المصريون ينفقون 322 مليون دولار على المضادات الحيوية سنوياً


الخميس 04 يناير 2024 | 12:33 مساءً
المضادات الحيوية
المضادات الحيوية
أحمد رجب

أنفق المصريون أكثر من 2.5 مليار جنيه على 3 مضادات حيوية فقط خلال الفترة من سبتمبر 2022 إلى سبتمبر 2023، بحسب بيانات صادرة عن مؤسسة "آي كيوفيا" المعنية برصد مبيعات سوق الدواء المصرية، تعادل 2% من إجمالي مبيعات الدواء في مصر والتي تجاوزت 142 مليار جنيه خلال الفترة.

أظهرت تصدر مستحضر "أوجمنتين"، الذي تنتجه شركة غلاكسو سميثكلاين البريطانية (GSK)، قائمة المضادات الحيوية الأعلى استهلاكاً في مصر بمبيعات قيمتها 1.1 مليار جنيه خلال عام كامل.

في المركز الثاني جاء مستحضر "هاي بيوتك" الذي تنتجه شركة آمون فارما التابعة للقابضة الإماراتية (ADQ)، بمبيعات قيمتها 888.9 مليون جنيه، متفوقاً على المضاد الحيوي "سيفوتاكس" الذي تنتجه شركة "إيبيكو للأدوية" إحدى شركات أكديما للأدوية التابعة لوزارة الصحة المصرية بمبيعات قيمتها 561.5 مليون جنيه.

من جانبه، قال محفوظ رمزي، رئيس لجنة التصنيع الدوائي بنقابة صيادلة القاهرة، إن مصر تصنّف ضمن الدول الأعلى استهلاكاً للمضادات الحيوية في العالم بحجم مبيعات يتجاوز 10 مليارات جنيه سنوياً أو ما يعادل 322 مليون دولار.

وأكد رمزي: "هناك سوء استخدام للمضادات الحيوية في مصر من بعض المرضى والأطباء على حد سواء.. بعض المرضى يطالبون الأطباء بكتابة مضادات حيوية مع العلاج الأساسي دون داعٍ.. وهناك قلة من الأطباء يكتبون مضادات حيوية بعينها كنوع من الدعاية للشركات دون الحاجة الفعلية لاستخدامها للاستفادة من عروض الترويج التي تقدمها الشركات المصنّعة لهم".

وأضاف رمزي: "الوعي مهم جداً للسيطرة على سوء استخدام المضادات الحيوية.. يجب أن يدرك المستهلك خطورة هذا الأمر، وعلى وزارة الصحة المصرية أن تعمل على ترشيد استخدام المضادات الحيوية.. مطلوب مدونة أخلاقيات للممارسة الطبية في مصر وكتابة المضادات الحيوية بالاسم العلمي وليس التجاري".

وأوضح رمزي: "مع كتابة المضادات الحيوية بالاسم العلمي سيتوقف بعض الأطباء عن وصفها للمرضى عند عدم الحاجة الفعلية لها"، مضيفا: "تستخدم المضادات الحيوية (Antibiotics) لقتل البكتيريا أو إبطاء نموها وتكاثرها، ويجب منع استخدامها لعلاج الأمراض التي تنشأ عن العدوى الفيروسية، مثل الإنفلونزا ونزلات البرد".

وتقسّم المضادات الحيوية إلى عدة أنواع، حيث يعمل كل نوع منها على قتل البكتيريا بآلية مختلفة عن الأنواع الاخرى، ولا يمكن أن يستخدم نوع واحد من المضادات الحيوية لقتل جميع أنواع البكتيريا.

أخطر من كوفيد

قال إسلام عنان، الرئيس التنفيذي لشركة «أكسيت» المصرية لأبحاث الدواء والصحة، إن هناك 1.5 مليون حالة وفاة سنوياً في العالم بسبب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، وإن عدم الإسراع بتغيير سياسات استخدام المضادات الحيوية على مستوى العالم ستصبح تلك البكتيريا مثل السرطان وستتسبب في حالات وفاة تتجاوز 10 ملايين سنوياً.

وأضاف عنان: "خلق الوعي في المدارس للأجيال الجديدة بأن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية قادرة على أن تودي بحياة الناس أكثر من كوفيد-19 الذي تسبب في وفاة أكثر من 6 ملايين شخص في العالم.. وإذا استمر الوضع الحالي دون تغيير في السياسات المتبعة سنتجاوز هذا الرقم بسبب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية".

وأكد عنان: "هناك عدم ترشيد في استهلاك المضادات الحيوية في مصر من الأطباء والصيادلة والمواطنين أنفسهم.. ولا توجد قوانين تمنع صرف المضادات الحيوية دون (وصفة طبية)".

وأردف عنان: "بعض الأطباء والصيادلة لا يتمتعون بالوعي الكافي بخطورة المضادات الحيوية.. فمنهم من يستسهل كتابة المستحضرات القوية لسرعة علاج البكتيريا البسيطة.. وآخرون يصفونها لحالات نزلات البرد دون مبرر.. هناك استخدام أكثر من اللازم من جميع الأطراف".

وحدد عنان، عدة ضوابط لتحجيم خطورة استخدام المضادات الحيوية في مصر، تشمل منع صرف المضادات الحيوية في الصيدليات بدون "وصفة طبية مختومة وموثقة من الأطباء"، بجانب تغيير البروتوكولات العلاجية الخاصة باستخدام المضادات الحيوية في المستشفيات كل فترة، فضلاً عن زيادة التوعية للمواطنين بخطورة سوء استخدام المضادات الحيوية.

واختتم الرئيس التنفيذي لشركة «أكسيت» المصرية لأبحاث الدواء والصحة: "هناك تخوف عند بعض الشركات المنتجة للمضادات الحيوية من تأثر مبيعاتهم عند ترشيد استخدام المضادات الحيوية.. هذا الحديث في غير محله.. جميع الشركات ستخسر بالفعل إذا فقدت المضادات الحيوية التي تنتجها القدرة على مقاومة البكتيريا، لكن الترشيد سيساعد على استمرار مكاسب الشركات على المدى الطويل".