ماذا يعني مصطلح التضخم؟ وكيف يمكن علاجه؟

مُدّن تُغلق بالكامل، ومصانع كُبرى تقفل أبوابها، وسلاسل إمداد تتقطّع بها السُبّل، إنها جائح كورونا التي أشعلت أسعار الوقود والشحن، فانعكست في أسعار السلع والخدمات، وهبوطًا في مخزونات جيوب المواطنين، وهذا باختصار هو "التضخم".

أعدت "بلومبرج" تقريرًا، كشفت خلاله مفهوم مصطلح "التضخم"، والذي أصبح العالم يتحدث به ليلًا ونهارًا، وتصرخ به الدول في كُبرى المؤتمرات، بواءً كانت الكُبرى منها أو الناشئة.

تعالت صيحات اقتصادات الدول حول العالم، جرّاء ارتفاعات غير مسبوقة في معدلات التضخم، وهو ما دفعها لحِزمة من إجراءات التشديد النقدية، لكبح جماح الأزمة.

في الولايات المتحدة، التي تتمتع بعُملة مُهيمنة عالميًا، تحرّك الفيدرالي الأمريكي نحو رفع سعر الفائدة، لكن ماذا يعني ذلك؟

ماذا يعني رفع سعر الفائدة؟

أوضحت بلومبرج" في تقريرها، أن رفع سعر الفائدة، يعني رفع تكلفة اقتراض البنوك من البنك المركزي، وبالتالي ارتفاع تكلفة الاقتراض على العملاء، وفي المُحصلة يعني ارتفاعًا في قيمة الدولار.

وعندما نقول ارتفاعًا في تكلفة الاقتراض، فهذا يعني أن ذلك يشمل كافة أنواع القروض، سواءً كانت حكومية أو فردية او أسرية، بدءًا من قروض الرهن العقاري، مرورًا بقروض شراء السيارات، وليس انتهاءً لما يتراكم على بطاقات الائتمان من تكلفة الاستهلاك اليومي.

الصورة ليست قاتمة تمامًا

ربما ليست كل الصورة قاتمة بشكل كامل، ولكن هناك من ينتظر فرع سعر الفائدة، إنهم المُودعون، فرفعه يعني زيادة في العوائد على الودائع، خاصة وأن الودائع المصرفية باتت شكلًا من أشكال الاستثمار، وذلك عن طريق وضعها داخل حسابات وتقاضي فوائد عليها، فإن رفع سعر الفائدة أصبح يُشكّل عامل جذب للمُودعين.

وكشف التقرير، أن ارتفاع الودائع المصرفية يعني بالضرورة تقليص حجم الكُتلة النقدية داخل الأسواق، وتراجعًا في الطلب والاستهلاك، وتباطؤًا في النشاط الاقتصادي، وهو ما يضمن الوصول إلى الهدف الأساسي، وهو كبح جماح التضخم.

ضرب الاقتصادات الناشئة

ولكن في الطرف الآخر من العالم، يُنظر إلى قرار الولايات المتحدة الأمريكية، على أنه وصفة لضرب الاقتصادات الناشئة، ولكن لماذا؟

بالعودة إلى عواقب رفع سعر الفائدة، نجد أنها تشمل رفع تكلفة الاقتراض، وهذا تحديدًا ما تشهده الاقتصادات الناشئة المتعثرة الراغبة في استدانة قروضٍ سيادية، مٌقوّمة بالدولار، أو حتى عُملة أخرى مُرتبطة بها.

بينما قاعدة المخاوف تمتد أيضًا لتشمل الدول المستقرة، التي تربط عملتها الوطنية بالدولار، بوصفه عملة قوية؛ فرفع سعر الفائدة يعني ضربة لسعر الصرف المباشر تجاه الدولار، ولهذا كله، تُسارع الدول الناشئة عادة إلى اللحاق بسعر الفائدة الأمريكي، وما الم تفعل ذلك قد تواجه عملتها المحلية الضعف، وتعاني من صعوبات في الاستدانة، وهروب رأس المال، وهي أخطار شهدتها دول نامية عام 2013، وتخشى تكرار السيناريو ذاته مرة أخرى 

ماذا يعني مصطلح التضخم؟ وكيف يمكن علاجه؟