بدأت جولة جديدة من الانتخابات الرئاسية في تركيا، صباح اليوم الأحد 28 مايو 2023، لحسم الفائز بمنصب رئيس البلاد بين كل من رجب طيب أردوغان، وكمال كليتشدار أوغلو، حيث تشهد جولة الإعادة بين المرشحين منافسة حامية الوطيس.
وتسير العملية الانتخابية بدون أي مشاكل حتى الآن، وهذا ما أكده وزير الداخلية التركي، قائلا إنه لم "يسجل أي خرق أمني، وأن القوات الأمنية على أهبة الاستعداد".
منافسة قوية بين أردوغان وأغلو
وأظهر استطلاع أجراه مركز "أوزدمير" أن نحو 54 % من أصوات الناخبين مستعدون لدعم أردوغان، بينما سيدعم أكثر من 46% كليتشدار أوغلو.
كما أظهر استطلاع آخر أجراه مركز دراسة الرأي العام "إيفيم" أن أردوغان سيحصل على نحو 54% من الأصوات، بينما سيحصل كليتشدار أوغلو على 46%، ويحق لأكثر من 64 مليون تركي التصويت في ما يقرب من 192 ألف مركز للاقتراع.
وتحدى أردوغان 69 عاما استطلاعات الرأي وحقق تقدما مريحا بخمس نقاط على منافسه كمال كليتشدار في الجولة الأولى في 14 مايو لكنه فشل في الحصول على نسبة 50% المطلوبة لحسم الجولة الأولى.
وأدى أداء أردوغان القوي بشكل غير متوقع وسط أزمة غلاء معيشية عميقة، وفوز تحالف يضم حزبه، العدالة والتنمية المحافظ، وحزب الحركة القومية وأحزابا أخرى في الانتخابات البرلمانية إلى دعم الرئيس المخضرم الذي قال إن التصويت لصالحه هو تصويت للاستقرار.
وكليتشدار أوغلو هو مرشح تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب، ويتزعم حزب الشعب الجمهوري الذي أنشأه مؤسس تركيا مصطفى كمال أتاتورك. وكافح معسكره لاستعادة الزخم بعد صدمة تفوق أردوغان في الجولة الأولى.
وتعد تركيا أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم، حيث يوجد بها حوالي خمسة ملايين مهاجر، منهم 3.3 مليون سوري، وفقا لبيانات وزارة الداخلية.
الجولة الثانية ملتهبة وحاسمة
وفي هذا الصدد، الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والمفكر السياسي والخبير في الشأن التركي، إن المشهد اليوم الخاص بالجولة الثانية للانتخابات التركية هو مشهد "حسم" لوجود فائز، وبالتالي يوجد هجوم كبير جدا من قبل كل مرشح على الاخر يستخدم كل الأوراق في محاولة لحسم السباق لمصلحته.
وأوضح عبد الفتاح، أن اليوم فرص رجب طيب أردوغان أكثر من كمال كليتشدار أوغلو لذلك يحاول أوغلو استخدام كل الأوراق والأدوات حتى طلب مناظرة مع أردوغان وهذا ما رفضه أردوغان نتيجة حالته الصحية والخوف من أن المناظرة تغير موازين الانتخابات كما حدث مع "جون كيندي" قديما في نهاية الخمسينيات.
وتابع عبد الفتاح: "وبالتالي الكل حريص لأن الأمتار الأخيرة من السباق قد تكون ملتهبة وحاسمة، والقول الآن أصبح للصندوق وهو الذي سيحسم، ولكن فرص أردوغان أفضل لأنه استطاع عبور الجولة الأولى فهو يستطيع أن يفوز بهذا المصب".
وأضاف عبد الفتاح، أن فرص أردوغان أكثر خاصة وأن الكتلة التصويتية لأردوغان ثابتة ولا تتحرك بمعنى لا يوجد من يصوت ضده أو يخرج أو يتقاعس عن التصويت ولكن بالنسبة للوضع الخاص بكمال كليتشدار اوغلو من المتوقع خروج الأصوات ضدة او ولا تصوت من الأساس.
واختتم الخبير في الشأن التركي: وبالتالي كليتشدار عرضه لفقد الأصوات أكثر من أردوغان وفي كل الأحوال أردوغان متقدم عن كمال كلبيتدار اوغلو بـ 5 نقاط فلو حفظ أردوغان على الكتلة التصويتية وفقد كمال أصوات هنا حسمت النتيجة لصالح اردوغان.
ما بين دعم أردوغان وأوغلو
وكان الأسبوع الماضي، أعلن المرشح الثالث في الانتخابات الرئاسية التركية، سنان أوغان، أنه سيدعم الرئيس رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات التي سيتنافس فيها مع مرشح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو.
وصرح أوغان: "سندعم مرشح تحالف الشعب، رجب طيب أردوغان في الجولة الثانية المقررة في 28 مايو".
وقال إن قرار دعم أردوغان جاء بعد التشاور مع قادة تحالف "الأجداد" الذي مثله في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
وأضاف أن المعارضة التركية لم تقدم له أسبابا مقنعة لكي يدعم مرشحها في الجولة الثانية من الانتخابات.
وبعد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التركية، التي تمت في 14 مايو الحالي، اتجهت الأنظار إلى سنان أوغان، وصار يطلق عليه لقب "صانع الملوك".
وفشل كل من أردوغان وكليتشدار أوغلو في الفوز بأكثر من 50% من الأصوات اللازمة لحسم منصب الرئيس، لذلك يحتاجان إلى أصوات أوغان.
وكان لسنان أوغان خطان أحمران لدعم المرشح المنافش في الجولة الثانية من الانتخابات التركية وهما:
- محاربة الإرهاب.
- إعادة اللاجئين وخاصة السوريين منهم إلى بلادهم.
وأعلن قومي آخر، هو أوميت أوزداغ زعيم حزب الظفر المناهض للهجرة، عن اتفاق يعلن دعم حزبه لكليتشدار أوغلو، بعد أن قال إنه سيعيد المهاجرين إلى أوطانهم وفاز حزب الظفر بنسبة 2.2% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي أجريت هذا الشهر.
وأيد حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد كليتشدار أوغلو في الجولة الأولى، ولكن بعد ميله إلى اليمين للفوز بأصوات قومية، لم يسمه صراحة وحث الناخبين على رفض "نظام الرجل الواحد" لأردوغان في جولة الإعادة.