بعد تهيئة الأوضاع ماليا.. مصادر تكشف موعد تعويم الجنيه المصري


السبت 02 مارس 2024 | 01:24 مساءً
الدولار والجنيه المصري
الدولار والجنيه المصري
العقارية

كشفت مصادر مطلعة إن موعد تعويم الجنيه المصري بات قريبا جدا، موضحة أنه يجري ترتيب الأمور لتهيئة الأوضاع ماليا، تمهيدا لاتخاذ قرار التعويم.

وتسلمت الحكومة، أمس الجمعة، 5 مليارات دولار أخرى من الدفعة الأولى لصفقة الشراكة الاستثمارية مع دولة الإمارات العربية المتحدة، بشأن مشروع تطوير وتنمية مدينة "رأس الحكمة" على الساحل الشمالي الغربي لمصر، وذلك وفقا للمتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، المستشار محمد الحمصاني.

تعويم الجنيه المصري

وذكرت المصادر في تصريحات صحفية أن فروعا تابعة للبنوك المصرية بدأت الأسبوع الماضي رفع مستويات الموافقة على فتح الاعتمادات المستندية للمستوردين بنسب تصل إلى 15%، في مؤشر على بدء انفراج أزمة الدولار التي يعاني منها الاقتصاد المصري.

وقالت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي: "تم حل القضايا الأساسية فيما ما يخص بمراجعة برنامج قرض الصندوق مع مصر ونتوقع الاتفاق في غضون أسابيع"، بحسب ما ذكرته في مقابلة مع وكالة رويترز.

وأضافت، أن الصندوق سيزيد على الأرجح حجم البرنامج لمصر بسبب الصدمات الخارجية، واصفة المحادثات مع الحكومة المصرية بأنها "بناءة للغاية"، مردفة: "نريد أن نمهلهم الوقت لاتخاذ قرارات تتعلق بالسياسة النقدية".

وذكرت أن أغلب التأثير المباشر للحرب في غزة على مصر يتمثل في خفض حركة المرور في قناة السويس بنسبة 55- 60%، مؤكدة أن استقرار مصر مهم للشرق الأوسط بأسره.

سعر الدولار في مصر

وبلغ سعر صرف الدولار في السوق الرسمية نحو 30.9 جنيه، فإن سعر الجنيه ارتفع في السوق الموازية بنسبة 8% ليتراوح سعر الدولار بين 48 و50 جنيها حتى ساعات متأخرة من يوم الخميس، مقابل مستويات فوق 60 جنيها قبل صفقة رأس الحكمة.

وكان بنك جي بي مورغان، قد توقع أن يرتفع سعر صرف الجنيه المصري ليتراوح سعر الدولار بين 45 و50 جنيهاً، بعد الصفقة المبرمة بين مصر والإمارات بشأن مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة.

ورجح أن يكون الانخفاض مصحوبا بنسبة زيادة في سعر الفائدة 2% لتصل إلى 23.5%.

ويرى بنك "غولدمان ساكس"، أن إعلان اتفاق مصر حول برنامجها الموسع مع صندوق النقد الدولي يبدو وشيكاً، على الرغم من أن صفقة الإمارات للاستثمار في مشروع رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار على مدى الشهرين يقلل حاجة مصر الفورية إلى حزمة تمويل من صندوق النقد الدولي.

كان "غولدمان ساكس" قد التقى مسؤولين في الحكومة المصرية ومحللين خلال زيارة مطلع الأسبوع الجاري بصحبة مستثمرين.

توقعات بنك غولدمان ساكس

وقال "غولدمان ساكس" في مذكرة صدرت، الثلاثاء الماضي، إنه سمع من مسؤولين أن السلطات لا تزال تسعى إلى الانتهاء من برنامج جديد ضخم مع صندوق النقد الدولي، ومن المتوقع الإعلان عن اتفاقية على مستوى الموظفين في الأيام المقبلة.

وتظل السلطات المصرية ملتزمة بالركائز الأساسية للبرنامج الاقتصادي، بما في ذلك (1) تعزيز الاستدامة المالية؛ (2) الانتقال إلى نظام سعر صرف أكثر مرونة و (3) تعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد. وقد تم بالفعل اعتماد بعض التدابير لدعم أهداف البرنامج، بما في ذلك التباطؤ المعلن في إنفاق المشاريع القومية والدمج المخطط لـ 57 هيئة اقتصادية إضافية ضمن إطار ميزانية الحكومة العامة على مدى السنوات الخمس المقبلة.

وتوقع "غولدمان ساكس" المزيد من هذه التدابير، بما في ذلك الأهداف المالية الجديدة الأكثر صرامة، والتي سيتم الكشف عن تفاصيلها مع الإعلان عن حزمة صندوق النقد الدولي.

موعد تخفيض الجنيه المصري

وتوقع بنك غولدمان ساكس، أن يتم تخفيض قيمة الجنيه المصري قبل اتفاق صندوق النقد الدولي، فيما سيقوم الصندوق برصد الامتثال المستمر لهذا المطلب باستخدام 3 مقاييس؛ عدم وجود علاوة في السوق الموازية، وعدم وجود تراكم لطلبات العملات الأجنبية، وحجم نشاط السوق بين البنوك.

وفيما لم يحدد صندوق النقد مستوى معينا لخفض قيمة الجنيه، إلا أن "غولدمان ساكس" توقع أن ينخفض إلى مستوى 45 إلى 50 جنيها، متماشياً مع الأسعار الحالية في السوق الموازية، مع وجود مخاطر من تجاوز هذه المستويات بشكل كبير بسبب سيولة العملات الأجنبية المتاحة لدى البنك المركزي.