ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أنه قبل 31 عاما، وتحديدا في يوم 24 أغسطس أعلنت أوكرانيا استقلالها عن الاتحاد السوفيتي المنهار وضمنت سيادتها الوطنية. وفي الذكرى ال31 لهذا اليوم، أعلن الرئيس جو بايدن أن الولايات المتحدة سترسل ما يقرب من 3 مليارات دولار من الأسلحة والمواد الأخرى إلى أوكرانيا. وذلك ضمن برنامج مساعدات بقيمة 40 مليار دولار أقره الكونجرس في مايو، وهي أكبر حزمة من نوعها حتى الآن .
وقالت الصحيفة -في مقال افتتاحي أوردته عبر موقعها الاليكتروني اليوم الخميس- إن هذا اليوم يصادف كذلك مرور ستة أشهر منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، والتي ألقت بالعالم كله في قلب حالة من الاضطراب. كما أن حقيقة أن أوكرانيا قد نجت وحافظت على معظم أراضيها إلى هذا الوقت -متحدية التكهنات الأولية للنصر السريع للجيش الروسي الأكبر بكثير- هي تكريم لشعبها أولا وقبل كل شيء. غير أنه لم يكن من الممكن حدوث ذلك بدون دعم من الأصدقاء الدوليين بما في ذلك ليس فقط بايدن ولكن أيضا تحالف من الحزبين في الكونجرس.
وأضافت الصحيفة أن الحرب قد وصلت إلى نهاية بدايتها. لكن ما سيأتي بعد ذلك هو أمر غير مؤكد. فقد أعلنت أوكرانيا عن نيتها شن هجوم مضاد يهدف إلى استعادة مدينة خيرسون الاستراتيجية الجنوبية. وأحرزت تقدما صوب هذا الهدف في شكل هجمات جريئة وناجحة بطائرات بدون طيار وهجمات تخريبية عميقة خلف الخطوط الروسية في شبه جزيرة القرم.
وأشارت واشنطن بوست إلى أنه رغم ذلك، لا تزال روسيا ترسخ وجودها في 20 في المائة من أراضي أوكرانيا ويبدو أن أوكرانيا تفتقر إلى ما يكفي من القوات لطرد الروس. وقد تمكنت روسيا -التي أصيبت بحالة من الشلل بسبب العقوبات- من الحفاظ على ظروف اقتصادية طبيعية نسبيا ، وذلك من خلال الحفاظ جزئيا على مبيعات الحبوب والطاقة بمليارات الدولارات شهريا.
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه قد يكون من المبالغة وصف الحرب بأنها وصلت إلى طريق مسدود. ومع ذلك، فإن أفضل الفرص السانحة لأوكرانيا لتحقيق تقدم كبير ربما تكون على بعد شهور وليس أيام، بعد أن تتلقى قواتها مزيدا من المعدات والتدريب. وهذا يعني أنه يتعين على مؤيديها في الغرب تعديل خططهم وفقا لذلك. فبينما حافظت أوروبا على تضامن مثير للإعجاب في مواجهة الألم الاقتصادي المرتبط بتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية، إلا أن فرنسا وألمانيا تخلفتا عن الولايات المتحدة وبريطانيا وبولندا وحتى النرويج من حيث المساعدات لأوكرانيا بالنسبة لإجمالي ناتجها الاقتصادي، مضيفة أنه إذا كان لدى التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة نقطة ضعف، فهي تكمن في "تقاسم الأعباء". وإذا كان لدى أوكرانيا أي فرصة للنجاح، يتعين على التحالف أن يحل هذه المشكلة المزمنة مرة واحدة وإلى الأبدي.