بوتين يعلن الأحكام العرفية في المناطق الأوكرانية المحتلة


الاربعاء 19 أكتوبر 2022 | 06:37 مساءً
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
وكالات

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء الأحكام العرفية في أربعة أقاليم أوكرانية ضمتها بلاده من جانب واحد، في الوقت الذي غادر فيه بعض السكان مدينة خيرسون المحتلة على متن قوارب بعد تحذيرات من هجوم وشيك.

وبث التلفزيون الرسمي الروسي صورا لأشخاص يفرون من خيرسون ووصف النزوح الجماعي من المنطقة باعتباره محاولة لإخلاء المدينة من المدنيين قبل أن تصبح منطقة قتال.

ووجه كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة المحلية المدعومة من روسيا نداء بالفيديو حث خلاله السكان على المغادرة بعد أن تراجعت القوات الروسية في المنطقة مسافة 20-30 كيلومترا في الأسابيع القليلة الماضية.

وفي خطوة تهدف فيما يبدو لمساعدة روسيا على إحكام قبضتها على المناطق الأوكرانية التي تحتلها جزئيا، بما فيها خيرسون، أبلغ بوتين مجلس الأمن التابع للكرملين أنه أعلن فرض الأحكام العرفية فيها.

وبخلاف فرض إجراءات أمنية أكثر صرامة، لم يكن من الواضح ما هو التأثير المباشر لتلك الخطوة.

وسخرت كييف، التي لا تعترف بضم موسكو للمناطق الأربع، من هذه الخطوة.

وكتب ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني على تويتر "لا يمكن النظر لتطبيق ‘الأحكام العرفية‘ على أراض تحتلها روسيا إلا على أنه تشريع عبثي لنهب ممتلكات الأوكرانيين".

وأضاف "هذا لن يغير شيئا بالنسبة لأوكرانيا: فنحن ماضون في تحرير أراضينا وتخليصها من الاحتلال".

وبعد ثمانية أشهر من الغزو الروسي، انتفضت أوكرانيا وشنت هجمات مضادة كبيرة في الشرق والجنوب في مسعى لاستعادة أكبر مساحة ممكنة من الأراضي قبل الشتاء بعد دحر القوات الروسية في بعض المناطق.

وتسبب الصراع في مقتل الآلاف وتشريد الملايين وتدمير العديد من المدن الأوكرانية كما أدى إلى تأزم وضع الاقتصاد العالمي وإحياء انقسامات سياسية لم يشهدها العالم منذ حقبة الحرب الباردة.

كما أصدر بوتين مرسوما يقيد الحركة من وإلى ثمانية أقاليم مجاورة لأوكرانيا وأمر بتشكيل مجلس تنسيق خاص برئاسة رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين لتعزيز المجهود الحربي المتعثر في أوكرانيا.

وخيرسون أكبر مركز سكاني استولت عليه موسكو منذ أن بدأت "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا في 24 فبراير شباط.

واتهم أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، روسيا بتدبير إخلاء "دعائي" للمدينة.

وكتب يرماك على تطبيق تيليجرام "يحاول الروس تخويف أهالي خيرسون من خلال نشرات إخبارية مزيفة حول قصف جيشنا للمدينة، وكذلك ترتيب إخلاء دعائي لها".

* هجوم يلوح في الأفق

تعرضت المدن الأوكرانية للقصف في الأيام الماضية أيضا بطائرات مسيرة وصواريخ، وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إن الدفاعات الجوية في العاصمة عادت إلى العمل مجددا اليوم الأربعاء.

وناقش الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قال إن الضربات الروسية أصابت ثلث محطات الكهرباء في بلاده، يوم الأربعاء أمن منشآت الطاقة مع كبار المسؤولين.

وكتب زيلينسكي على تطبيق تيليجرام "نعمل على إنشاء نقاط طاقة متنقلة من أجل البنية التحتية الحيوية للمدن والبلدات والقرى".

وأضاف "نستعد لسيناريوهات مختلفة للتداعيات المحتملة. ستدافع أوكرانيا عن نفسها. بغض النظر عما يخططه العدو ويفعله".

وفي خيرسون، قال ستريموسوف إن المدينة، يمكن أن تتعرض للقصف من القوات الأوكرانية، مضيفا أن السكان الذين غادروها سيحصلون على سكن داخل روسيا.

وقال "أطلب منكم أن تأخذوا حديثي على محمل الجد وتفسروه على أنه دعوة للمغادرة بأسرع ما يمكن".

وأضاف ستريموسوف "لا نخطط لتسليم المدينة، سنصمد حتى آخر لحظة".

وقال رئيسه، فلاديمير سالدو حاكم منطقة خيرسون الذي عينته روسيا، إنه سيتم إجلاء ما بين 50 و60 ألف شخص إجمالا خلال الأيام الستة المقبلة. وكان عدد سكان مدينة خيرسون قبل الحرب نحو 280 ألفا لكن العديد منهم فروا منذ ذلك الحين.

وقال سالدو للتلفزيون الرسمي "الجانب الأوكراني يحشد قواته لشن هجوم واسع النطاق ... لا مكان للمدنيين في مكان يشهد عمليات عسكرية".

وأضاف سالدو، الذي قال إن روسيا لديها الموارد اللازمة للاحتفاظ بخيرسون وشن هجوم مضاد إذا لزم الأمر، أنه يمنع المدنيين من دخول المنطقة لمدة سبعة أيام.

وقال إنه تم نقل العاملين في إدارة خيرسون المدعومة من روسيا إلى الضفة الأخرى لنهر دنيبرو.

وجاءت دعوات الإخلاء في أعقاب تقييم قاتم للآفاق الروسية في المنطقة من جانب الجنرال سيرجي سوروفيكين، القائد الجديد للقوات الروسية في أوكرانيا.

وقال سوروفكين لقناة روسيا 24 الإخبارية "يمكن وصف الموقف في منطقة ’العملية العسكرية الخاصة’ بأنه متوتر"، وقال عن خيرسون "الوضع في هذه المنطقة صعب. العدو يتعمد قصف البنية التحتية والمباني السكنية في خيرسون".