صندوق النقد يبدي استعداده لتقديم قرض ضخم إلى أوكرانيا

أعربت كريستالينا غورغييفا، مديرة صندوق النقد الدولي، عن استعداد الصندوق لتقديم دعم اقتصادي هائل إلى أوكرانيا، في إطار برنامج قروض شامل جديد.

تعتزم إدارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إبرام اتفاق جديد مع المقرض الدولي، ومقره واشنطن، في أقرب وقت من الشهر المقبل، بهدف ضمان الحصول على 5 مليارات دولار خلال العام الأول، وفقاً لما قاله أشخاص مطلعون على المناقشات. وكان رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، قال الاثنين، إن بلاده تتوقع الحصول على ما يتجاوز مجموعه 15 مليار دولار.

أشادت غورغييفا بجهود أوكرانيا في تحويل مسار اقتصادها الذي انكمش بأكثر من 30% العام الماضي، بعد غزو قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للبلاد، والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، والإضرار بصناعات بأكملها، وتدمير المدن، في هجوم أدانه المجتمع الدولي.

قالت غورغييفا في مقابلة أجرتها بعد زيارة كييف يوم الاثنين: "نحن واثقون من قدرتنا على تقديم دعم كبير استناداً إلى أداء السلطات الأوكرانية".

واستفادت أوكرانيا من مساعدات بقيمة 2.7 مليار دولار بموجب "أداة التمويل السريع" أثناء الحرب. في العادة، لا يمنح صندوق النقد الدولي برامج قروض شاملة لدول غارقة في صراع عسكري، لكنه ربما يقدّم هذه المرة استثناء، نظراً لحجم الحرب وأهميتها بالنسبة إلى العالم.

لتسهيل الوصول إلى صفقة شاملة، تتعاون كييف وصندوق النقد الدولي بالفعل ضمن خطة مراقبة البرنامج الاقتصادي لأوكرانيا، والذي يُنظر إليه باعتباره شرطاً مسبقاً لتقديم قرض بمليارات الدولارات.

قالت غورغييفا: "سترون أننا نحرز تقدماً سريعاً للغاية في البرنامج الجديد، نظراً لأن لدينا أساساً سليماً لهذا الأمر بفضل خطة مراقبة البرنامج المتفق عليها مع مجلس إدارة الصندوق، والتي أكملناها للتو".

أكدت المراجعة الأخيرة لصندوق النقد الدولي تقدم أوكرانيا، لكنها لم تقدم أي تفاصيل محتملة عن برنامج مساعدات جديد. إلا أنّ غورغييفا ألمحت إلى أن هذا البرنامج سيكون التزاماً طويل الأجل.

كذلك، قالت مديرة صندوق النقد: "نحن نتحدث بالتأكيد عن مدة أطول، لأنه من الواضح أن التحديات التي تواجه السياسة الأوكرانية لن تنتهي في أي وقت قريب".

أشارت غورغييفا إلى أن حوكمة الشركات ومكافحة الفساد، ستكونان جزءاً رئيسياً من البرنامج، مضيفة أن دعم المؤسسات بحاجة إلى مزيد من التحسين.

كما أوضحت أن "أوكرانيا بإمكانها إحراز تقدم في مكافحة الفساد، لأن المواطنين لن يتحملوا فكرة تحويل الأموال وسرقتها فيما تتساقط القنابل عليهم.. لم أسمع عن أي محاولة للتقليل من أهمية المشكلة، أو عدم الرغبة في العمل معنا".