قالت الدكتورة رنا الحجة مديرة إدارة البرامج، المكتب الإقليمي لشرق المتوسط، إننا معرضون لعودة الأمراض القديمة، ومعرضون للإصابة بالامراض المعدية، موضحة أن مرض شلل الأطفال لا زال متوطنا فيها فى باكستان وأفغانستان، وهذا المرض والجدرى يتم الوقاية منهما من خلال اللقاحات، لذلك لابد من الالتزام بأخذ لقاحات الأطفال، وخلال فترة كورونا نسبة التقليح انخفضت، ولذلك لابد من زيادة الوعى بأهمية اللقاحات وضرورة الالتزام بها، موضحة أن الكوليرا بدأت تظهر والتى يمكن الوقاية منها بالمياه النظيفة والطعام الصحي النظيف.
وكشف الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، خلال مؤتمر صحفى لمنظمة الصحة العالمية، حول انعقاد اللجنة الإقليمية الــ69 لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، أنه سيتم عقد اللجنة الإقليمية لمناقشة احتياجات إقليم شرق المتوسط، وتناقش مختلف الاحتياجات بالإقليم، وسيكون هناك عرض آخر مستجدات حالات الطوارئ، وكيفية استئصال شلل الأطفال من الإقليم والذى يستوطن فى دولتين هما باكستان وأفغانستان.
وأكدت الدكتورة رنا الحجة مديرة إدارة البرامج، أن المنظمة تضع تقريرًا بالأمراض المعدية والجهود التى يجب أن تبذل من قبل الدول ومساعدة المنظمة فى تطبيق هذه الإجراءات.
وكان الدكتور تيدروس أدهانوم جبريسيوس، مديرعام منظمة الصحة العالمية، قد كشف إن جائحة كورونا دليل قوى على أنه عندما تكون الصحة فى خطر فإن كل شىء فى خطر، مضيفا أن الوباء عطل المجتمعات والاقتصادات والأعمال التجارية والتجارة والسياسة والتعليم والعديد من جوانب الحياة الأخرى.
من ناحية أخرى، عندما تتم حماية الصحة وتعزيزها، يمكن للأفراد والأسر والمجتمعات والاقتصادات والدول أن تزدهر، مؤكدا أن أفضل طريقة للقيام بذلك هى الاستثمار فى النظم الصحية وإعادة توجيهها نحو الرعاية الصحية الأولية كأساس للتغطية الصحية الشاملة.
وقال، إنه يمكن تقديم أكثر من 90% من الخدمات الصحية الأساسية من خلال الرعاية الصحية الأولية، بما فى ذلك العديد من الخدمات لتعزيز الصحة والوقاية من الأمراض وتجنب أو تأخير الحاجة إلى رعاية ثانوية وثالثية أكثر تكلفة.
باعتبارها "عيون وآذان" النظام الصحى، وتلعب الرعاية الصحية الأولية أيضًا دورًا حيويًا فى اكتشاف حالات تفشى الأمراض فى مراحلها الأولى.
وقال الدكتور تيدروس، نشكر بنك الاستثمار الأوروبى على التزامه بمبلغ 500 مليون يورو لدعم الرعاية الصحية الأولية فى بلدان جنوب الصحراء الكبرى، ونرحب بالخطط التى تهدف لمد هذه الشراكة إلى دول ومناطق أخرى، حيث سيوفر هذا الاستثمار الدعم الذى تمس الحاجة إليه للحكومات الوطنية لتعزيز الرعاية الصحية الأولية، وتحسين القدرات للاستعداد لحالات الطوارئ الصحية والوقاية منها والاستجابة لها.
وتمتد شراكتنا أيضًا إلى مجالات أخرى مثل استئصال شلل الأطفال وخدمات علاج أورام الأطفال.
وقد بدأ هذا العمل بالفعل فى أفريقيا والشرق الأوسط، حيث توجه منظمة الصحة العالمية استثمارات بنك الاستثمار الأوروبي لضمان أقصى قدر من التأثير، بناءً على احتياجات البلدان، تأتي هذه الاستثمارات في منعطف حاسم، يسير العالم حاليًا بربع السرعة المطلوبة للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.
على سبيل المثال، ضع في اعتبارك أنه حتى قبل ظهور الوباء، كانت فجوة التمويل السنوية المقدرة لـ 67 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل للوصول إلى أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة 134 مليار دولار أمريكي سنويًا، وترتفع إلى 371 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.
وأضاف أصبحت الأمور أكثر صعوبة، والضغوط على الاقتصادات والمؤسسات متعددة الأطراف أكبر، في أعقاب كورونا.
على الصعيد العالمي، نواجه مجموعة من الأزمات، مع الصراع والهجرة والتضخم وانعدام الأمن الغذائي والتهديد الوجودي لتغير المناخ، مع موجات الجفاف والفيضانات والأعاصير الأكثر تواترًا والأكثر حده وغير ذلك، وستلعب مؤسسات التمويل الدولية دورًا حاسمًا في دعم البلدان لمواجهة هذه التحديات.
وأوضح أن الموارد ثمينة بشكل محدود، لذلك من الضروري أن نصمم ونستهدف الاستثمارات بعناية لتحقيق أكبر تأثير، هذا هو جوهر شراكتنا مع بنك الاستثمار الأوروبي، مؤكدا أن الاستثمار فى الصحة هو استثمار فى مجتمعات مزدهرة صحية، وفى المستقبل.