كشف البنك المركزي المصري أن معظم البنوك انتهت من توفيق أوضاعها وفقًا للتعليمات الصادرة منه في سبتمبر 2021، الخاصة بتيسير حصول ذوي الإعاقة على الخدمات والمنتجات المصرفية، في إطار تحقيق أهداف الشمول المالي لخدمة كافة شرائح المجتمع، وذلك تماشيًا مع رؤية مصر 2030.
يأتي هذا تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية بتيسير الخدمات المقدمة لذوي الهمم في مختلف المجالات وفي مقدمتها المصرفية، وفي إطار الاهتمام الذي يوليه البنك المركزي لتعزيز جهود الشمول المالي، وتضمين جميع فئات المجتمع بالقطاع المصرفي.
وفي هذا السياق، حققت البنوك طفرة غير مسبوقة في التيسير على ذوي الهمم لتمكينهم من الحصول على المنتجات والخدمات المالية في إطار الالتزام بتعليمات البنك المركزي، التي شملت تهيئة البنية التحتية، وتوفير الحلول التكنولوجية والرقمية، وإعداد الكوادر البشرية، وتعديل السياسات والإجراءات الداخلية لخدمة هذه الفئة.
وحفاظًا على سرية التعاملات المالية لذوي الهمم، نجحت البنوك في ترجمة نماذج فتح الحسابات وكافة العقود وطلبات المنتجات والخدمات المصرفية المختلفة بلغة برايل، للتسهيل على ذوي الإعاقة البصرية سواء في قراءتها أو التعرف عليها بأنفسهم.
كما قامت البنوك بتجهيز نسبة تتعدى 10% من فروعها القائمة وإجراء تعديلات إنشائية فعالة عليها وتوفير ممرات وإشارات وتجهيزات خاصة لضمان التيسير على العملاء من ذوي الهمم عند تعاملهم مع البنوك، كما تم مراعاة تطبيق الكود الهندسي المصري لتصميم الفراغات الخارجية والمباني بما يلائم احتياجات ذوي الهمم (توفير منحدرات، تصميم الطرقات والممرات، وجود علامات استرشادية، أماكن مخصصة لانتظار السيارات،…) عند إنشاء الفروع الجديدة، وذلك في جميع محافظات الجمهورية.
وتأكيدًا على أهمية التواصل الفعال مع العملاء من ذوي الهمم، حرصت البنوك على إعداد وتدريب كوادر مصرفية متخصصة تشمل أكثر من 5 آلاف من موظفي الفروع على لغة الإشارة، وقراءة الشروط والأحكام بالعقود الخاصة بالمنتجات والخدمات المصرفية للعميل الكفيف لتسهيل تقديم الخدمات المصرفية لهم وتعريفهم بها، فضلًا عن توفير خدمة الشباك الواحد لسرعة إنهاء حصولهم على الخدمات المصرفية، كما تم توفير شاشات ناطقة مترجمة بلغة الإشارة لعرض شروط وأحكام المنتجات المصرفية داخل الفروع وعلى الموقع الإلكتروني لكل بنك وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالبنوك.
ووفرت البنوك أكثر من 4 آلاف ماكينة صراف آلي مجهزة بإضاءة ملائمة وأرقام بارزة وفقًا لطريقة برايل للتيسير على المكفوفين وضعاف البصر، وأطلقت برامج خاصة لتحفيز وتشجيع ذوي الهمم على الاستفادة من المنتجات المصرفية المختلفة مثل القروض وبطاقات الخصم مثل بطاقة “ميزة” وبطاقات الائتمان وبطرق تناسبهم.
كما قامت العديد من البنوك بإتاحة متابعة الحسابات عن طريق الاتصال الهاتفي بعد كل معاملة، وتوفير كشوف الحسابات بما يتسق مع متطلبات ذوي الهمم ومنها على سبيل المثال الطباعة بلغة برايل أو على شكل Audio CD، وتحديث الإجراءات والنظم لقبول الأختام والبصمة كبديل للتوقيع على كافة الإجراءات البنكية، وتوفير إمكانية قيام موظفو البنوك بزيارات منزلية لذوي الهمم لإنجاز خدماتهم المصرفية.
وتمثل هذه التيسيرات نجاحًا غير مسبوق في إتاحة الخدمات المصرفية لذوي الهمم بالسوق المصري، وذلك في إطار جهود البنك المركزي المستمرة لتعزيز الشمول المالي وخدمة كافة فئات المجتمع بعدالة وشفافية.