وجعلها مركزًا للإبداع والابتكار والتكنولوجيا.
ويأتي هذا المشروع كخطوة أخرى في سياق الاستراتيجية الاستثمارية للصندوق، التي تستهدف الحفاظ على الأصول الحكومية وتحقيق عائد مالي مستدام بالتعاون مع الخبرات الخاصة.
من جهته، أوضح المهندس أحمد عثمان، الرئيس التنفيذي لشركة A Developments، أنهم قاموا بدراسة مكونات المشروع بعناية والتعاون مع مكتب BDP البريطاني لتصميم المشروع وتنفيذ التصاميم المعمارية. سيكون المشروع مُبنيًا وفقًا لأعلى معايير الاستدامة وكفاءة الطاقة، ويضمن الإدارة الفعّالة للمشروع بواسطة شركة كروم لإدارة المشروعات.
نموذج الشراكة بين صندوق مصر السيادي وشركة A Developments يعتمد على تأجير مجمع وزارة الداخلية السابق من قبل الصندوق إلى الشركة، مع تحديد إيجار ثابت وحصة من إيرادات المشروع.
وسيتم ضخ استثمارات تبلغ قيمتها 800 مليون جنيه من قبل شركة A Developments لتطوير المجمع وتأجيره، إذ يشمل المشروع عدة مراحل، ويتطلع المشروع إلى إعادة الحياة إلى هذا المبنى التاريخي وتحقيق التحول الطموح للمنطقة التاريخية في وسط القاهرة.