قرار تنظيم السوق العقارى يفرق بين المطورين


مطالب بعدد من المحفزات للتوازن مع ضغوط القرار في الظروف الراهنة

الاحد 26 يونية 2022 | 02:02 مساءً
المطورون العقاريون
المطورون العقاريون
أشرف العمدة

مصطفى عبد الفتاح - ميسون أبو الحسن - ندى الجزيرى - مصطفى الخطيب

استقبل المطورون العقاريون قرار رئيس مجلس الوزراء لتنظيم السوق العقارى، بالكثير من النقاش ولا سيما حول توقيت إصدار القرار الذى يحمل الكثير من الأعباء والمطالبات للمطورين العقاريين في ظروف اقتصادية محلية وعالمية ليست سهلة، بينما يرى أخرون أن الظروف الراهنة أدعى لإصدار مثل تلك القرارات التنظيمية لحماية السوق والمتعاملين على حد سواء.

واشتملت القرارات التنظيمية الأخيرة على عدم جواز الإعلان عن بيع وحدات بأي مشروع قبل الحصول على القرار الوزاري باعتماد المُخطط العام، وعدم جواز الإعلان عن مرحلة جديدة إلا بعد التأكد بالالتزام بالبرنامج الزمني المعتمد للمرحلة السابق الإعلان عنها، وتقديم تقرير مالى نصف سنوي وحفظ احتياطي 5% لمواجهة الاستردادات وإيداع مبلغ مالى يتناسب مع الجزء المراد طرحه للبيع والكثير من الضوابط الأخرى التي تتطلب مزيد من الجهود الإضافية.

وقد شهدت النسخة السادسة من المائدة المستديرة THANK COMMERCIAL جدلاً كبيراً فى تفسير قرارات مجلس الوزارء الأخيرة بشأن تنظيم السوق العقارى وتنظيم بيع وحدات مشروعات التطوير العقارى ودورها فى نمو حجم أعمال السوق، كما اختلف المطورون حول توقيت القرار وآليات تعامل الشركات العقارية مع الضوابط الجديدة، في الوقت الذى يحتاج فيه السوق إلى المزيد من التيسيرات لكى يتمكن المطورون من عبور التحديات الراهنة.

وأكد المطورون أن السوق العقارى يحتاج إلى آليات جديدة للتعامل مع التطورات الاقتصادية العالمية التي نتجت عن الأزمة الروسية الأوكرانية واستمرار تداعيات جائحة كورونا وارتفاع أسعار خامات البناء والتشييد، كما طالبوا الحكومة بعدد من التيسيرات ومنها تخفيض أسعار الأراضى وتنشيط عمليات التمويل العقارى للأفراد لدعم وتحفيز معدلات الطلب في ظل انخفاض القوى الشرائية نتيجة ارتفاع مستويات التضخم.

أشرف عزالدين: الشركات تتعامل بحرص وتوقيت الضوابط يزيد الضغوط

قال المهندس أشرف عزالدين، العضو المنتدب لمجموعة الفطيم العقارية، : "إن الفترة الأخيرة أظهرت الكثير من الأزمات الاقتصادية التى تسببت فى مشكلات كثيرة، منها التضخم وارتفاع الفائدة، ونحاول فقط تهدأتها والتعامل معها بحرص، كما أن توقيت القرارات الأخيرة لتنظيم القطاع العقارى ليس الأفضل، فالضغوطات كثيرة ولسنا فى حاجة إلى ضغوط جديدة، وكان يجب انتظار حل الأزمات الاقتصادية الحالية".

وتابع: المطورين ينفذون دراسات لمشروعات مستقبلية تمتد لـ10 سنوات مثلًا، وأى تغيير فى القرارات الخاصة بالسوق سيؤثر بالتأكيد على تلك الدراسات، ولا يجب أن نعيش فى سوق يتغير فيه كل شئ بسرعة، خاصة وأن الدولة تعمل على تصحيح جزء معين دون تصحيح المنظومة بالكامل، مشيرًا إلى أن تصحيح التطوير العقارى لا يتم بدون توفير الأدوات التى يحتاجها للقدرة على الاستمرار، فنحصل على تجربة دولية مثلًا من الخارج لتطبيقها فى الداخل، لكن لا نهتم بنقلها بشكل كامل، وهى مشكلة تحتاج لحل فورى وعاجل.

وقال عز الدين إن مشكلة الأسعار وما يحدث فى السوق مؤخرًا، يتمثل فى رفع أسعار خامات التشييد والبناء بنسبة تصل 18% فى المتوسط وهناك خامات زادت بنسبة 30% وأخرى بنسبة 60%، والشركات رفعت الأسعار بنسبة 20% على مرحلتين منذ شهر أبريل الماضى ومن المتوقع زيادتها بنسبة 10% جديدة خلال الفترة المقبلة".

وأضاف أن المنافسة على البيع فى الفترة الأخيرة أوضحت أن أرقام المبيعات مرتفعة، لكن بدون تأمين على تثبيت السعر للمقاولين، والعقد المبرم مع المقاول يسمح بتعديل الأسعار بناءً على تغيير تكاليف الخامات أثناء التنفيذ، لكن لا يحدث هذا فى العقد المبرم مع المستهلكين، موضحًا أن مصر بالفعل جاذبة للاستثمار الأجنبى بسبب ارتفاع عدد السكان وعوامل أخرى هامة، لكن المستثمرين لا يستطيعون الحكم على المستقبل بسبب المتغيرات التى لا يستطيع مواجهتها، فأزمة العملة الصعبة تحد من ذلك، خاصة فيما يخص تسعير الدولار.

وأشار إلى أن استمرار التغيرات وبصورة سريعة يمنع من زيادة نمو الاستثمار الأجنبى، وفترة ما قبل التعويم الجزئى الأخير واستقرار العملة شهدت مصر دخول استثمارات كبيرة، لكن بعد التعويم الأخير بالتأكيد سيفكر المستثمرين الأجانب قبل أن يقرروا الاستمرار فى أعمالهم وتطويرها قبل الاطمئنان على المستقبل، والاستقرار هو ما سيجذب الاستثمارات.

محمد الطاهر: المستثمر السعودى ينظر بتفاؤل إلى السوق المصرى

صرح المهندس محمد الطاهر الرئيس التنفيذى للشركة السعودية المصرية للتعمير، إن الاستثمار السعودى لديه نظرة تفاؤلية للأسواق المصرية فى مجالات مختلفة من بينها قطاع التطوير العقارى، بفعل مكانة مصر وثقلها فى المنطقة العربية، وأن السوق العقارية السعودية تمتلك تجربة سابقة عن السوق المصرى فى تفعيل صناديق الاستثمار العقارى، ومن ثم يجب على الجهات المعنية تغيير الأدوات لجذب مزيد من الاستثمارات، بجانب قواعد لضبط السوق ومصطلح "جهة الولاية" يجب توضيحه للاستثمار الخارجى.

وأوضح أن القرارت التى اتخذتها الدولة مؤخرا، قرارات جيدة، لكن مشكلتها فى توقيتها، لأن الوقت حاليا صعب وغير مناسب، والسوق يشهد تحديات، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة ومعدلات التضخم، وبعض شركات التطوير العقارى تحرق الأسعار، وفى حالة تعثرها تشوه سمعة السوق ككل، وهذه القرارات جدية لأنها تضبط السوق.

وتابع: قرارات الحكومة جيدة من ناحية تنظيم السوق، وتساعد على خلق مطور حقيقى بملاءة مالية وخبرة تكفى لتنفيذ مشروعات بحجم كبير مثل 500 و1000 فدان، ولكن يجب أن تضع الدولة تسهيلات لصناعة العقارات، باعتبار أن العقارات تؤثر فى حياة كل المصريين، والتسهيلات تأتى من خلال فترات التنفيذ والتمويلات البنكية واستصدار التراخيص فى فترات مناسبة، خاصة وأننا نشعر بوجود تردد من البنوك أثناء طلب لتمويل مشروعات جديدة، مع الموازنة بين القرارات التنظيمية والتسهيلات.

أحمد الطيبى: الضوابط ستوفر تنظيم أكثر فاعلية للسوق العقارى

قال المهندس أحمد الطيبى رئيس مجلس إدارة شركة TLD، إن الضوابط التى أصدرها مجلس الوزراء ستسمح بتنظيم أكثر فاعلية للسوق العقارى، خاصة وأنها حددت مساحات بعينها للمشروعات، وكل مساحة لها ضوابط بداية من المساحات أقل من 50 فدانًا وصولًا إلى المساحات التى تتجاوز 1000 فدان، موضحًا أن الضوابط حددت أيضاً نسب مراحل العمل فى المشروعات وحساباتها التمويلية فى البنوك قبل أن يتم طرحها للبيع أمام المستهلكين، ويتيح هذا الوضع للشركات الجادة الاستمرار فى العمل على مشروعاتها القائمة بالفعل، مع طرح مشروعات جديدة فى المستقبل، وبصورة أخرى تحمى المستهلك والعميل، وهى خطوة جديدة وجيدة.

وتابع: «عملية تصدير العقار والتوسع فيها تحتاج لمراكز قانونية قوية وسليمة لتشجيع الاستثمار فى المدن الجديدة، وبصورة تُحقق ضمانة قوية للمستهلك بأن ما سيدفعه مقابل الوحدة السكنية أو غيرها سيتم إنفاقه على المشروع، موضحًا أن ذلك سينعكس على قيمة الاستثمار فى المشروع، خاصة وأن المطورين ينتظرون فترة زمنية طويلة قبل أن يحصلوا على الرخص وإتمام الإجراءات النهائية، وهى فى الطبيعى تستغرق فترة لا تقل عن 9 أشهر وتزيد على عام فى حالات عدة، ومع الضوابط الجديدة قد تزيد هذه المدة الزمنية.

وأضاف: «سيدفع ذلك لزيادة المبالغ المستثمرة فى المشروعات ما يمثل عبئا على المشترين فى ظل المعروض الذى بدأ إنشاؤه منذ عام 2019 تقريبًا ولا تزال مشروعات حالية قائمة تحت الإنشاء، ما سيرفع الأسعار بسبب التكلفة الاستثمارية الجديدة فى السوق.

محمد عبد الغنى: السوق مرهق بأقساط كبيرة مع ضغوط التكلفة والمنافسة

صف الدكتور محمد عبد الغنى رئيس مكتب ECB للتصميمات والاستشارات الهندسية، وضع السوق العقارى فى الفترة الحالية بـ«المُرهق» فى ظل الأقساط الكبيرة وضغط الأسعار والمنافسة الكبيرة بين المطورين الذين يطرحون منتجات كثيرة متشابهة إلى حد بعيد، والكثير من أوضاع السوق تدفع العملاء للجوء إلى الأقساط الطويلة، خاصة مع الأسعار المرتفعة والتى لا تزال ترتفع.

وتابع: «لا يمكن وضع أى حساب لأسعار البيع لتتوائم مع عدد كبير من المطورين، وهامش الربح لا يمكن أن يتوائم مع قفزات التضخم الماضية والمقبلة بسبب استمرار الأزمات الاقتصادية ومن المتوقع أن تضغط على أسعار الخامات فى المستقبل إضافة إلى الضغوطات الحالية، وأن الفجوة التمويلية تظهر من خلال البدء فى إنشاء المشروع وبيع جزء منه بسعر ما يتم دفع مقدم منه، ومقدم عند الاستلام بعد عامين، مع تحديد مدد زمنية لأقساط طويلة الأجل لتظهر الفجوة التمويلية بصورة واضحة بعكس السلع العادية التى يتم تداولها بسهولة أو على أقساط قصيرة المدى.

وقال إن الفجوة التمويلية لايمكن أن تغطيها شركات التطوير العقارى من أموالها الذاتية، لذا ستلجأ إلى التمويل البنكى، لكن ستجد أن الفائدة مرتفعة جدًا، لتلجأ بعد ذلك إلى عقد مُشاركات أو ترتيبات مالية مع المقاولين ما يضغط على المطور فى النهاية، موضحًا أن ما أصدرته الحكومة بشأن المطورين العقاريين من ضوابط، يتم تداولها ومناقشتها منذ عام 2017 تقريبًا، وحتى ما قبل صدورها، ويمكن أن نضع لها عنوان عريض هو تغير موديلات التطوير العقارى.

وأضاف أنه فى الماضى كان المطور يبدأ فكرة مشروع ما ثم يحصل على الأموال من المستهلكين ثم يبدأ تنفيذ المشروع مرحلة مرحلة ، لكن هذا الوضع انتهى تقريبًا، وأن القرارت الأخيرة بالفعل هى خطوة على الطريق نحو وجوب حصول المطور العقارى على جهة تمويل، ويجب أن تكون التمويلات من البنوك، كما يجب أن يعلم أن يده ستُغل فى عملية الاستثمار، بعكس الماضى، إذ كان يمكنه الإنفاق كيفما شاء وقتما شاء.

وتابع: وفقًا للضوابط الجديدة سيتم الاتفاق مع البنك على التمويل إذا حصل عليه بالفعل، على أن تكون الاستثمارات فى حسابات بعينها للمشروع وستخرج بحساب، ودور المطور سيكون فى الدفع والتطوير فقط، أملًا فى ظهور باب أمل للمطورين الذين باعوا مشروعاتهم بأسعار سابقة للزيادات الحالية لتعديل تلك الأسعار للقدرة على تنفيذ المشروعات ضمن القرارات الجديدة، مع إتاحة الفرصة لتعديل العقود مع المقاولين ومراجعة الأسعار، وإن كان ذلم يستلزم مُعادلة كبيرة، مع ربط الأسعار القديمة مع التطور فى السوق.

وأضاف أنه يجب أن يتم إدخال البنوك فى هذا الملف بصورة قوية وفورية، خاصة وأنه سيحدث تعويم للمشروعات، وستتعثر الكثير من المشروعات، ويجب أن نعلم ذلك ونتيقن منه، فنحن نتحدث هنا عن صناعة شديدة الحساسية، كما أن الإشاعات هى أكبر تحدى يواجه الشركات العقارية، مطالبًا بإيجاد طريقة لتعويم المشروعات، التى يمكن أن تتعثر و هذا بعض ما يدور من أحاديث فى السوق منذ 2017، وكل يوم يتزايد الخطر فى المشهد، فما يحدث اليوم من مستجدات لم يكن متواجد من 5 سنوات، ويجب أن يتم عمل موديل مختلفة لكل شيئ.

وأضاف أن المطورين يجب أن يستخدمو مفهوم «الهندسة القيمية» أو ما هو معروف بتعديل التصميمات بما يُحقق مُعدلات تقنين كبيرة على مستوى التكلفة، وبالفعل بعض المشروعات استطاعت تخفيض حتى 10 و12% من التكاليف المحددة سلفًا فى بداية الإنشاءات بدعم من تعديل التصميمات، موضحًا أن إعادة الدراسة الهندسية لكل عناصر المشروع يمكنها أن تُحقق نفس الهدف والكفاءة بدون التأثير على جودة المنتج، إذ يتم دراسة مجموعة من البدائل حتى الوصول إلى أفضل تصميم ممكن بأقل تكلفة ممكنة.

وتابع: باقى التحديات فى السوق العقارى وفقًا للمتغيرات الجديدة التى أصدرتها الحكومة لا يمكن لأحد أن يتنبأ بنتائجها فى الحقيقة، فالملف يحتاج إدارة جيدة مع فتح طاقة أمل للمطورين، ويجب الوقوف على حقيقة أن أخر 5 سنوات تم توجيه 25% من حجم الاستثمار الحكومى نحو القطاع العقارى، وهذا بمثابة وحش يحتاج لترويض.

وذكر : "إننا بحاجة لإخبار الحكومة بالحقيقة، وهى أن تدرس السوق العقارى وتُصنف الشركات وفقا لمشكلاتها خاصة العاملة منها فى مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، مع وضع تصورات للحلول بشكل استباقى وعدم انتظار حدوث الأزمات، وتعريف الشركات بها وتعريف كل شركة بطريقها السليم، مع التأكيد على أن المشروعات الحكومية والخاصة يجب أن تُقدم دراسة هندسة قيمية، واقترح أن ذلك يبدأ من المشروعات التى تتجاوز قيمتها 50 مليون جنيه، فى ظل التاوصل المستمر بين غرفة التطوير العقارى ومجلس الوزراء وبشكل دورى ربما كل 3 أسابيع مثلًا، وكل ما صدر هو محل مداولة منذ 2017، وأشهد عليها شخصيًا، وبعضها تغير وفقًا لرغبات بعض المطورين الذين تقدموا بها للحكومة.

وأضاف أن المشكلة الوحيدة هى موعد صدور وتطبيق التعليمات الجديدة، إذ كان لابد من النظر إلى وضع المطورين وتأمين عمليات الحصول على التمويلات، وإعطاء فرصة لربط سعر المنتج للمستهلكين مع تغير أسعار الخامات، لكن ذلك قد يجعل المستهلكين يجهلون أسعار ما يشترونه، وقد يضر ذلك بالسوق، وهنا نجد أنفسنا فى معضلة يجب أن نقف عندها ونعمل على وضع جلول عاجلة لها.

أيمن سامى: السوق يتمتع بنظرة تفاؤلية حتى فى أصعب الظروف

قال أيمن سامى المدير التنفيذى لشركة "جيه إل إل" للاستشارات العقارية مصر، إن السوق العقارى يتمتع بنظرة تفاؤلية، حتى مع أصعب الأوقات لأن معدل النمو الاقتصادى فى مصر أفضل من دول أخرى، والتحديات التى يشهدها السوق ليست جديدة، مضيفًا أن نموذج العمل بالسوق العقارى المصرى مختلف عن الأسواق الخارجية، حيث يعتمد فى مصر على نظام البيع على الماكيت أو تحت الإنشاء، لكن الأسواق الخارجية تعتمد على الملاءة المالية للمطور والملاءة المالية للعملاء، والمطورين بالأسواق الخارجية يعتمدون على التطوير فقط، ويتركون بقية الخدمات لمشاركات شركات أخرى، كالتمويل والإدارة والتشغيل، مطالبًا بتوفير دراسة جدوى سليمة للسوق العقارى واحتياجاته لتقليل الخسائر التى قد يتعرض لها المطور.

وأشار إلى أن الطلب مازال يتجه لمشروعات شرق القاهرة، والسوق يشهد معدلات نمو متزايدة والمعروض يتزايد سنويا بنسبة 10%، وحركة السوق العقارى فى ظل الأزمات الحالية، تتضح أكثر فى نظم الإيجار، بخلاف السكن الأولى، وأن وقف الاستيراد من التحديات التى تواجه قطاع التجزئة، نتيجة اعتمادهم بنسبة كبيرة على منتجات تصديرية، ما يمثل عبء على المستهلكين نتيجة قلة المبيعات، وبالتالى تراجع القوة الشرائية، ما يعرضهم للتعثر وعدم سداد قيمة الإيجار، وبالتالى سيكون لها تأثير سلبى على القطاع العقارى.

وأشار سامى إلى أن التكلفة الإنشائية تعرضت لزيادات متتالية نتيجة ارتفاع أسعار الخامات بنسبة تتراوح بين 18 و20%، والأسعار ارتفعت بنسبة بين 15 و30 % وبعض المطورين يتعاملون بسرعة مع الموقف، لكن السوق يشهد حالة من الضبابية، ومنهم من أوقف البيع نهائيا، أو تأجيل طرح مراحل من المشروعات، وأن السوق شهد تباطؤا فى حركة مبيعات الوحدات الإدارية خلال أزمة كورونا، لكنها انتعشت مرة أخرى فى 2021 نتيجة وجود رغبات شرائية مؤجلة، وواصلت نموها خلال النصف الأول من 2022.

أيمن عبد الحميد: احتياج المشترين يزداد نحو التمويل العقارى

قال أيمن عبد الحميد العضو المنتدب ونائب رئيس مجلس إدارة شركة التعمير للتمويل العقارى "الأولى"، إن هناك فجوة فى سوق التمويل العقارى وأصبح المطور يقوم بدور البنوك فى تمويل المشروعات، والقرارات الأخيرة التى أصدرها مجلس الوزراء ستضبط السوق العقارى، كما أن قرار هيئة الرقابة المالية بالسماح بتمويل المشروعات تحت الإنشاء سيؤدى إلى التوسع فى تمويل المشروعات العقارية، موضحًا أن هناك بعض المقترحات التى قد تؤدى إلى طرح بدائل تمويلية أفضل للمطورين والسوق فى الفترة الحالية لضبط العلاقة بين المطور وجهة التمويل والعميل النهائى.

وأشار إلى أنه يجب توفير ضمانات مثل توقيع غرامات على شركات التطوير غير الملتزمة بمواعيد التسليم لأن تكلفة الدين فى حال التأخير تكلف شركة التمويل العقارى الكثير، وتابع: "إجراءات التمويل لدى شركات التمويل العقارى أسهل بكثير من البنوك، لافتًا إلى أن عوائق تفعيل ملف التمويل العقارى تتمثل فى محورين، الأول ارتفاع سعر العائد، والتى تمثل عبء مادى كبير على العميل، والمحور الثانى يتمثل فى الإجراءات القضائية فى حالة تعثر العميل وعدم قدرته على سداد الأقساط.

وأشار عبد الحميد إلى أن لجوء المطورين العقاريين لبيع مشروعاتهم بنظام "أوف بلان" مخاطرة كبيرة للمطور ويجب توفير حلول تمويلية متنوعة لمساندة المطور العقارى ودعم قدرته على الاستمرار فى القطاع ونمو حجم أعمال، مشيرًا إلى أهمية التأمين على حياة العملاء فى حالة شراء الوحدات بالتقسيط، خاصة الأقساط طويلة الأجل، مع توعية المستهلكين بأهمية ذلك، فالبعض يرفضون الموافقة على هذا البند فى التعاقد.

عن توفير التمويل العقارى للمصريين العاملين فى الخارج، ورد أيمن عبد الحميد، بأنه يتم توفير تمويل عقارى للمصريين بالخارج، ولكن بشرط اعتماد مستندات التمويل من السفارة المصرية فى الدولة التى يعمل بها الشخص الراغب فى الحصول على قرض عقارى، أما فى حال قيام المطور العقارى بضمان العميل فى حالة تعثره، ففى حالة تعثر العميل يكون الرجوع على المطور، وإذا لم يقوم المطور بسداد يعود صاحب الدين على العميل مرة أخرى بدون الرجوع للمطور، فأغلب المطورين يرفضون التوجه المباشر إلى العميل دون الرجوع إليهم.

وتابع: يجب أن يتم تعميم فكرة التصميم العقارى قبل تصدير العقار المصرى، خاصة فى الوحدات الإدارية والخدمية مثل المستشفيات، وأن يتم معرفة كيف سيتم تنفيذ العمل ومن هو العميل المستدف منه، كما يجب توفير فريق آخر مع فريق التصميم وهو فريق التسويق للوقوف على نوع العميل واحتياجاته، ومن ثم يتم التصميم وفقًا لذلك".

واستطرد : "العقار ليس فقط بيع شقق أو تأجيرها، بل الأهم هو تحريك استثمارات الصناديق العالمية للدخول إلى مصر بناءًا على خطط واضحة تضمن عوائد جيدة، ولو استطعنا إدخال شركاء أجانب أقوياء بملاءة مالية جيدة سنحقق طفرة فى السوق العقارى المصرى».

أحمد مسعود: المطور أضعف حلقة فى المنظومة.. وكل القرارات لصالح المشترى

قال أحمد أمين مسعود ئيس مجلس إدارة شركة منصات للاستثمار العقارى، إن القرارات التى أصدرتها الحكومة مؤخرًا بشأن التطوير العقارى لها عدة أبعاد، والمطور العقارى أصبح أضعف حلقة فى المنظومة، فكل القرارات لصالح المشترى والمطور هو الأضعف، وأن القطاع العقارى من أكبر المساهمين فى الناتج المحلى الإجمالى لمصر، واستوعب نحو 99% من نحو 3 ملايين عامل عادوا من ليبيا خلال السنوات الماضية، ولكن معدلات الربحية تُثقل فى الفترة الأخيرة كاهل الشركات، والكثيرين ينظرون إلى حجم المبيعات وليس الأرباح الفعلية، كما أن جزءا كبيرا من تكلفة المشروعات متمثل فى الأسمنت والحديد.

وتابع : سعر الحديد مرتبط بالدولار وهذا مفهوم، لكن الأسمنت زادت أسعاره بصورة كبيرة، ولم تصدر توجيهات حكومية بحماية حقوق المطورين فيما يخص العقود مع المقاولين كما تحافظ على حقوق المستهلكين، وأن القرارات التى أصدرها مجلس الوزراء تحتاج إلى توضيح، لأن المنتج العقارى مختلف عن باقى السلع والمنتجات، ولا يمكن أن يتحمل فائدة بنكية، لذا يجب أن يدخل منتج تمويلى جديد مثل مبادرة التمويل العقارى بفائدة بنكية 3% فقط،ـ، لافتا النظر إلى السوق الثانوى فى التمويل نجد أن البنوك هى التى تدخل لشراء السندات حين التوجه للتمويل عبر توريق مستحقات الشركات لدى العملاء.

وقال إن المطور يتحمل دورة التنمية بالكامل على حسابه الخاص بداية من شراء الأرض وتطويرها حتى تمويل تنفيذ المشروع بالكامل، والقرارات التى أصدرها مجلس الوزراء ليست جديدة، فالمادة 15 من قانون حماية المستهلك تُلزم المطور بعدم البيع قبل الحصول على قرار وزارى، إذًا الأزمة فى أنها كانت لا تطبق وهذا شأن آخر، وكان من الأولى أن تتقدم الحكومة بمشروع قانون لصياغة العلاقة بين المطور والمستهلك، على أن يعلم المطور فى جميع المناطق ما هى حقوقه وواجباته، وكذلك المستهلك، وحتى الآن لم نر تحركًا حقيقيًا بهذا الخصوص، ونحن بحاجة لآلية واضحة وشفافة لإدارة التدفقات النقدية بكفاءة وتوحيد جهة إصدار الترخيص وتحديد الرسوم وفقا للمدة الزمنية اللازمة لإصدارها.

محمد البستانى: الضوابط تحتاج إلى فترة انتقالية لا تقل عن 3 سنوات لاستيعابها

قال المهندس محمد البستانى رئيس جمعية مطورى القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية، إن الضوابط التى أصدرتها الحكومة مؤخرًا لا شك أنها ستضبط السوق العقارى وهى خطوة جيدة، لكن يجب الفصل بين وضع السوق العقارى فى السابق، ووضعه فى ظل تلك الإجراءات الجديدة، موضحًا أن الفارق كبير بين المطور العقارى والمستثمرين فى الصناعات الأخرى، ففى السابق كان المطور يحصل على أرض المشروع بسعر رخيص وإجراءات أسهل، لكن تغير الوضع حاليًا، إذ أصبح يدفع نسبة مقدم تصل إلى 20%، والعميل لديه قبول ضمنى بهذا الوضع عندما يأتى لطلب شراء وحدة ما، فيما يتعلق بالأقساط"، وتسائل: «من سيمول هذه التكاليف فى ظل الضوابط الجديدة، فالعميل سيدفع نحو 10% من قيمة الوحدة كمقدم، والشركة تحصل على ربحها بعد 5 سنوات نظرًا لطول فترات الأقساط.

وأوضح أن الوضع الحالى يحتاج لدعم بنكى بطريقة ما، خاصة وأنه لا يجوز أن يدفع المطور 30% من التكلفة الاستثمارية لمشروع تصل استثماراته إلى مليارات الجنيهات، فمن من المطورين يملك حتى مليار جنيه فى البنك كرصيد، مضيفًا أن الضوابط الحكومية الجديدة التى صدرت للمساحات الكبيرة فوق 1000 فدان تخص عدد ضئيل من المستثمرين، وأغلب الشركات يعملون على مساحات أقل.

وتابع: أعتقد أن تكون الفترة الانتقالية بين الوضعين القديم والجديد وفقًا للضوابط المعلنة مؤخرًا نحو 3 سنوات على أقل تقدير وليس عام كما هو مُحدد، كما أرغب فى التأكيد مرة ثانية على أننا مطورين ولسنا مستثمرين، ولا يوجد مطور واحد فى مصر يملك مليار جنيه فى البنك، هذه حقيقة أعلمها جيدًا، وبنسبة كبيرة سنجد أزمة فى التمويلات إذا لم توجد حلول قريبة.

جاسر بهجت: الأفضل للشركات عدم بيع المشروع بالكامل

أوضح المهندس جاسر بهجت الرئيس التنفيذى لشركة مدار للتطوير العقارى أنه لا توجد بدائل قوية أمام الشركات، فإذا باعت المشروع بالكامل سيتم تسليم المشروع بالكامل، والأفضل أن لا تبيع الشركة المشروع بالكامل حتى وإن كان الطلب مرتفع، فهذا خطأ يقع فيه الكثيرين، فمن لا يزال يملك جزء من المشروع فى ظل المتغيرات الحالية سيستطيع أن يتنفس الصعداء.

وتابع: منذ عامين كنا نعلم أن الكثيرين سيخرجون من السوق، لكن ما تغير هو سرعة الخروج، والفائض المتاح للبيع من المشروعات القديمة سيمنح الفرصة لزيادة الأسعار وتعويض الخسائر، ونعمل حاليًا كمن يقود مركب فى عاصفة، إذ أن أى قرار يمين أو شمال ممكن يخرجك من السوق وميرجعكش تانى، موضحًا أن إلى تغير كبير فى أسعار الحديد التى سجلت قبل شهرين 22 ألف جنيه للطن، وحاليًا بـ18 ألف جنيه، والأمر أصبح أشبه بالبورصة التى تتغير بها أسعار الأسهم بصورة يومية، وما يجب أن يحدث هو الانتظار والهدوء إذا كنا نملك رفاهية الانتظار، متابعًا أن جزء من الخروج من الأزمة هو القدرة على الدخول فى مشروعات جديدة بأسعار حديثة تمكن المطور من الاستمرار فى العمل.

علاء فكرى: الضوابط لصالح المشترى.. وتوفير الضمانات يعزز المبيعات

قال المهندس علاء فكرى رئيس مجلس إدارة شركة بيتا إيجيبت للتنمية العمرانية، إن الضوابط التى أقرها مجلس الوزراء مؤخرا ضرورية لأنها فى صالح المشترى، والسوق هو المشترى، وتوفير ضمانات للمشترين يعزز من نمو وقوة السوق، متابعًا أن ذلك يحمل جزءا سلبيا فى تغيير شكل السوق فى توقيتات غير مناسبة، ووضعت ضغوطا بجانب الضغوط التى يشهدها القطاع الاقتصادى من ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع أسعار الخامات، بجانب تزايد معدلات التضخم".

وأشار إلى أن السوق كان يمنح العملاء فترات سداد على خمس سنوات خلال عام 2016، لكن التنافسية دفعت الشركات لتقديم فترات سداد وصلت إلى 15 عاما فى بعض الشركات، كما أن حجم السوق تغير لأن عدد مطورى التجمعات السكنية المتكاملة فى شرق القاهرة كان لا يتعدى 10 شركات، لكنها حاليا وصلت إلى نحو 150 شركة.، وموضحًا أن هناك مجموعة من العوامل اجتمعت مع بعضها، لتمثل عامل ضغط على المطورين، وشركات التطوير العقارى المدرجة بالبورصة تراجعت أرباحها من 30 إلى 16% رغم ارتفاع حجم المبيعات، ورغم الأزمات التى يتعرض لها السوق العقارى فليس من الحكمة أن تغير الشركات نشاطها وتسرح العمالة، لأن التطوير العقارى يمثل مهنة كثير ممن ينتمون للقطاع.

وأضاف أن هناك جزء من الأزمة يتحمله المطورون، نتيحة التوسع فى طرح المشروعات نتيجة البيع تحت الإنشاء، وهو نموذج خادع ومع الأزمات ينكشف وضع الشركات، وعلى المطورين أن يتجهوا لمزيد من التحوط، والنجاح ليس فى البيع لكنه فى التسليم وفقا للمواعيد المحددة.

وقال فكرى إن كافة المشروعات المطروحة تتناسب مع الفئات من القدرات الشرائية A، وذلك بفعل ارتفاع تكاليف مدخلات هذه الصناعة، من ارتفاع قيمة الأرض وارتفاع أسعار الخامات ومواد البناء، ولا يوجد مشروعات تخدم المستويات من فئة B وC، والتى تمثل نحو 90 % من المجتمع المصرى، وتابع: "هذه الفئة تريد وحدات سكنية لا تتجاوز قيمتها 500 ألف جنيه، ولا يمكن لأى من شركات التطوير العقارى تقديم منتجات بهذه الأسعار، فى ظل ارتفاع أسعار الأراضى ومواد البناء.

هشام هلال: التصميم المعمارى يبحث دائماً عن الأفضل

ذكر المهندس هشام هلال المدير التنفيذى لشركة كرايتيريا ديزاين جروب، إن القطاع العقارى من أهم القطاعات الاقتصادية فى مصر، إذ يخدم المسكن والسياحة، والقطاع يواجه تحديات كبيرة خلال الفترة الحالية، والتصميم المعمارى لا يمكن أن يكون بمعزل عن القطاع وتحدياته، مضيفًا أن التصميم المعمارى يبحث دائما عن الأفضل ويضع حلول للمشكلات والتحديات ولا يمثل انعكاسا لها، بل يعمل على إيجاد حلول لها، وأغلب التحديات تمثل تحديات اقتصادية واستثمارية.

وتابع: "إذا ظهرت التغيرات السلبية على المنتج العقارى كانعكاس لسوء الظروف السياسة والاقتصادية، ظهرت العشوائية، والتصميم يعد انعكاسا للمجتمع وظروفه، ولكن يجب أن يضع حلول للمشكلات والتحديات وليس معبرا عنها"، موضحًا أنه من الضرورى مساهمة التصميم المعمارى فى وضع حلول للتغيرات المتسارعة اجتماعيا واقتصاديا، ويجب أن يتوافق التصميم المعمارى مع المبانى وفقا لاحتياجات المستخدمين ومتطلباتهم المتغيرة.

وأضاف أن العمارة الخضراء مكلفة ولكنها موفرة للتشغيل والطاقة، وهنا يكمن دور المصمم المعمارى فى إيجاد حلول لتقليل وخفض تكلفة الإنشاءات حتى تكون تنافسية، وقد وصلنا فى بعض المنتجات لخفض تكلفة التشغيل بنحو 60%.، مشيرًا إلى ضرورة أن يوفر التصميم المعمارى حلولا مرنة فى ظل التطور التكنولوجى والاعتماد المتزايد على العمل من المنزل، ما أدى إلى تقليل مساحات الوحدات الإدارية والتجارية وخاصة فروع البنوك، وتابع: "السوق المصرى يحاول الوصول إلى الاستدامة، لكن الفكر المعمارى فى الخارج يتحدث عن العمارة المقاومة التى تخضع للتغيرات المستقبلية سواء فى ثقافة العملاء أو تغير مطالبهم أو التغيرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية.