أزمة إنسانية تعيشها أوروبا خلال هذه الأيام، بعد اندلاع الحرائق بشكل جنوني في كل مكان، غابات تحترق، ومنازل تشتعل، وصرخات الاستغاثة في كل مكان.
2.6 مكالمة استغاثة
في مشهد أعاد لأذهان قوات الحماية المدنية ذكريات الحرب العالمية الثانية، تلقى رجال المطافئ بالعاصمة البريطانية لندن، 2.6 مكالمة استغاثة من حرائق اندلعت، في أكثر الأيام حرارة في تاريخ بريطانيا.
صحف بريطانية قالت إن درجة الحرارة تجاوزت 40 درجة مئوية، ما أدى إلى اشتعال حرائق دمرت عشرات المباني في لندن.
لندن فقط تتلقى 400 مكالمة في ساعة واحدة
صادق خان رئيس بلدية لندن، قال إن فرق الإطفاء تلقت 2.6 ألف مكالمة استغاثة في يوم واحد، مقارنة مع المتوسط اليومي المعتاد البالغ 350 مكالمة.
كما تلقت خدمة الإسعاف في لندن 400 مكالمة في الساعة، من أشخاص أصيبوا بصعوبات في التنفس ودوار وإغماء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
شلل وسائل النقل
ووفقًا لصحف محلية بريطانية، فقد أغلقت السُلطات مدرجي هبوط للطائرات في مطار لوتن بلندن يوم، إثر ذوبان سطحهما.
كما أدت درجات الحرارة المرتفعة، لتضرر القضبان والأسلاك العلوية لخطوط السكك الحديدية، وإلغاء رحلات قطارات بإنجلترا.
وقد ألغيت رحلات قطارات كانت تسير من لندن حتى الساحل الشرقي لإنجلترا، حتى عصر اليوم الأربعاء على أقل تقدير، بعدما أدى حريق نشب بالقرب من مدينة بيتربرو بوسط إنجلترا إلى إتلاف معدات الإشارات، وطالبت السُلطات في محطة كينغز كروس الركاب بإلغاء رحلاتهم.
كما أثّرت الموجة الحارة كذلك في الطرق بسبب إتلاف الأسفلت، واشتعال ألسنة اللهب على جانبي بعض الأراضي العشبية.
جفاف وتوقف سقوط الأمطار
وكشفت "هيئة الإذاعة البريطانية BBC" إن أوروبا لم تشهد هطول أمطار طوال شهر يوليو، وأصبح العُشب يشبه القش، ما يعني أنه من السهل احتراقه، وبمجرد أن تطاله النار تنتشر بسرعة لا تُصدق.
انكسار الموجة
وتوقع مكتب الأرصاد الجوية أن تنخفض درجات الحرارة، مع هطول الأمطار في وقت لاحق، لتنهي أسوأ موجة حرارة في تاريخ البلاد؛ حيث لم تعتد بريطانيا على الحرارة الشديدة، ومن ثم لم تُصمّم بنيتها التحتية لتراعي درجات الحرارة العالية.
التغير المناخي
ويعاني العالم الآن، من ارتفاع جنوني في درجات الحرارة؛ وذلك نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري، وتُعد درجات الحرارة المرتفعة في المملكة المتحدة جزءًا من موجة حارة أوسع نطاقًا تضرب أوروبا.
وتستعد فرنسا أيضًا لاستقبال موجة حارة أخرى، والتي أدت خلال الأيام الماضية لوفاة أكثر من 10 آلاف شخص في البرتغال وإسبانيا.
ويرى الخبراء أن ارتفاع درجات التلوث قد أدى إلى تغير المناخ في الكرة الأرضية، ما تسبب في اضطرابات درجات الحرارة غير المسبوقة خلال السنوات الماضية.
وتلتقي دول العالم سبتمبر المقبل، في مؤتمر الأطراف لقمة الأمم المتحدة للتغير المناخي؛ والذي يبحث ظاهرة الاحتباس الحراري، وما يأتي على العالم من تداعيات بسبب الأمر، والذي تستضيفه مصر في مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء.