بدأت الوحدة الهندية التابعة لشركة "جيبل" (Jabil)، شحن حاويات مكونات "إير بودز"، أو الأجزاء البلاستيكية، إلى الصين وفيتنام، حيث تُجمّع سماعات الأذن اللاسلكية، وتعمل "أبل" على زيادة الإنتاج في الهند، لتقليل اعتمادها على الصين، بعدما باتت عمليات التصنيع فيها مهددة بالقيود التجارية الأميركية، والاضطرابات المرتبطة بفيروس كورونا.
شرع أحد المورّدين الرئيسيين لشركة "أبل"، تصنيع مكونات سماعات الأذن "إير بودز" (AirPods) في الهند، في خطوة مهمة من شأنها أن تعطي دفعاً لتوسيع عمليات الإنتاج التي يقوم بها عملاق التكنولوجيا الأميركي في البلاد.
كان إنتاج "أبل" في الهند مقتصراً على أجهزة "أيفون"، ما يجعل "إير بودز" المنتج الثاني للشركة الذي يُصنع جزئياً في البلاد، وجعل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، من تنمية قطاع التصنيع في الهند أولوية وطنية، حيث وفّر حوافز مالية ودعماً حكومياً، لتشجيع توسعة المشروعات التي تنفذها الشركات.
ولعبت "أبل" دوراً محورياً في هذا الجهد، حيث وصل إنتاج "أيفون" في الهند، من خلال شركائها، مثل "هون هاي بريسيشن إندستري" (Hon Hai Precision Industry)، إلى مستويات غير مسبوقة.
تدير "جيبل" الأميركية لخدمات التصنيع، منشأة تبلغ مساحتها 858 ألف قدم مربعة (ما يُعادل 80 ألف متر مربع)، وتوظف أكثر من 2,500 عامل في بيون، غربي الهند، وفقاً لموقعها على الإنترنت. ولم يستجب ممثلو "جيبل" لطلب التعليق، فيما امتنعت "أبل" عن الرد.
تُعتبر "أبل" أكبر شركة مصنعة عالمياً لما يسمى بأجهزة الاستريو اللاسلكية، وهي فئة تشمل سماعات الأذن اللاسلكية وسماعات الرأس، حيث شحنت خلال الربع الثالث من العام الماضي، 23.8 مليون وحدة، تعادل حصة سوقية بنسبة 31%، وفقاً لشركة الأبحاث شركة "كاناليس" (Canalys).
على الرغم من أن الهند لا تزال تحتاج إلى بعض الوقت حتى تستطيع "أبل" تصنيع أجهزة "إيربودز" محلياً بشكل كامل، إلا أن نيودلهي منحت تصاريح أولية لأكثر من 10 من مورّدي الشركة الصينيين، للعمل داخل السوق المحلية عبر مشروعات مشتركة مع شركاء هنود.
تُعتبر شركة "لوكس شير بريسيشين إندستري" (Luxshare Precision Industry) الصينية -إحدى الشركات المورّدة التي تصنع سماعات "إيربودز"- من بين تلك التي حصلت على تصريح بهذا الشأن، حيث وافقت" لوكس شير" في 2020 على الاستحواذ على مصنع "موتورولا" (Motorola) المغلق في ولاية تاميل نادو جنوبي الهند، لكنها لم تبدأ بعد عمليات تصنيع منتجات "أبل" محلياً.
تأتي خطوة "أبل" الجديدة في الهند، في وقت تُخطط فيه حكومة مودي لتقديم حوافز مالية، لتشجيع الإنتاج المحلي لسماعات الأذن اللاسلكية والساعات الذكية، وفقاً لما قاله أحد الأشخاص.
لكن، يبقى أمام "أبل" التي تتخذ من كوبرتينو بولاية كاليفورنيا الأميركية مقراً لها، طريق طويل لتنويع إنتاج أجهزتها خارج الصين، التي تصنع قرابة 98% من أجهزة "أيفون".
سلّطت التوترات الراهنة بين واشنطن وبكين، وتفشي جائحة كورونا في مصنع رئيسي في البلاد، الضوء على نقاط الضعف في سلسلة التوريد الخاصة بالشركة.
ومع ذلك، أحرزت "أبل" تقدماً كبيراً في جهود التنويع هذه، حيث بدأت "هون هاي" في العام الماضي تصنيع أجهزة "أيفون 14" في الهند، بعد أسابيع قليلة على طرح هذا الطراز في الأسواق العالمية، كما صدّرت "أبل" أجهزة تزيد قيمتها على 2.5 مليار دولار من الدولة الجنوب آسيوية، بين أبريل وديسمبر الماضيين.