حذر وزير البنية التحتية الأوكراني أولكساندر كوبراكوف، اليوم الثلاثاء، من أن صادرات بلاده من الحبوب قد تحتاج إلى أشهر عديدة حتى تصل إلى مستويات ما قبل نشوب الأزمة مع روسيا.
وقال كوبراكوف - في لقاء أجراه مع صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية نُشر في عدد اليوم - إن عددًا قليلاً فقط من السفن ستغادر منطقة أوديسا الأوكرانية في الأسبوعين المقبلين..محذرًا من أن الأمر سيستغرق شهورًا قبل أن تصل صادرات الحبوب من أوديسا والموانئ المجاورة إلى مستويات ما قبل الحرب، ومن ثم معالجة أزمة الغذاء العالمية.
وأضاف كوبراكوف - في حديثه الذي أجراه بعد مغادرة سفينة نقلت الذرة من أوديسا إلى لبنان يوم أمس وكانت الأولى بموجب اتفاق بين روسيا وأوكرانيا جرى بوساطة الأمم المتحدة الشهر الماضي - انه لا يتوقع مغادرة أكثر من خمس سفن في الأسبوعين المقبلين من موانئ أوديسا وتشورنومورسك وبيفديني.
وأشار إلى أن 194 سفينة تحمل الحبوب غادرت الموانئ الأوكرانية في أغسطس الماضي، بما في ذلك ميناء ماريوبول الذي تسيطر عليه روسيا الآن، ووفقًا لشركة برايمار لخدمات الشحن، وهي شركة سمسار سفن مدرجة في لندن، تعاملت أوديسا وتشورنومورسك وبيفدينيي سابقًا مع حوالي 60 في المئة من جميع صادرات الحبوب الأوكرانية.
وتابع كوبراكوف في المقابلة:" سيكون أول أسبوعين نظامًا تجريبيًا لاختبار الاتفاق، حيث سنعمل على خروج سفينة أو اثنتان أو ثلاث سفن، وبعد ذلك سنستقبل أول ثلاث سفن قادمة إلى الداخل، وفي غضون شهر إلى شهر ونصف، آمل أنه إذا سار كل شيء كما هو مخطط له، فإن السوق العالمي سيرى أن هذه الآلية تعمل وأن التأمين متاح ما سوف يؤدي إلى تبسيط العملية برمتها".
وأبرزت "فاينانشيال تايمز" أن ما لا يقل عن 16 سفينة محاصرة في الموانئ الأوكرانية بشحنات وطواقم عمل ينتظرون السلطات لاختبار ممر آمن يُجنبهم الألغام البحرية - التي وضعتها كل من روسيا وأوكرانيا - وتهديد الصواريخ الروسية، فيما تعهدت موسكو بعدم استهداف السفن التي تنقل الغذاء إذا كان بإمكانها إجراء عمليات تفتيش مشتركة للتأكد من أن السفن العائدة لا تحتوي على أسلحة.
ونتيجة للأزمة، ارتفعت أسعار القمح والذرة والزيوت النباتية في أعقاب العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا التي بدأت في فبراير الماضي غير أن احتمالية إعادة فتح ممر البحر الأسود، إلى جانب المخاوف من وقوع ركود عالمي، أدت مؤخرًا إلى انخفاض أسعار السلع الزراعية.
وفي الوقت نفسه، قالت مسؤولة في الأمم المتحدة إن عالم الشحن التجاري ينتظر ليرى كيف سارت الرحلات الأولى، وهذا هو السبب في أن إبحار سفينة رازوني انطوى على أهمية كبيرة للغاية نحو بناء الثقة وإظهار أن السفن يمكنها الدخول والخروج بأمان".
وقال كريس ماكجيل، رئيس قسم تأمين الشحن البحري في شركة التأمين أسكوت" إنه قلق بشأن دقة ممرات الأمان لأن المد في البحر الأسود يمكن أن يحرك الألغام".