استأنفت حركة الشحن التجاري عبر نهر الراين بكامل طاقتها بعد ارتفاع منسوب المياه في النهر الذي يمثل الشريان التجاري للاقتصاد في ألمانيا.
وأدى هطول الأمطار في الأسابيع الماضية إلى عودة منسوب النهر إلى مستوياته المعتادة، ما سمح بعودة حركة الشحن إلى كامل طاقتها بعد أسابيع من تراجعها لشهرين بسبب انخفاض المنسوب الذي نتج عن تراجع الأمطار وموجة الجفاف التي شهدتها أوروبا خلال أغسطس.
ويمثل نهر الراين شريان الشحن التجاري في ألمانيا، وينقل عبر مياهه 300 مليون طن سنويًا من السلع والبضائع، وارتفع منسوب المياه في نقطة كاوب، وهي ممر ضحل وضيق للنهر قرب مدينة فرانكفورت، إلى 2.5 متر اليوم الثلاثاء، بعد انخفاضها إلى مستوى 32 سنتيمترًا فقط في أغسطس/آب، وهو الأدنى منذ عقدين على الأقل.
وتسبب انخفاض منسوب المياه في الراين في تخفيف بعض السفن لحمولتها إلى نحو 25% فقط لتستطيع الإبحار في المياه الضحلة، ما ضاعف من تكاليف النقل بسبب اضطرارها إلى استخدام المزيد من السفن للشحن.
وقال أحد العاملين في قطاع الشحن لرويترز "يمكن للسفن أن تبحر بكامل حمولتها"، وتعتمد ألمانيا على الراين في نقل سلع هامة كالحبوب والمعادن والفحم والوقود، يقول خبراء إن اضطرابات الملاحة في النهر قد تتسبب في تراجع نمو الاقتصاد الألماني بنحو 0.5% هذا العام.
ويعاني الاقتصاد الألماني بالفعل من أزمة حادة نتيجة ارتفاع أسعار الطاقة بسبب الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا منذ فبراير، وراجعت الأسبوع الماضي مؤسسات اقتصادية كبرى نسبة النمو المتوقعة للاقتصاد الألماني خلال 2022، لتصل إلى 1.4% من 2.7% المتوقعة في الربيع الماضي.
وخفضت المؤسسات، وهي معاهد Ifo وكيل (IfW Kiel) وهال (IWH) ولبينيز (RWI)، نسبة النمو المتوقعة خلال 2023 إلى -0.4% من 3.1%، وخلال سبتمبر، قفز التضخم في ألمانيا إلى أعلى مستوى في أكثر من 25 عامًا بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وأزمة نقص الإمدادات.