تحدثنا كثيراً وتمحصنا لسنوات في أبعاد مقولة "السوق العقاري رايح على فين" ورغم أن تلك الكلمات أثرت من بعيد أو قريب على مصير هذا السوق برمته، إلا أن عام 2022، قد ذهب إلى ما هو أبعد، فلم يعد الحكم على مصير أي شركة من خلال توصيف السوق بأكمله ولكن أصبح كل مطور هو القادر من خلال ممارساته الفعلية على ارض الواقع ان يحدد موقعه ومصيره وسمعته وحجم مبيعاته في هذا السوق الساخن جدا.
حقاً لقد استطاع كبار مطوري السوق العقاري أن يستعيدوا القدرة على قيادة معطيات السوق ومتطلباته، وكانت المفاجأة لنا جميعاً تتبلور في اجمالي مبيعات ومؤشر أسعار الساحل الشمالي الغربي والتي كشفت أن هناك نقلة نوعية وحسبة خاصة لمقومات نجاح كل شركة على حدة، وعلى الرغم من الأصوات التي تعالت والتي كانت تشكك في مستقبل السوق العقاري جراء الارتفاعات غير المسبوقة التي شهدناها طيلة العام، إلا أن الواقع الفعلي أثبت أن الطلب ما زال يتزايد وينمو على مختلف مستوياته وأن هناك طلب حقيقي لشريحة مجتمعية ظننا لحين أنها قد اكتفت وتشبعت وهى شريحة A CLASS وصفوة المجتمع.
وبأكثر دقة فإن هذه الصفوة وهذه الشريحة قد تنامت لتشمل فئات مميزة من المجتمع الخليجي ومن المصريين العاملين بالخارج ومن أثرياء الدلتا وحائزي الفوائض المالية بالقاهرة الكبرى وبالفعل كانت المحصلة المبدئية هي تتويج مبيعات الساحل الشمالي بأكثر من 70 مليار جنيه لنحو 25 شركة فقط وهو ما يزيد كثيراً عن مبيعات صيف 2021 والتي دارت حول 50 مليار جنيه.
وقد كشف الواقع أن حائزي الدولار بادروا بشراء الأراضي مقابل التنازل عن تلك العملة الصعبة إيماناً منهم ويقيناً بأن المستقبل والعائد الأعلى كائن في قيمة العقار المصري، وهذا ما أكدته لنا طروحات وزارة الإسكان حيث بلغت نسبة شراء الأراضي بالدولار نحو 40% من اجمالي المطروح، كما علمنا من بيانات رسمية ان ما أعلنت الدولة عن طرحه لاراضي الافراد تم تغطيته بما يعادل 7 أضعاف المطروح، وإلى اخر ذلك من طروحات سواء من القطاع الخاص فرست هوم او سكند هوم او أراضي مستثمرين او وحدات للافراد جميعها يؤكد اول ما يؤكد ان العقار المصري لا يزال بخير وفى افضل حالاته وأن من يراهن على هذا القطاع العملاق هم الفائزون فقط وان اللاعبين باحتراف هم الكبار فحسب بدء من الدولة ومروراً بالمطورين العقاريين الجادين.
وعموماً عاد السوق إلى الكبار، والكبار هم أصحاب القدرة على مواجهة التحديات وقراءة مستقبليات السوق والتحوط لها والقدرة على تنويع المصادر التمويلية والالتزام بالجدول الزمني للتنفيذ وسداد قيمة الأرض وجداول التسليمات في مواعيدها باستثناء الظروف القهرية مثل إعادة التخطيط التي تمت في الساحل الشمالي.
حقاً إن الكبار هم الأقدر على التعظيم الأمثل لفوائض أموالك.
إقرأ أيضاً
>> صفاء لويس.. ولا يزال العقارُ مسيطراً
>> صفاء لويس.. عـودة الساحل الشمالى
>> صفاء لويس.. الشركات رايحة على فين
صفاء لويس.. العقار.. سوق الكبار
تابعوا آخر أخبار العقارية على Google News
