كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، اليوم الخميس، موعد تدفق المياه من السدود الإثيوبية نحو السد العالي، بعد فشل الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا.
وقال شراقي، على صفحته الشخصية بـ"فيسبوك": "تتدفق المياه من السدود الإثيوبية والسودانية نحو السد العالي مع عيد النصر 23 ديسمبر 2023".
وأضاف شراقي: "بدأت مصر في إنشاء سد أسوان عام 1899، ووضع حجر الأساس الخديوي عباس حلمي الثاني وافتتحه عام 1902 بسعة تخزينية قدرها مليار م3 فقط، وتم تعليته مرتين عام 1912 ثم 1934 ليقوم بتخزين حوالى 5 مليارات م3، ولم يحقق الهدف المنشود منه نظرًا لأن متوسط الإيراد السنوي 84 مليار م3، وعندما قامت ثورة يوليو 1952 فكرت الحكومة المصرية في رفع السد للمرة الثالثة أو بناء سد جديد في مصر أو خارجها، وكانت هناك أفكار مشروعات عديدة للتخزين القرنى في البحيرات الاستوائية أو فى السودان، واستقر رأى عبد الناصر على مشروع السد العالي على بعد 7 كم جنوب سد أسوان القديم حتي يكون تحت سيطرة مصر ولاتصبح مصر رهينة لمشروعات مائية موجودة خارجها".
وتابع شراقي: "تم الاتفاق بين مصر والبنك الدولى والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في 8 فبراير 1956 على تمويل السد العالى بتكلفه قدرها حوالي 1.3 مليار دولار أمريكى (650 مليون جنيه مصري في ذلك الوقت)، إلا أن أمريكا قررت الانسحاب من تمويل المشروع في 19 يوليو 1956، وتلاها بالطبع البنك الدولى برفض تقديم الدعم المتفق عليه، مما دفع عبد الناصر ردًّا على الموقف الأمريكي لاتخاذ قرار تأميم قناة السويس يوم 21 يوليو 1956 (بعد يومين فقط من القرار الأمريكي). ثارت أمريكا وبريطانيا وفرنسا لقرار التأميم وتوعدوا وهددوا وحاصرو مصر اقتصاديًا ومنعوا تصدير السلاح لمصر، وطالب المندوب السامى البريطاني في مصر سابقًا باحتلال مصر وقطع مياه النيل ووضع قناة السويس تحت إشراف الأمم المتحدة".
واستطرد شراقي: "رغم اعتراض أمريكا على الحل العسكري، قررت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل شن حربًا على مصر فى 31 أكتوبر 1956، غير أن هذا العدوان الثلاثى قد فشل بسبب شدة المقاومة المصرية التى التحمت مع الجيش ضد العدوان. وكانت النتيجة انسحاب القوات البريطانية والفرنسية من بورسعيد يوم 23 ديسمبر 1956".
وواصل شراقي، حديثه عن السد العالي قائلًا: "يأتي يوم النصر والسد العالي في أفضل حالاته حافظًا لمصر أمنها المائى على مدار حوالى 60 عامًا، وموفرًا الاحتياجات المائية للشعب المصري، وحافظها من الفيضانات والجفاف، ومنقذها من سد النهضة فى السنوات الأخيرة، ويظل شامخا مستقبلا المياه من سد النهضة والسدود السودانية".
واختتم شراقي: "تحية للجيش والشرطة وأهل مدن القناة والرئيس عبد الناصر فى يوم عيد النصر حفظ الله مصر وسدها العالي".
وانتهى مساء يوم الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠٢٣، في أديس أبابا الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، الذي سبق إطلاقه في إطار توافق الدول الثلاث على الإسراع بالانتهاء من الاتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد في ظرف أربعة أشهر.
ولم يسفر الاجتماع عن أي نتيجة لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث، وتمادي إثيوبيا في النكوص عما تم التوصل له من تفاهمات ملبية لمصالحها المعلنة.
كما بات واضحًا عزم الجانب الإثيوبي على الاستمرار في استغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع على الأرض، والتفاوض بغرض استخلاص صك موافقة من دولتي المصب على التحكم الإثيوبي المطلق في النيل الأزرق بمعزل عن القانون الدولي.
على ضوء هذه المواقف الإثيوبية تكون المسارات التفاوضية قد انتهت. هذا، وتؤكد جمهورية مصر العربية أنها سوف تراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وأن مصر تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حالة تعرضه للضرر.