ملايين الدولارت وإغلاق مئات الفروع | حرب غزة مستمرة والمقاطعة كذلك.. الشركات الداعمة للاحتلال تدفع ثمنا باهظا رغم تغيير موقفها السياسي


الخميس 02 مايو 2024 | 03:34 مساءً
مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال
مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال
محمود عبد الرحمن

أعقاب الأيام الأولى لاندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، دشن آلاف الأشخاص الذين يدعمون القضية الفلسطينية حول العالم، حملات مقاطعة ضد الشركات المختلفة ما بين الغذائية وتقديم الماكولات وغيرها التي تدعم إسرائيل، لتكبيدها خسائر فادحة بسبب دعمها للاحتلال  الذي أزهق ما يزيد عن 30 ألف فلسطينيا "رجالا ونساءا وأطفالا".

كانت هذه الحملات التي تناثر تأثيرها بما دولة وأخرى قوية ومتنامية، والتي سرعان ما بدأت تظهر نتائجها، وفق ما أعلنته تلك الشركات الداعم للاحتلال بنفسها، والتي لجأ  البعض منها إلى تغيير أسلوب الداعم الواضح إلى أساليب أخرى، تفاديا لخسائر أخرى حالة الاستمرار.

مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلالمقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال

وبالرغم من أن المواجهات كانت تستمر منذ أكثر من 100 يوم، فإن هذه الشركات ما زالت تعاني من آثار الحملات المقاطعة، إذ شهدت الشركات العالمية الكبرى، مثل ستاربكس وماكدونالدز وكنتاكي فرايد تشيكن، تأثيرًا ملموسًا لهذه المقاطعات. 

وبدأ التأثير عندما  رفضوا المواطميم شراء المنتجات أو تناول الطعام في هذه المطاعم والمقاهي، اعتراضًا على دعمها لإسرائيل. وبسبب هذا الضغط المستمر، بدأت الشركات ترى نتائج سلبية على أعمالها. انخفضت المبيعات وتدهورت الأرباح، مما أدى في بعض الحالات إلى إغلاق فروع عديدة.

خسائر الشركات الداعمة للاحتلال مستمر.

وقدّمت شركة ستاربكس إعلانًا ماليًا مُخيبًا للآمال يوم الثلاثاء الماضي، حيث خفضت توقعاتها لمبيعات وأرباح العام بأكمله، بعد أن شهدت فترة مالية كارثية في الربع الأول. 

وكان الربع الثاني أشد بكثير، إذ انخفضت مبيعات المتجر نفسه (أي تلك التي كانت مفتوحة لمدة عام واحد على الأقل) بنسبة 4٪، في حين توقع المحللون زيادة بنسبة 1٪.

وترجع ستاربكس هذا التراجع الشديد في المبيعات إلى عدة عوامل، بما في ذلك المقاطعة المستمرة لمتاجرها نتيجة لموقفها المثير للجدل تجاه الحرب في غزة. 

ورغم أن الأثر كان واضحًا بشكل رئيسي في الشرق الأوسط، إلا أنه شمل أيضًا الولايات المتحدة ومناطق أخرى، إذ تؤكد الشركة أنها تتمسك بموقف غير سياسي وتنفي أي دعم للجيش أو الحكومة الإسرائيلية.

وبدأت المقاطعة في الازدياد في الخريف الماضي، بعد أن قامت شركة ستاربكس برفع دعوى قضائية ضد نقابة عمالها المتحدة بسبب منشور مؤيد للفلسطينيين على حساب النقابة على وسائل التواصل الاجتماعي. 

مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلالمقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال

وأكدت ستاربكس في ذلك الوقت، أن الدعوى القضائية تهدف إلى منع النقابة من استخدام اسمها وشعارها، مما قد يربك العملاء. وعلى الرغم من أن الدعوى متوقفة حاليًا وتخضع للوساطة، إلا أن آثارها لا تزال تؤثر على أداء الشركة بشكل كبير.

إلغاء 2000 وظيفة بسبب المقاطعة

في مارس، أعلنت مجموعة الشايع، والتي تتخذ مقرها الكويت وتمتلك امتياز ستاربكس في الشرق الأوسط، عن إلغاء حوالي 2000 وظيفة بسبب المقاطعة، وهو ما يمثل نحو 4% من إجمالي قوتها العاملة.

وفي محاولة لإصلاح الضرر الذي لحق بسمعة الشركة، قامت الذراع الخيرية لستاربكس بالإعلان عن تبرع بقيمة 3 ملايين دولار لمنظمة World Central Kitchen، بهدف تقديم المساعدات الغذائية في غزة.

حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS)، التي تهدف إلى مقاطعة الشركات الإسرائيلية والدولية الداعمة لإسرائيل احتجاجًا على هجوم البلاد على الأراضي الفلسطينية، استهدفت أيضًا شركات أمريكية أخرى، بما في ذلك كوكا كولا وماكدونالدز وبيتزا هت.

كوكا كولا وماكدونالدز وبيتزا هت في مرمى النيران

وأثارت سلسلة مطاعم ماكدونالدز الإسرائيلية جدلاً عندما كشفت عن تبرعها بآلاف الوجبات للجيش الإسرائيلي في الأيام التي تلت هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر.

 وأعلنت الشركة في فبراير الماضي أن الحرب والمعلومات المضللة حولها "أثرت بشكل ملموس" على مبيعاتها، خاصة في الشرق الأوسط والدول ذات الأغلبية المسلمة مثل ماليزيا.

مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلالمقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال

أعلنت سلسلة مطاعم الوجبات السريعة يوم الثلاثاء عن زيادة متواضعة في أرباحها الفصلية، على الرغم من استمرار المقاطعة.

وفي مؤتمر عبر الهاتف، صرح كريس كيمبكزينسكي، الرئيس التنفيذي لشركة ماكدونالدز، للمحللين: "لا نتوقع رؤية أي تحسن ملموس في التأثير. حتى تنتهي الحرب". وأضاف أن المقاطعة "لا تزداد سوءًا".

سجلت سلسلة الوجبات السريعة دخلاً صافيًا في الربع الأول قدره 1.93 مليار دولار، أو 2.66 دولارًا للسهم الواحد، ارتفاعًا من 1.8 مليار دولار، أو 2.45 دولارًا للسهم الواحد، في العام السابق. ومع ذلك، فإن هذا الرقم أقل من توقعات المحللين الذين استطلعت آراؤهم من FactSet والذين توقعوا 2.72 دولارًا للسهم الواحد.

شركة كنتاكي إغلاق مؤقت لأكثر من 100 فرع من متاجرها في ماليزيا

في الوقت نفسه، قامت شركة كنتاكي، العملاقة في مجال الوجبات السريعة، بإغلاق مؤقت لأكثر من 100 فرع من متاجرها في ماليزيا في 29 أبريل، نتيجةً للخسائر الكبيرة التي تكبدتها بسبب المقاطعة المرتبطة بحرب غزة، حسب تقارير متعددة.

أُغلقت 108 من أصل 600 فرعًا تابعة لشركة QSR Brands، المالكة لسلسلة مطاعم كنتاكي، في ماليزيا، الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، خاصة في ولاية كيلانتان التي تضم أغلبية مسلمة، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة.

مقاطعة الشركات الداعمة للاحتلالمقاطعة الشركات الداعمة للاحتلال

 وأشارت الأنباء إلى أن الصعوبات المالية جاءت نتيجة للمقاطعة المرتبطة بغزة.

وفي بيان أصدرته العلامات التجارية التابعة لشركة QSR، أُكد أن الموظفين المتأثرين تم توفير فرص لهم للانتقال إلى متاجر أخرى أكثر ازدحامًا.

 وأكدت الشركة على مساهمتها "بشكل إيجابي في الاقتصاد الماليزي من خلال توفير الأمن الوظيفي لحوالي 18,000 عضو في الفريق في ماليزيا، ومن بينهم نحو 85٪ من الموظفين مسلمون".