ارتفاعات متتالية وقفزات جنونية شهدها المعدن الأصفر عالميًا ومحليًا، مما جعل من اقتنائه أمر صعب على كثير من شرائح المجتمع وراغبي الادخار أو الزينة، بما دفع المدخرين للاتجاه إلى الفضة التي أثبتت قدراتها على الارتفاع المستمر بالتوازي مع ارتفاعات الذهب خلال عام 2023.
البورصات العالمية
وأظهرت البورصات العالمية تحركات سعرية وزيادات ضخمة في نسب الإقبال على كلٍ من الفضة والنحاس كمعادن لإدخار الأموال بعيدًا عن المخاطرة في العملات العالمية التي تواجه تذبذبات هائلة بسبب التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية.
الفضة
وقال الدكتور مصطفي بدرة الخبير الاقتصادي، إن الفضة تُعد أفضل طرق الاستثمار والتحوط، وبالفعل بدأ يتجه إليها العديد من الأفراد في الأسواق العالمية.
الاستثمار في الفضة
وأوضح بدرة في تصريحات خاصة لـ "العقارية" أن ثقافة الاستثمار في الفضة لم تنتشر بعد في مصر، منوهًا إلى أن الفضة شهدت ارتفاعًا محلوظاً في البورصة العالمية بنحو 70% على مدار 2023، متوقعًا أن تشهد الفضة زيادات أخرى في العام المُقبل 2024، نظرًا لبدء التوجه إليها وكثرة الطلب.
الذهب والفضة
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن الذهب والفضة يضمنان نفس العوائد الاستثمارية ولكن على المدى البعيد، منوهًا أن اختيار الأفراد بينهما أو تفضيل أحدهما على الأخر يرجع إلى ثلاث عوامل رئيسية وهي المبلغ المالي المُراد استثماره، والرغبة الاستثمارية والأذواق في الادخار.
العملات العالمية
وفي شأن النحاس، أكد بدرة أنه كل ماهو معدن يُعد استثمارًا وطريقاً معروفاً للتحوط، يتجه إليه الكثير من المستثمرين حول العالم للتحوط من مخاوف تقلب العملات العالمية التي لم تعد مدعومة سوى بمزيد من الرفع لأسعار الفائدة المقررة عليها.
النحاس
ونوه إلى أن النحاس لا يُمثل استثمار جيد للأفراد ولا يتماشى مع ثقافاتهم الاستثمارية وأبجديات ادخارهم للأموال، وإنما يتوجه إلي النحاس العديد من الدول والمؤسسات العالمية.
أسعار الفضة
وأكد محمد جاب الله الخبير الاقتصادي، أن أسعار الفضة ستشهد تحرًكا في البورصة العالمية خلال الفترة المُقبلة، نظرًا لارتفاع حالات التضخم العالمية، بالإضافة إلى كثرة الطلب عالميًا على الفضة، منوهًا إلى أن الذهب يُعد الغطاء النقدي الأول للبنوك المركزية العالمية، بينما الفضة تشهد إقبالاً أكبر من الأفراد.
الفضة
ولفت جاب الله إلى أن الفضة كاستثمار أو أداة للتحوط ضد التضخم من الطبيعي أن يتجه إليها المستثمرون وستشهد إقبالًا وتحركات سعرية خلال الفترة المُقبلة محليًا أيضًا بالتبعية للسوق العالمي.
ارتفاع أسعار الذهب
وقال الخواجة مجدي نسيم، عضو شعبة المعادن وأحد تجار الفضة في مصر، إن ارتفاع أسعار الذهب خلق فرص استثمارية جديدة لكثير من المعادن الأخرى وعلى رأسها الفضة، وأصبح الأفراد ينظرون إليها كطرق استثمارية جديدة لادخار الأموال وحفظها.
ونوه نسيم في تصريحات خاصة لـ"العقارية" إلى أن الذهب والفضة مرتبطان بتداولات البورصة العالمية، وعند صعود الذهب يتبعه تحرك سعري للفضة، منوهًا إلى أنه بعد قرار الفيدرلي الأمريكي بتثبيت أسعار الفائدة، ارتفعت أسعار الذهب والتي يتبعها بطبيعة الحال صعود أسعار الفضة.
وأشار إلى أن السبائك الفضة وزن 1000 جرام افضل طرق الاستثمار وتضمن ربح أكبر، متابعًا: في حال الإدخار في السبائك الفضة يجب شراء الأوزان فيما فوق الـ250 جرام حتى لا تندرج ضمن المشغولات ولا يُطبق عليها قيمة مضافة، بما لا يقلص هامش الربح لدى المُستهلك والمُستثمر.
الخواجة مجدي نسيم
وأكد أن الأفراد يتجهون إلى خام الذهب والفضة لحفظ مدخراتهم المالية ضد الأزمات والتصدي لحالات التضخم، نظرًا لسهولة التعامل بها وتبديلها أمام جميع العملات العالمية وتُعد أفضل طرق التعامل مقارنة بالعملة الورقية، بالإضافة إلى استمرار الطلب عليهما بالبورصات والأسواق الدولية.
وكشف أن السعر العالمي للفضة شهد ارتفاعاً على مدار العام بنحو 43%، موضحًا أن جرام الفضة سجل سعره في البورصة العالمي خلال العام الماضي ما بين 16 و18 دولاراً، بينما وصل سعر الجرام حاليًا إلى 23 دولاراً.
وأضاف نسيم في تصريحات خاصة لـ«العقارية» أن الفترة المُقبلة قد تشهد تحركًا جديدًا في أسعار الفضة، نظراً لارتفاع معدلات التضخم بالإضافة إلى خفض قمية كثير من العملات على المستوى العالمي والمحلي، متوقعًا أن الفضة ستشهد في الفترات المُقبلة إقبالًا أكثر من الوقت الحالي.